"عين مبارك وترمومتره".. كيف تعامل زكريا عزمي مع الرئيس الأسبق؟

كتب: ماريان سعيد

"عين مبارك وترمومتره".. كيف تعامل زكريا عزمي مع الرئيس الأسبق؟

"عين مبارك وترمومتره".. كيف تعامل زكريا عزمي مع الرئيس الأسبق؟

رحل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ليعود الحديث عن فترة ملأت نحو 30 عاما من تاريخ مصر الحديث، ومع عودة الحديث عن هذه الفترة ظهر اسم زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق كواحد من أكثر الرجال إثارة للجدل في عهد الرئيس الراحل.

وشُيّعت أمس عقب صلاة الظهر، جنازة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذي وافته المنية أول أمس، عن عمر ناهز 92 عاما، من مسجد المشير طنطاوي في التجمع الخامس.

وتقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، جنازة الرئيس الأسبق، إلى جوار نجليه جمال وعلاء مبارك، وجاورهما عمر علاء مبارك، حفيد الرئيس الراحل، والمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق، ورئيس مجلس النواب الدكتور على عبدالعال، ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ورئيس الأركان الفريق محمد فريد، والفريق صدقي صبحي وزير الدفاع السابق.

وفي مداخلة تلفزيونية للدكتور زكريا عزمي، أمس في برنامج "على مسؤوليتي"، المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، مساء الأربعاء، تحدث عن العديد من الأمور الخاصة بفترة توليه منصبه وعن الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، مجيبا عن العديد من الأسئلة التي ربما لا تزال تجول في عقول البعض رغم مرور الوقت.

عين مبارك وترمومتره

وبالبحث في الكتب عن الرجل الذي وصف في عهد مبارك بـ"عين الرئيس" و"ترمومتر الرئيس"، تجده يتأرجح بين كتب ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وحتى كتب ما بعد 2011، وعلى كثرة الحديث عنه يتفق الجميع على أنّه داهية سياسية يشهد له بالذكاء والحنكة.

يتحدث عنه جلال سيد في كتابه "اعترافات تحت القبة" الصادر عام 1989 أنّه من اصعب الشخصيات التي يمكن تحليلها، كما يشير إلى جانب آخر في حياته وهو تدريس القانون الدولي والدستوري في كليات الحقوق.

إلغاء الخصخصة

وفي كتاب "في انتظار وطن"، كتب محمد علي خير، عن زكريا عزمي: "يعتقد البعض أنّ مهاجمته لوزير ما هو بمثابة تمهيد لقرب خروجه من الوزارة، وإذا اتصل بأحد الوزراء أو قام بالتعليق على ما يجرب من أحداث يومية في الشارع، تعامل الإعلام مع تصريحاته بصفتها توجيهات رئاسية وقد لا يكون، لكنه الالتباس الذي يحدث في عقول الكثيرين".

وأشار خير، في كتابه إلى أنّ عزمي هاجم سياسة الخصخصة بعد أن جرت الخراب على عمال مصر، فأعلن بعدها وزير الاستثمار إلغاء الخصخصة كسياسة دولة، وتم حل مشاكل المعتصمين على رصيف مجلس الشعب.

نقل رأي الرئاسة لمجلس الشعب 

وفي كتاب محمد أبو زايد "هؤلاء أسقطوا الرئيس كواليس المطبخ السياسي"، كتب عن زكريا عزمي الذي عرف بين الخواص بـ"عين الرئيس" وترمومتر الرئيس"، مشيرا إلى جملته الأشهر "الفساد في المحليات للركب"، وقال في كتابه "أشهر عبارة يحفظها الشارع المصري للدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وبقدر ما تحمل من مدلولات سياسية تصب كلها لصالح الرجل إلا أن نفس الجملة قد تكون سببا في إضفاء نوع من الضبابية حول شخصية عزمي إذ تتوقف رؤية وقراء السواد الأعظم للسياسيين والمثقفين لشخصية الدكتور زكريا عزمي عند هذه الجملة باعتباره محاربا للفساد. فالصورة الذهنية لعزمي لا تتعدى كونه أحد كبار رجال الدولة بحكم منصبه وانه صاحب الجملة العبقرية التي لخصت حال الفساد والرشوة بين صغار الموظفين وكبرهم في الاجهزة المحلية، أو أنه عضو البرلمان البارز الذي ينجح دائما بالتزكية لأنه لم يجرؤ أحد على أن يخوص الانتخابات أمامه في دائرته المفضلة الزيتون".

توسط بين المعارضة والحكومة باسم الرئيس

ويتابع "أبوزيد" أنّه عرف بعين الرئيس أو ترمومتر الرئيس، فهو عينه في البرلمان والصحافة والحياة العامة والحياة السياسية، وكانت للرئيس أجهزة سيادية تنقل التقارير اليومية أغلبها كاذب ومضلل ولكن عزمي هو عينه الداخلية هو عين الإحساس وليست العين التي تكتفي بنقل وتقديم المعلومات، ولذلك فعزمي يحتفظ بمكانه خاصة لدى نواب البرلمان فالجميع كان يحترمه، توسط لحل الأزمات بين المعارضة والحكومة باسم الرئيس.

كثيرا ما ينقل عزمي للرئيس الأزمات التي تحدث تحت قبة البرلمان بين الوطني والمعارضة، فيكلفه الرئيس بالدخول باسمه لإيجاد حل لمثل هذه الأزمات، وكثيرا ما توسط لحل أزمات بين المعارضة والحكومة.

في الأزمة الأخيرة التي مرت بمحمد لطفي منصور وزير النقل السابق، بعد حادث الجاموسة المتسبب في وقوع حادث قطار العياط الأخير، والذي راح ضحيته أكثر من 20 قتيلا، وأثناء اجتماع لجنة النقل والموصلات، قال عزمي إنّ الرأي العام غاضب جدا من الحادث، ويجب تهدئته: "قالها بلهجة حادة أدرك الجميع أنّ هناك شيئا ما سيحدث، إلا أنّ الجميع أيقن أنّ بقاء محمد منصور في منصبه الوزاري أصبح يعد بالساعات إن لم يكن بالدقائق، بعد أن قال عزمي هذه الكلمات لمنصور".

كان مخزن أسرار الرئيس

تحدث الدكتور زكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق، خلال حديثه مع الإعلامي أحمد موسى عبر برنامج "على مسؤوليتي"، المذاع على فضائية "صدى البلد"، عن العديد من الأمور، بينها تكذيب ما قاله عمرو موسى إنّ مبارك كان يحكم فرديا دون اللجوء للمؤسسات، مؤكدا أنّه عار عن الصحة، وكذب وافتراء. 

وعن التوريث، قال على لسان مبارك إنّ الراحل قال له "بيقولوا ابعت ابني النار.. توريث إيه اللي بيكلموا عليه!"، وغيرها من الأمور.


مواضيع متعلقة