من التنصيب حتى "خليهم يتسلوا".. حكايات مبارك تحت قبة البرلمان

كتب: ولاء نعمة الله

من التنصيب حتى "خليهم يتسلوا".. حكايات مبارك تحت قبة البرلمان

من التنصيب حتى "خليهم يتسلوا".. حكايات مبارك تحت قبة البرلمان

45 دقيقة، توقفت فيها قلوب عدد من رموز النظام السابق، حين سقط الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك مغشيا عليه داخل القاعة الرئيسية لمجلس الشعب، إثر إصابته بهبوط حاد مفاجئ خلال افتتاحه الدورة البرلمانية لمجلسي الشعب والشورى عام 2003، إذ انقلبت الدنيا آنذاك رأسا على عقب، وتم إخلاء الطرقات لإخراج مبارك إلى خارج القاعة، وسط توتر شديد أصاب الحضور في الجلسة، بداية من رئيسي مجلسي الشعب والشورى ونواب المجلسين والموظفين القلائل الذين شهدوا هذه الواقعة.

وبين لحظة الهبوط الصحي والهبوط السياسي عام 2010، وزيادة حدة موجة الغضب بسبب نتائج الانتخابات البرلمانية، محطات عديدة حرص فيها الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، على متابعة ورصد كل ما يدور تحت قبة البرلمان، واستغلاله في لقاءاته وخطاباته التي كان يلقيها، سواء في جولاته الميدانية أو خطاباته السياسية.

كثيرون ممن تابعوا خطاب الرئيس الراحل مبارك، الذي ألقاه في افتتاح الدورة البرلمانية 2010، كان يعلم أنّها بداية ثورة الغضب، خاصة حين وصف تشكيك القوى السياسية في نزاهة الانتخابات البرلمانية قائلا: "خليهم يتسلوا".

وتشهد المضابط البرلمانية أول حضور رئاسي للرئيس الأسبق مبارك، حين وقف في 14 أكتوبر عام 1981 تحت قبة البرلمان في جلسة تنصيبه رئيسا لمصر، وقرأ الدكتور صوفي أبوطالب رئيس مجلس الشعب آنذاك، نتيجة استفتاء المصريين على تولي مبارك رئاسة البلاد، خلفا للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وجاءت نتيجة الاستفتاء 98% موافقة.

الجلسة التاريخية حضرها الرئيس السوداني جعفر نميري، والدكتور صبحي عبدالحكيم رئيس مجلس الشوري، إذ أدى الرئيس حسني مبارك رئيس الجمهورية الجديد، اليمين الدستورية أمام مجلس الشعب في الساعة الثانية عشرة و الثلث.

وكانت أبرز كلمات الرئيس الراحل مبارك في الجلسة، قوله: "تعالوا نوحد كلمتنا ونوحد صفوفنا، ولنبني مصر بالحب والأمل والعمل، المسؤولية مسؤوليتنا جميعا، لا فرق بين كبير وصغير أو مسلم ومسيحي أو مؤيد ومعارض".

تجددت ولاية مبارك عبر الاستفتاء 3 مرات، في أعوام 1987، و1993، و1999، ثم تم تعديل الدستور ليصبح أول رئيس للجمهورية عبر الاقتراع الحر المباشر عام 2005.

يظل الرئيس الأسبق الذي وافته المنية صباح اليوم، حاضرا تحت قبة البرلمان، فما إن تطأ قدميك المتحف الخاص بمجلس النواب، حتى تستوقفك التماثيل التي تعلوها صور رؤساء مصر الراحلين، شاهدة على عصور مضت.

ويحظى الرئيس الراحل بحضور مميز داخل القاعة الثانية للمتحف، الذي يقع على يسار الممر المؤدي إلى البهو الفرعوني، حيث يقف مجسم لتمثال نصفي يحمل تفاصيل دقيقة له.

وكانت صور مبارك اختفت وشوهت وتم تقطيعها بالأيدي، إثر استحواذ جماعة الإخوان الإرهابية على سدة الحكم في عام 2013، إلا أنّ ذكراه عادت لتخلد بين زملائه من الرؤساء الراحلين، في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وكان مجلس النواب برئاسة الدكتور علي عبدالعال، نعى خلال الجلسة العامة المنعقدة الثلاثاء، الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وتلا عبدالعال بيان النعي، الذي تقدم فيه بخالص العزاء لأسرة الرئيس الأسبق مبارك، لما قدمه لوطنه كأحد قادة وأبطال حرب أكتوبر المجيدة، إذ تولى قيادة القوات الجوية أثناء الحرب التي أعادت الكرامة والعزة للأمة العربية.


مواضيع متعلقة