جبريل العبيدي: من جلب المرتزقة إلى ليبيا لا يستطعون بناء دولة

كتب: انتصار الغيطانى

جبريل العبيدي: من جلب المرتزقة إلى ليبيا لا يستطعون بناء دولة

جبريل العبيدي: من جلب المرتزقة إلى ليبيا لا يستطعون بناء دولة

أكد الكاتب والباحث الليبي جبريل العبيدي، أن ليبيا لم تعرف تاريخاً حزبياً طيلة 60 عاماً مضت، بسبب تجريم الأحزاب في العهد الملكي، وكذلك في جماهيرية العقيد، وبالتالي لم يخبر الليبيون أي تجربة حزبية ناضجة يمكنها قيادة المرحلة المقبلة، فليبيا تعاني من حالة استمرار للفوضى من خلال ميليشيات تمترست في العاصمة، ومارست حالة الابتزاز للحكومات المتعاقبة في طرابلس.

وأضاف العبيدي، في مقال له بجريدة "الشرق الأوسط"، أن اجتماع القبائل الليبية، أشبه باجتماع وطني ومصالحة عام، فليبيا كانت مع موعد لتفويض الشعب ممثلاً بالقبائل الليبية المجتمعة في مدينة ترهونة "غرب ليبيا"، للجيش الليبي لإنهاء حالة الفوضى واستعادة هيبة الدولة، خصوصاً في العاصمة طرابلس، وفرض سلطة الدولة وتنفيذ قرارات البرلمان الشرعي، وشدَّد على مقاومة الغزو الخارجي، وفي مقدمته الغزو التركي، رافضا أي اتفاقيات تنتهك السيادة والأمن القومي الليبي، وقد أصرَّت القبائل خلال الاجتماع، على عدم قبول أي حوار أو هدنة قبل خروج كل القوات الغازية والمرتزقة من ليبيا، وطالبت القبائل بضرورة رفع قضايا أمام المحاكم الدولية، ضد الدول التي تسببت في "تدمير" ليبيا.

وتابع العبيدي بأن الشعب الليبي تمثله قبائله في ظل عدم وجود أحزاب حقيقية تثري الساحة السياسية، فاجتماع وبيان القبائل الليبية هو المكون والممثل السياسي الحقيقي للشعب الليبي للخروج من مأزق الفوضى والميليشيات التي تعصف بالبلاد، حيث ان السياسيون الانتهازيون يتحجَّجون بأنهم في حاجة للوقت لإنهاء الدستور، وفي هذه الحالة لا يحق لهم التمديد لأنفسهم من دون استفتاء الشعب على بقائهم في السلطة، وإلا يعتبر إهانة للشعب الذي انتخب هذا الجسم المسمى المؤتمر الوطني ويصبح في حينها غير شرعي.

وأشار الباحث الليبي إلى أن اجتماع القبائل الآن،  يعدّ خطوة مهمة وصحية للنظر في حال البلاد، بعد تسع سنوات من دون دستور، وذلك في ظل وجود أطراف كثيرة تلقى دعماً سياسياً، بل عسكرياً من خارج الحدود للسيطرة على العاصمة لفرض سياسة أمر واقع، وتمثيل الحاكم على الأرض بحجم سيطرتها على مساحات ومواقع مهمة فيها بقوة السلاح، عبر ميليشيات مسلحة تتناحر من حين لآخر.

وتابع العبيدي بأن طرابلس عاصمة ليبية، وتخص كل الليبيين، وليست غنيمة أو تركة يتناهبها كل طرف، خصوصا الميليشيات بشتى أنواعها ومشاربها الإرهابية والإجرامية والنفعية والعقدية، فليعُدْ كلٌ إلى بيته وشكر الله سعيكم، فليبيا في حاجة للبناء والوطنية والإيثار، وليست في حاجة لمن يتمنَّنُ عليها بواجب قدمه نحو وطنه، فرحم الله من قضوا في سبيل الوطن، وان من جلب المرتزقة لا يمكن أن يحقق أي تقدم في بناء دولة بإرادة وطنية.


مواضيع متعلقة