مع اقتراب نهاية البرلمان.. النواب حائرون بين خدمات الدوائر والتشريع

مع اقتراب نهاية البرلمان.. النواب حائرون بين خدمات الدوائر والتشريع
مع اقتراب دور الانعقاد الأخير للبرلمان من نهايته، والاستعداد لانتخاب آخر، أكد عدد من أعضاء مجلس النواب، أن فكرة نائب الخدمات، ليست عيبًا، وإنما هي عبء مضاف إليهم، إلى جانب دورهم التشريعي والرقابي، نتيجة غياب المحليات، المفترض بها أن تتولى أمر الخدمات ومشكلات الدوائر من القرى إلى المدن، فضلا عن تقصير الحكومة حسب وجهة نظرهم، الأمر الذي يجعلهم في حيرة طوال الوقت وفي "وش المدفع" أمام أهالي دوائرهم.
وكان مجلس النواب، خلال جلساته السابقة، شهد هجومًا حادًا من الدكتور علي عبدالعال، رئيس البرلمان، على الأعضاء الذين اشتكوا من عدم سرعة استجابة الحكومة لطلباتهم، قائلا: "لا تلوموا إلا أنفسكم، وهناك وزراء وبعض كبار المسؤولين لا يمكن مساءلتهم تحت القبة، لتقديمهم الخدمات وحاجة النواب إلى موافقاتهم".
وقال النائب محمد سليم، عضو اللجنة التشريعية، إن نائب الخدمات أمر لا يعيب أعضاء البرلمان، خصوصًا أنه لا يوجد تقصير في دورهم الرقابي والتشريعي، وفي النهاية لا بد من التوازن بين المسؤوليات، لأن كل ما يقدمه النائب في النهاية هدفه صالح الوطن والمواطن.
وأضاف "سليم"، لـ"الوطن": "الأمر ليس مجرد أداء للنواب، وإنما ثقافة جماهيرية وقناعة لدى المواطنين الذين يقيسون كفاءة النائب بالخدمات التي يقدمها، وليس بأدائه من حيث عدد التشريعات أو الاستجوابات وطلبات الإحاطة، وبالتالي فإن النائب الناجح هو الذي يقدم خدمات أكبر لدائرته، خصوصًا أن المجلس الحالي ورث تراكمات كبيرة، وتهالك في البنية التحتية، ودور النائب هو التعبير عن أبناء دائرته التي يمثلها".
وقال النائب إبراهيم نظير، عضو لجنة الخطة والموازنة، إن الأعباء والمشكلات التي يلقيها أبناء الدائرة على النائب تضطره إلى الاستجابة، والنائب لا يفعل ذلك من أجل شعبية ولكنها المسؤولية التي تحتم عليه ذلك، وتضطره إلى "اللف" على الوزارات والمصالح والهيئات الخدمية سواء لطلب موازنة لرصف طريق أو إنشاء مدرسة أو مستشفى.
وأضاف "نظير": "النائب في المرحلة الحالية، يتحمل غياب المحليات المنوطة بتقديم الخدمات للدوائر، وللأسف يقوم بدور البرلماني وعضو المجلس المحلي في نفس الوقت، وعلى عكس الظاهر فأعضاء البرلمان يعانون ضغوطًا شديدة، خاصة في ظل عدم استجابة الوزارات للطلبات المقدمة منه للدوائر وأبنائها، وعدم توفر الموازنات، الأمر الذي يسبب مشاكل للنواب مع الوزراء والمسؤولين ويظل النائب هو المتهم في نظر الدائرة بالتقصير حال عدم تنفيذ الخدمات".
وقال النائب إيهاب غطاطي، عضو لجنة الزراعة، إن هناك سببين في نظره ألقت بهذا الدور على النائب، وهما غياب المحليات وتقصير الحكومة، الأمر الذي يجعل النائب دائما "في وش المدفع"، وهو الذي يتحمل النتائج، ومسألة الخدمات تمثل عبئًا إضافيًا على النائب، وليس لأغراض شعبية ولا دعاية انتخابية، لأن هذا الدور على كاهل النواب منذ بداية البرلمان الحالي، بل أصبح مسؤولية أمام الدوائر وتقاس شعبية النواب ونجاحهم في الدوائر بما حققوه من خدمات.
وأوضح "غطاطي"، أن الخدمات ليست فقط مشروعات صرف أو مياه شرب أو رصف طرق، وإنما تشمل المساعدة في حل مشاكل المواطنين في الدائرة، مثل مشاكل الكهرباء وارتفاع فواتيرها أو انقطاع المياه وهو دور يرجع لتقصير الحكومة في تلبية المطالب، لأن هذا الدور تتحمله الحكومة.