"مش بنبيع ترمس".. شهادة قلاش عن تعامل مبارك مع أزمة قانون حبس الصحفيين

كتب: أحمد البهنساوى

"مش بنبيع ترمس".. شهادة قلاش عن تعامل مبارك مع أزمة قانون حبس الصحفيين

"مش بنبيع ترمس".. شهادة قلاش عن تعامل مبارك مع أزمة قانون حبس الصحفيين

ثلاثون عاما قضاها مبارك حاكما لمصر، تعامل فيها مع مختلف المؤسسات والهيئات والمهن، ومن أبرزها مهنة القلم، فكانت علاقته بالصحفيين تتسم بالشد والجذب، وصلت ذروة الصدام فيها أثناء أزمة قانون 93 لسنة 1995 الذي يغلظ العقوبات على الصحفيين ويفرض عليهم الحبس في قضايا النشر.

يحيي قلاش، نقيب الصحفيين الأسبق وعضو مجلس النقابة إبان الأزمة الشهيرة، يروي لـ"الوطن" شهادته على كواليس علاقة رئيس الدولة حينها بالصحفيين "نقيبا ومجلسا وأعضاء"، فيقول إن أزمة القانون رقم 93 لسنة 95 أنه كان يغلظ العقوبات على الصحفيين وكان هناك رد فعل من النقابة برئاسة النقيب إبراهيم نافع حينها، والجمعية العمومية برفضه فعقدت الجمعية العمومية يوم 10 يونيو عام 1995 اجتماعا لها والذي يجري الاحتفال به كيوم الصحفي حتى الآن.

وتابع قلاش: "حسنين هيكل وجه رسالة في هذه الجمعية العمومية قال فيها إن نظام مبارك سلطة شاخت على مقاعدها، هذه السلطة من 95 استمرت حتى 2011 أي نحو 16 سنة وهو ما يلخص طريقة مبارك التي استطاع أن يستمر بها 30 سنة في الحكم، ويمكن اعتبار الثلث الأول من هذه المدة مقبول إلى حد ما وذلك بسياسات أقرب لإدارة الأزمات والاحتواء، فالدولة رغم كل سوئاتها لكن بها مؤسسات وكان ما يمكن أن نطلق عليه أركان الدولة، وهو ميراث موجود بشكل أو بآخر من عبد الناصر للسادات وحتى مبارك".

وأكد نقيب الصحفيين الأسبق، أن هذه الفلسفة تجلت في كيفية تعامل الدولة مع أزمة قانون 93، حيث أصر مبارك على إصدار القانون "ناشدناه بألا يصدق عليه فاطلق تعبيره الشهير (إحنا مش بنبيع ترمس ومش بنفاصل ودي قوانين بتتعمل عشان تطبق)، ورفض، لكن عندما انعقدت الجمعية العمومية وكان هناك رد فعل عنيف من الأعضاء.

وأضاف: "اتخذت الأزمة شكلا مختلفا فكان هناك حوار خلف الكواليس لحلها، حيث أجرى الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي لمبارك اتصالات مع رموز صحفية ونقابية، وقامت فلسفته على أن نجعل من مبارك حكما بدلا من خصم فنحيده، ونستطيع الوصول لحلول".

وواصل قلاش، شهادته عن الأزمة قائلا: "التقينا مبارك خلال هذه الأزمة مرتين في بدايتها وتم الوعد بالحل ثم تم الالتفاف على الموضوع، واستمرت الجمعية العمومية منعقدة لمدة عام وتقدمنا كمجلس نقابة باستقالتنا ثم التقينا مبارك مرة ثانية شهدت نهاية لهذه الأزمة لتعديل القانون، وأصدر قانون رقم 96 لسنة 1996"، مشيرا إلى أنه كان هناك حضور لدولة مبارك في إدارة الأزمة، "التقينا رئيس الوزراء مرتين ثم الجنزوري وقابلنا رئيسي مجلسي الشعب والشورى ووزير الإعلام ووزير الداخلية، كل من له علاقة بهذه الأزمة التقيناه وظل الحوار مفتوحا للوصول للحل وهذا نوع من إدارة الأزمة".

وتابع: "في أزمة قانون الحبس في قضايا النشر، حاولت الدولة احتواء النقابة ففكرت أن تأتي بنقيب مؤيد لها فانتخب الصحفيون جلال عارف باكتساح مقابل صلاح منتصر، مضيفا: "عارف من خارج الصندوق باعتباره معارض وكان يوصف لمبارك أنه رجل (مغلق) ولن يجري التفاهم معه، لكن مبارك شاهد حوارا تليفزيونيا لجلال عارف في أحد القنوات فاتصل بصفوت الشريف وزير الإعلام حينها وقال له: (أنت شوفت جلال عارف؟ طب ماله بقى جلال عارف بيتكلم عادي)، فبادر مبارك بالاتصال بجلال عارف محددا له موعدا للقائه في يناير 2004، والتقاه بالفعل وتحدث عارف عن مشاكل الصحفيين والمهنة والمؤسسات القومية واحتياجات النقابة وحصل على دعم من الدولة غير مسبوق غطى عجز النقابة مثل صندوق الطوارئ والقرض الحسن وإنجاز بعض المشروعات كلها أعطاها مبارك لعارف"، بحسب تعبيره.

وأشار قلاش إلى أن مبارك قال إنه لأول مرة يلتقي قيادة صحفية لا تطلب شيئا لنفسها، متابعا: "قال لجلال عارف (خلاص يا جلال هعملك اللي طلبته) وأعطى له رقما خاصا ليتواصل مع مبارك بشكل مباشر".

وغيّب الموت الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، عن عمر ناهز 92 عاما بعد صراع مع المرض، وتولى رئاسة مصر لمدة اقتربت من 30 عاما، بعد اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأجبرته الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في 25 يناير 2011، على التنحي عن حكم مصر.


مواضيع متعلقة