قصب السكر.. لماذا تراجعت إنتاجية "محصول الخير"؟

كتب: محمد عبد اللطيف الصغير

قصب السكر.. لماذا تراجعت إنتاجية "محصول الخير"؟

قصب السكر.. لماذا تراجعت إنتاجية "محصول الخير"؟

مع انطلاق شهر يناير من كل عام يبدأ المزارعون في محافظات الصعيد موسم حصاد محصول قصب السكر، الذي يعتبره العديد منهم "موسم الخير"، لانتعاش الأسواق في تلك الفترة بوفرة الأيدي العاملة والمال، لذلك يقدم أغلبهم على زراعته والتي تستغرق مدة عام كامل.

وعلى النقيض، شهد الموسم الحالي تراجعًا ملحوظًا في زراعة المحصول نتيجة لارتفاع أسعار الوقود والأسمدة الكيماوية والأيدي العاملة التي تعتبر من مقومات وأعمدة إنتاج محصول قصب السكر، ما كان له تأثير مباشر في ارتفاع تكلفته وقلة العائد المادي من زراعته، الأمر الذي حدا بالمزارعين إلى مطالبة الحكومة برفع سعر التوريد إلى ألف جنيه.

وتستعرض "الوطن" تقريرا معلوماتيا عن زراعة قصب السكر، وأسباب تراجع إنتاجه، ولماذا عزف الفلاحون عن زراعته؟ وكذا الحلول المناسبة لإعادة ذلك النوع من الزراعة لسابق عهدها بخيرها الوفير.

- يعد قصب السكر من المحاصيل الاستراتيجية التي توفر مادة غذائية مهمة هي السكر، إلى جانب استخدامه في صناعة العسل الأسود الذي يعتبر غذاء شعبيا مهما بالمواد الغذائية المعدنية.

- يدخل محصول القصب في العديد من الصناعات الثانوية مثل الخل والكحول والورق والخشب الحبيبي والفايبر والأسمدة وخميرة البيرة والأسيتون وغيرها، كما يستخدم القالوح الأخضر منه لتغذية الماشية، ويستخدم سفير القصب "المادة الصلبة" في إنتاج الأسمدة العضوية، والأعلاف للحيوانية، وفي إنتاج وقود حيوي لمصانع الأسمنت؛ للقضاء على عمليات حرق سفير القصب المنتشر.

- تدخل في عمالة محصول القصب بدءًا من زراعته حتى موسم "تكسيره" أيدي العمال البسطاء للعمل في تحميله وكسره بالأجر اليومي، بجانب أصحاب الجمال المسؤولين عن عملية التحميل إلى المقطورات والجرارات وعربات القطارات "الديكوفيل" وعمال المصانع.

 

- وتبدأ زراعة القصب من المنيا شمالا حتى أسوان جنوبا وتعد محافظة قنا هي الأولى في زراعته حيث يصل إجمالي المساحة المزروعة بمحصول القصب بها حاليا نحو 120 ألفا و480 فدانا تمثل 37% من إجمالي المساحة المزروعة على مستوى الجمهورية يجرى توريد 3 ملايين طن قصب خام تنتج 300 ألف طن سكر سنويا، بينما تصل زراعة المحصول ذاته بمحافظة الأقصر لـ 36 ألف فدان تنتج مليونا و300 ألف طن قصب تدر 140 ألف طن سكر تقريبًا.

- تلك الإحصاءات تؤكد انخفاض إنتاجية قصب السكر الموسم الحالي 5 أطنان لكل فدان، حيث تراجع المتوسط من 40 إلى 35 طنا للفدان لعدة أسباب حسب مزارعين يأتي في بدايتها عدم تناسب سعر الطن، 720 جنيها، الذي تقره الحكومة مع تكلفة الإنتاج، وتشمل مستلزمات الزراعة طيلة 12 شهرا هي مدة موسم زراعة القصب حيث يتكلف زراعة الفدان الواحد حسب مزارعين نحو 800 جنيه، موزعة على الري والسماد والمبيدات والعمالة، ويحتاج الفدان الواحد إلى 46 عاملا طوال 12 شهرا بأجر يومي يتراوح ما بين 70 إلى 80 جنيهًا نظير 3 ساعات من العمل يوميا.

- يأتي أيضا ضمن أسباب تراجع انتاجية محصول القصب هو تراجع الصفات الوراثية له، خصوصًا أن الصنف س 9 المعتمد حاليًا هو نفسه منذ ستينيات القرن الماضي، دون إجراء أي تغييرات عليه، وهو ما جعله عرضة لهجمات الآفات، وأيضًا ضربات المناخ.

- عملية كسر المحصول ونقله للمصانع حيث يتكلف من 1800 إلى 1900 جنيه للفدان الواحد وهو ما يجعل السعر الحالي لتوريده لا يتناسب إطلاقًا مع غلاء مستلزمات الإنتاج والمحروقات ونقل المحصول.

- عملية نقل المحصول مكلفة جدًا فعلى الرغم من وجود خطوط ديكوفيل لنقل المحصول من الزراعات إلى المصانع، فإن المزارعين في أحيان كثيرة يضطرون لنقل المحصول على نفقتهم بالسيارات والجرارات الزراعية، حيث تقلصت شبكة خطوط الديكوفيل بسبب التوسع العمراني للقرى وطغيان العمران على الزراعات في كثير من المناطق.

- تأتي عملية زراعة القصب بالشتلات والري تحت التربة أو بالتنقيط في الصحراء من ضمن الحلول السحرية التي تحاول الدولة إنتهاجها لحل مشكلة تراج الإنتاج حيث توفر ذلك النوع من الزراعة نحو 40% من المياه و50% من الأسمدة مع زيادة إنتاجية الفدان بنسبة 30%، وبدأ العمل بها في صحراء المنيا حيث وفرت 90% من التقاوي كذلك تبحث الدولة استخدام المكينة الحديثة في الحصاد؛ لتخفيض التكاليف على المزارعين.

- أعلنت لجنة الزراعة والري بمجلس النواب سعيها لمطالبة الحكومة برفع سعر الطن من 720 جنيها إلى 900 جنيه، بناء على تقارير حساب تكلفة الزراعة المقدمة من الجمعية العامة لمنتجي القصب.


مواضيع متعلقة