بريد الوطن.. وكما غنت «الست»: ارجع يا زمان

بريد الوطن.. وكما غنت «الست»: ارجع يا زمان
لا عيب فى أن يُرتكب الخطأ، وإنما العيبُ فى استباحة الخطأ وإعطائه الشرعية ليدخل فى حيز المُباح، وما أن يُستباح حتى ينتشر بين شقوق المجتمع المتصدعة، كالنار فى الهشيم. فما أن يُعتاد على فعله، حتى يتحول تدريجياً إلى هوس فكرى حتى وإن لم تكن تمارسه لرفضك إياه فإنه يتردد صداه بين جوانب عقلك فيحتلك داخلياً، ومع الوقت يخرُج للعلن. إنه عدوى سريعة الانتشار، ما أن تتفشى فى المجتمع حتى تتردد على ألسنة العامة، وغيرهم ممن كانوا هم السبب فى زريعة البذرة بعقولهم لأغراض تتعلق بالمادة والشهرة.
ولذلك نجد أن الأمر مُحير للغاية، هل العلاج فى أن نرصد كل تلك الحالات ونوقفها بانتقادنا المُستمر لها، فيتحول الأمر لتأييد شعبى تُسلط عليه الأضواء فتُلمعه ويضوى نجمه أكثر، وتكون النتيجة عكسية؟ أم نتعامل مع الأمر بحزم وجدية بفرض عقوبات ينُص عليها القانون بغرامات رادعة، وذلك بعيداً عن منصة الإعلام والسوشيال ميديا تلك الأيدى الملتوية؟ أم يكون الأفضل تجاهل مثل تلك الظواهر لرُبما تأخذ وقتها وتندثر مع الوقت؟ فإن الأمور المُزيفة غير الحقيقية لا تقوم على دعائم وإن كانت فهى رخوة للغاية، سريعة السقوط والانهيار، لا تُحفظ فى طيات الزمن ولا تُسجلها صفحات التاريخ، وربما ينفُرها العقل مع مرور الوقت بما تبقى فيه من رُقى وتحضر.
بينما لا يغيب عن الساحة دور النقابات المعنية بالأمر بمحاربة تدنى المستوى وتلويث الفكر المجتمعى، برفع الذوق العام بأشياء يتجه لها الفرد العادى وغير العادى ليتحسن مع الوقت. قديماً ولوقت ليس ببعيد كان الفن رسالة تقدم شيئاً هادفاً للمجتمع، بينما الآن أعتقد أنها فقدت هذا المعنى بتحولها لوسيلة سريعة لكسب الشهرة المزيفة والمال الوفير.
محمد أحمد صلاح
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com