إحياء طريق الكباش.. مشروع الدولة لإعادة الأقصر إلى سابق فرعونيتها

إحياء طريق الكباش.. مشروع الدولة لإعادة الأقصر إلى سابق فرعونيتها
- الأقصر
- الأقصر اليوم
- طريق الكباش
- منصور بريك
- معبد الأقصر
- معبد الكرنك
- أبو الهول
- أبو عصبة
- الأقصر
- الأقصر اليوم
- طريق الكباش
- منصور بريك
- معبد الأقصر
- معبد الكرنك
- أبو الهول
- أبو عصبة
استأنفت سلطات مجلس مدينة الأقصر، المرحلة الثانية من إزالة المنازل السكنية بنجع أبو عصبة بالكرنك، شمالي الأقصر، تمهيدا لفتح طريق الكباش الواصل بين معبدي الأقصر والكرنك، ذلك بعد قامت في مايو من العام الماضي، بإزالة أكثر من 30 منزلا سكنيا بنجع أبو عصبة، لإبراز معالم طريق الكباش، ثم توقفت أعمال الإزالات قبل استئنافها مجددا السبت الماضي، بإزالة عمارتين سكنيتين بجوار كنيسة العذراء.
"الوطن" رصدت أهم النقاط التي تدور حول طريق الكباش وخطوات الدولة لإحيائه من جديد كونه أهم طريق للاحتفالات تم تشييده في مصر من ناحية، ومن ناحية أخرى رؤية الخبراء في كيفية الاستفادة من المشروع بعد الانتهاء منه.
- يرجع تاريخ أعمال الحفر في طريق الكباش إلى عام 1949 حيث قام الدكتور زكريا غنيم بالكشف عن 8 تماثيل لأبو الهول، ثم قيام الدكتور محمد عبد القادر 1958م- 1960 م بالكشف عن 14 تمثالا لأبي الهول عقبه قيام الدكتور محمد عبدالرازق 1961م – 1964 بالكشف عن 64 تمثالا لأبي الهول تلاه قيام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت والطريق المحاذي باتجاه النيل.
- في الفترة من 2005 حتى 2006 قام منصور بريك بإعادة أعمال الحفر للكشف عن باقي الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن، بالإضافة إلى قيامه بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور، وهو ما ألمح لفكرة إعادة إحياء الطريق.
- تبنى الدكتور سمير فرج، محافظ الأقصر الأسبق، فكرة إحياء طريق الكباش وتحويل الأقصر إلى متحف مفتوح وكان عاملا في ظهور الطريق إلى النور من خلال القرارت الجريئة التي قام بها بموافقة مجلس الوزراء في نزع جميع الأراضي ووضعها تحت بند منفعة عامة، ما أسرع من عجلة العمل وذلك بتسخير كل القوى لتسهيل عملية الحفر.
- يسمى طريق الكباش في اللغة المصرية "وات نتر" وتعني الطريق المقدس أو طريق الآلهة، ثم أطلق عليه "تا ميت رهنت" وتعني طريق الكباش وجاءت منه كلمة واسم قرية ميت رهينة الحالية في محافظة الجيزة.
- ويعتبر طريق الكباش الفرعوني هو أضخم مشروع عالمي يربط معبد الأقصر بمعابد الكرنك بمسافة 2700 متر، بطريق احتفالات ملوك الفراعنة منذ آلاف السنين، ولكن بحلول أحداث يناير توقف المشروع، وعادت وزارة الآثار عقب ثورة يونيو وبالتحديد في عام 2017، لتبدأ من جديد في استكماله، تمهيدًا لوضعه على الخريطة السياحية.
- وكان تمثال الكباش يمثل على قاعدة من الحجر مكونة من أربعة مداميك من الحجر الرملي ويأخذ كل تمثال هيئة جسد أسد ورأس كبش تمثل المعبود آمون رع الشهير وهذه التماثيل تتخذ في معبد الكرنك شكل الكبش، وفي معبد الأقصر تأخذ شكل جسد أسد ورأس إنسان أو هيئة أبو الهول.
- طريق الكباش" له تاريخ كبير بـ"عيد الأوبت" الفرعونى الذى كان يطلق عليه "مهرجان الإوبت" فهو احتفال مصرى قديم كان يقام سنويًا فى طيبة – الأقصر - فى عهد الدولة الحديثة وما بعدها، وفيه كانت تصطحب تماثيل آلهة ثالوث طيبة "آمون وموت وابنهما خونسو" مخفيين عن الأنظار داخل مراكبهم المقدسة في موكب احتفالي كبير، من معبد آمون في الكرنك، إلى معبد الأقصر، في رحلة تمتد لأكثر من كيلو مترين، وما يتم إبرازه فى هذا الطقس هو لقاء آمون رع من الكرنك مع آمون الأقصر.
- يصل طول طريق الكباش لمسافة 2700 متر ويضم عدة تماثيل على الجانبين بطول الطريق من معبد الأقصر وحتى مجمع معابد الكرنك، حيث يضم "كباش الأسرة الثامنة عشرة" وهي من البوابة عشرة بمعبد الكرنك جنوبًا إلى بوابة معبد موت شمالًا، وهي تماثيل كباش برأس الإله آمون رع بمسافة 350 مترا بإجمالي عدد الكباش 130 تمثالا "66 شرقًا و64 تمثالا غربًا"، ويضم "كباش بوابة خنسو" بإجمالي عدد التماثيل 114 تمثالا، وبذلك يبلغ إجمالى تماثيل الأسرة الثامنة عشرة بالطريق 244 تمثالا.
- يضم طريق الكباش أيضا كباش الأسرة الثلاثين وهى تماثيل أبو الهول وترجع لعصر الملك نختنبو الأول، من معبد موت حتى التقاطع غربًا بمسافة 200 متر بإجمالى عدد التماثيل 62 تمثالا، ومن التقاطع غربًا إلى شارع المطار جنوبًا بإجمالي مسافة 475 مترا بإجمالي 178 تمثالا، ومن مكتبة مصر العامة لشارع المطارع حتى شارع المطحن بمسافة 620 مترا، وتضم 200 تمثال، وكذلك 14 تمثالا أخرى من المحتمل أن تكون أسفل شارع المطحن ليصبح الإجمالي 214 تمثالا، ومن شارع المطحن حتى كنيسة العذراء بمسافة 225 مترا بإجمالي 79 تمثالا، و5 قواعد أخرى من شارع توت عنخ آمون، ليصل إجمالي التماثيل 84 تمثالا، ومن كنيسة العذراء إلى مبنى السنترال بمسافة 383 مترا، بإجمالي 146 تمثالا، ومن السنترال حتى مدخل معبد الأقصر بمسافة 347 مترا بإجمالي 130 تمثالا، ليصبح إجمالي ما تم ترميمه 1058 تمثالا، لكل من آمون رع وأبو الهول تقريبًا خلال الفترة الماضية.
- أبرز العوائق التي كانت تقف أمام استكمال المشروع هي مساكن منطقة نجع أبو عصبة الواقعة على طريق الكباش حيث سعى محافظ الأقصر الأسبق سمير فرج لاستصدار قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1408 لسنة 2005 بنزع ملكية 130 منزلا من العقارات المتداخلة فى مسار طريق الكباش وإزالة العقارات وكشف الطريق وبناء سور حول الطريق وجعله متحفا مفتوحا لمرور السياح به، وتم تعويض المضارين تعويض عادل نظير لملكياتهم المنزوعة كونها آخر محطة لكشف الطريق، لكن فور قيام ثورة يناير توقفت جميع أعمال النزع وعادت المحافظة خلال العامين الماضيين لتستكمل كشف الطريق وإزالة مساكن نجع أبو عصبة، لتعلن انتهاء 90% من المشروع وتشير رسميا إلى افتتاحه خلال العام الجاري ليعيد الأقصر لرونقها الفرعوني مرة أخرى.
كيف سيفيد طريق الكباش القطاع السياحي في الأقصر؟
الدكتور مصطفى الصغير، مدير معبد الكرنك والمشرف على مشروع إحياء طريق الكباش، يقول إن المشروع في البداية يدعم حماية التاريخ التراثي من الاندثار المحيط بتلك البقعة الأثرية الممتدة من معبد الأقصر إلى الكرنك، خاصة بعد أن امتدت أيادي العمران وشبكات الصرف الصحي المتهالكة لها مما كان سيتسبب في تدميرها على المدى البعيد.
ويؤكد الصغير أن مشروع كشف وإحياء طريق الكباش يعتبر نقلة حضارية وأثرية كبيرة تساهم في إثراء القطاع السياحي خلال الفترة المقبلة، خاصة عند استغلاله عقب الانتهاء من كشفه وإحيائه، والاستفادة من تنفيذ مشروعات سياحية كبيرة على جانبيه، مع إنارة معبدي الكرنك والأقصر ليلاً والسماح للسائحين بالزيارة والتجول في المعبدين بأوقات ممتدة حتى الساعة 12 مساء، ما يجعله يمثل نقلة نوعية كبيرة لمدينة الأقصر السياحية.
محمود الطيب، عضو جمعية المرشدين السياحيين بالأقصر، يشير إلى إمكانية الاستفادة من الطريق من خلال التفكير في تشييد ممشى سياحي علوى جلاس ووك أو سكاى ووك يعلو طريق الكباش ويكون مخصصا للمشاة فقط ذو أرضية وأسوار جانبية زجاجية (للحفاظ على البيئة المحيطة وملاءمتها للآثار وإضفاء اللمسة الجمالية ولسهولة الرؤية والتقاط الصور والفيديوهات) ويكون الممشى العلوى باعتباره مزارا حديثا متاحا للسائحين بعد سداد رسوم للزيارة ومنحهم قفازات أرجل قماشية أو بلاستيكية لارتدائها فوق الأحذية لحماية الأرضية الزجاجية والمحافظة عليها.
وتابع الطيب أن أمر إنشاء جسر يعلو الطريق يساهم في طول مدة إقامة السائح وزيادة عدد الليالى السياحية ومعدلات إنفاق السائحين وبالتالى زيادة الإيرادات السياحية، ما يحقق طفرة في زيارة معابد وآثار الأقصر ليلاً مع ارتفاع درجات الحرارة نهارا، فضلا عن أنه من الممكن تزويد الممشى العلوى بالمطاعم على طول الممشى حيث إن عرضه قد يسمح بذلك لملاءمته لعرض طريق الكباش ذاته، ومنظره الساحر.
ويلفت محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر، إلى أنه يمكن الاستفادة من طريق الكباش في إقامة الاحتفالات والمهرجانات السياحية المعاصرة -أسوة بحياة المصرى القديم- وذلك من خلال إقامة العديد من المناسبات بين الحين والآخر على مدار العام، وسوف يكون ذلك بمثابة إحياء للمدينة بشكل عام وللسياحة الثقافية على وجه الخصوص، خاصة أنه سوف يمكن للسائحين ولأول مرة التمتع بكل المناسبات المقامة في الأقصر.