صاحب أشهر صورة في جنازة مبارك لـ"الوطن": 4 مشاهد لخصت علاقتي به

كتب: كريم عثمان

صاحب أشهر صورة في جنازة مبارك لـ"الوطن": 4 مشاهد لخصت علاقتي به

صاحب أشهر صورة في جنازة مبارك لـ"الوطن": 4 مشاهد لخصت علاقتي به

في تمام السابعة صباحًا، يرتدي "عمرو" بدلته المنمقة مع حذائه اللامع، بعد أن يحلق ذقنه تمامًا، تلك المظهر الرسمي الذي عاش به مصور الرئاسة لسنوات خلال عمله، داخل قصر الرئيس الأسبق حسني مبارك، فمهنة المصور أحد أهم الوظائف، بخاصة إذا كان يصور شخصية مرموقة، يتابعها الكثيرون وينتظرون رؤيتها، ولا سيما لو كانت تلك الشخصية رئيس الجمهورية.

عمرو عبدالله، مصور صحفي مصري، قضى سنوات طويلة يعمل كمصور شخصي للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، والذي وافته المنية، الثلاثاء، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز الـ92 عاما، تواصلت معه "الوطن" ليروي مشاهد من داخل قصر الرياسة، وكواليس الصور التي التقطها لمبارك، وعلاقته به التي لخصها في 4 مراحل.  

نشاط وحيوية الرئيس الأسبق، شيئان لمسهما مصور وكالة "رويترز" العالمية، في "مبارك"، والذي كان لايهدأ على حد قوله "صورت مقابلات واجتماعات كتير، كان ليا ميعاد محدد بحضر فيه ومينفعش أتأخر عنه.. والاجتماعات مكانتش بتخلص، إحنا كنا نتعب وهو لأ، وكنا بندخل معاه أي مكان وهيبتنا من هيبته".

يتذكر "عبدالله"، أنه عاصر خلال فترة عمله مع الرئيس الأسبق، 3 رؤساء من أمريكا، أولهم بيل كلينتون ثم جورج بوش وآخرهم باراك أوباما، وجميعهم التقط لهم صورًا مع مبارك، "كلهم كانت علاقتهم جيدة به، وكان له وضع ووزن وسط جميع ضيوفه".

روح الفكاهة كانت حاضرة في "مبارك"، حيث يتذكر "عمرو" حينما جمعته مقابلة بالسلطان الراحل قابوس، "كلنا كنا واقفين بنصور وفي بنت زميلة ملامحها مش مصرية، فمازحها وقالها هو انتي مصرية ولا لبنانية، كلنا مسكنا نفسنا من الضحك بالعافية". 

لا ينسى المصور الصحفي أفضل صورة التقطها لـ"مبارك"، والتي أثارت جدل واسع، بعد أن ظهر فيها الرئيس الأسبق ونجله الأكبر جمال مبارك، "كانت وقت انتخابات الرياسة، وكان جمال مبارك في ضهر الرئيس وكتبت جنبها سؤال، من هو القائد؟ والذي جسد مخاوف الناس من التوريث، لدرجة ساعتها الناس افتكرتني مفبركها".

علاقة طيبة جمعت "عبدالله" بنجلي الرئيس السابق، وخاصة جمال مبارك، والذي يتذكر إحدى الواقف التي تعامل فيها معه مباشرة، حينما تواجد في القصر بيوم به كسوف للشمس، "جمال مبارك كان عايز يشوف الكسوف ومش عارف، فإديته ورقة آشعة عشان يشوف من خلالها، ومرة تانية عجبه تصويري وبلغ المركز الإعلامي للرياسة إنه يشكرني".

المشهد الثاني في رحلة المصور مع مبارك، كان قبيل ثورة 25 يناير، حينما أصبح الاهتمام بمظهره ليس من الأمر الضروري، والمواعيد ليست بالثانية كما كانت من قبل، وأصبحت الأمور داخل القصر أكثر مرونة، ثم حدثت المفاجأة بثورة 25 يناير، والتي غيرت كل شيء، "كنت بنزل أصور مؤيدين الرئيس اللي كانوا زعلانين وبيعيطوا عليه، لقيتهم بيهاجموني لما شافوا الكاميرا، قولتلهم الصورة بتاعته اللي انتوا ماسكينها دي أنا اللي مصورها، كانت صورة ليا وفاكرها"، على حد قول "عمرو".

لم يمر وقت طويل قبل مجيء المشهد الثالث في رحلة المصور مع مبارك، والذي تلخصت تفاصيله في قضبان حديدية ويقف خلفها "مبارك"، بعد أن أجبر على التنحي، في موقف المتهم، "مكنتش مصدق وأنا بصوره في القفص، شخص كانت الدنيا بتتهزله مرة واحدة بقى مدان، والصور اللي كنت بتحرى الدقة في تفاصيلها عشان تعجبه، هصورها وهو ورا الحديد".

واليوم، كتب المصور الشاب المشهد الأخير في علاقته بالرئيس الأسبق، بعد أن حضر لتغطية جنازته العسكرية، وودعه خير وداع، بصورة قال عنها الجميع بأنها الأفضل والأشهر في جنازة مبارك، حيث التقط بعدسته صورة ظهر فيها من اليمين نجل الرئيس الأسبق جمال مبارك، وبجانبه شقيقه علاء، ثم الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويفصل بينهما أحد رجال القوات المسلحة، "استنيت 4 ساعات ونص عشان أصورها بس، وأحط بصمتي في وداعه"، ويختتم "عمرو": "أنا شاهد على رحلة حياته".


مواضيع متعلقة