انقسام كنسى حول الاحتفال بعيد القيامة فى «القدس المحتلة»

كتب: مصطفى رحومة

انقسام كنسى حول الاحتفال بعيد القيامة فى «القدس المحتلة»

انقسام كنسى حول الاحتفال بعيد القيامة فى «القدس المحتلة»

واصل المسيحيون، أمس، سفرهم إلى القدس، لحضور احتفالات «أسبوع الآلام» و«عيد القيامة»، فى الأماكن المقدسة هناك، وغادر مطار القاهرة الدولى، أمس، 547 مسيحياً، إلى تل أبيب، على متن 4 رحلات جوية، لحضور الاحتفالات فى «القدس»، ويصل عدد الأقباط المتجهين إلى القدس هذا العام نحو 4 آلاف، حسب تصريحات المهندس فيكتور عادل ملاك، صاحب شركة سياحية تنظم تلك الرحلات، مضيفاً لـ«الوطن» أن غالبية المسافرين من البروتستانت والكاثوليك والروم الأرثوذكس، وقليل منهم أرثوذكس نتيجة رفض الكنيسة سفرهم إلى القدس، لحين تحريرها من الاحتلال الإسرائيلى، لافتاً إلى أن هذا العدد انخفض كثيراً منذ قرار البابا شنودة منع السفر، حيث كان عدد المسافرين يتجاوز 25 ألفاً كل عام. وأشار فيكتور، إلى أن الأمن يمنع سفر الأقباط المولودين بعد عام 1970 إلى القدس، كإجراء أمنى، لافتاً إلى أن تكلفة تلك الرحلات تتراوح من 7 إلى 14 ألف جنيه، حسب الفندق ومدة الرحلة، وغالبية الأقباط المسافرين يعودون إلى القاهرة يوم عيد القيامة الذى يوافق 20 أبريل. من جانبها، انقسمت الكنائس الثلاث «الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية»، حول سفر المسيحيين إلى القدس، ففيما أصرت «الأرثوذكسية» على تطبيق قرار البابا الراحل شنودة الثالث، برفض سفر الأقباط إلى القدس قبل تحريرها، وتمسك البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة، بهذا القرار الذى صدر عن المجمع المقدس للكنيسة، أكدت كل من «الإنجيلية» و«الكاثوليكية»، أنها لا تستطيع منع المسيحيين من زيارة الأماكن المقدسة، نافية أن تكون تلك الرحلات «تطبيعاً» مع الكيان الإسرائيلى. وقال مصدر كنسى لـ«الوطن» إن الكنيسة متمسكة بقرار المجمع المقدس فى عهد البابا الراحل، وبأنه لا حل ولا بركة لمن يسافر، وأن البابا تواضروس الثانى أكد استمرار تطبيق القرار، وإن كانت الكنيسة تسمح لكبار السن من الأقباط بزيارة القدس، فإنها تحقق مع الآخرين وتوقع عقوبات كنسية عليهم، أقصاها حرمانهم من «التناول» وهو أحد أسرار الكنيسة السبع لمدة عام. وقال القس الدكتور إكرام لمعى، رئيس سنودس النيل الإنجيلى، والمتحدث باسم الكنيسة الإنجيلية، إن الكنيسة لا تملك أن تمنع المسيحيين من السفر إلى القدس، وقال الأنبا أنطونيوس عزيز، مطران الجيزة للأقباط الكاثوليك، إن زيارة المسيحيين للقدس جانب دينى ليس ضد مصر، أو عملاً غير وطنى. وأكد كمال زاخر، منسق التيار العلمانى، أن سفر الأقباط إلى القدس لزيارة الأماكن المقدسة، لا يمكن أن يكون تطبيعاً مع إسرائيل، حيث إن الزمن تجاوز هذا المفهوم، ولا يوجد حرمان كنسى للأقباط الذين يسافرون للقدس، قائلاً: «أعلم العديد سافر ولم يتم حرمانه كنسياً، دون أن يُعلن ذلك». وأشار «زاخر» إلى أن العقوبة التى تتحدث عنها الكنيسة مخالفة للقوانين الكنسية، وأن السفر إلى القدس شعيرة دينية معمول بها منذ القرن الرابع الميلادى، وإثارة موضوع سفر الأقباط للقدس، ما هو إلا محاولة لعرقلة خريطة الطريق.