فيديو.. فاروق فلوكس: "أنا مش منسي".. وأدعو الله كل ليلة أن أموت على خشبة المسرح

كتب: أحمد حسين صوان

فيديو.. فاروق فلوكس: "أنا مش منسي".. وأدعو الله كل ليلة أن أموت على خشبة المسرح

فيديو.. فاروق فلوكس: "أنا مش منسي".. وأدعو الله كل ليلة أن أموت على خشبة المسرح

فاروق فلوكس، واحد من فنانى الزمن الجميل وجيل الرواد، برع فى جميع الأدوار حتى استحوذ على مكانة خاصة فى قلوب الجمهور المصرى؛ نجح فى الكوميديا أمام كبار النجوم كما برع فى تقديم الشخصيات الاستثنائية، فقد بدأ مشواره الفنى بستينات القرن الماضى على خشبة المسرح، أمام كبار ورواد المسرح، ليجد مكاناً وسطهم ويثبت نفسه بفضل موهبته الاستثنائية.

فاروق فلوكس، بعيد عن الأضواء منذ 3 أعوام تقريباً، ولم يدخل البلاتوه منذ ذلك الحين، وبالرغم من ذلك لم يُعلن اعتزاله بعد، لكن ما زال لديه آمال وطموحات، إذ يقول: «أتمنى العيش فى هدوء نفسى، وأساعد الدولة تقديراً للنجاح الذى حققته على أرضها طوال السنوات الماضية، وأنا على استعداد أن أقوم بأى شىء لصالح بلدى، فالمسئولون على قدر عالٍ من الكفاءة، على رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى بذل جهوداً ضخمة بشأن إصلاح ما أفسده الزمان، وأدعو الله أن يمضى نحو الأمام، فكنت أنتظر شخصاً مثله منذ 30 عاماً «الحمد لله إنى عشت وشفته». يتحدث فاروق فلوكس عن أسباب اختفائه عن الساحة الفنية خلال السنوات الأخيرة، وحقيقة اعتزاله التمثيل، وأبرز المحطات الصعبة فى حياته، والمشروعات التى يعمل عليها حالياً، وغيرها من التفاصيل الأخرى.. إلى نص الحوار:

فى البداية.. نود الاطمئنان على حالتك الصحية؟

- الحمد لله بخير.. مع بلوغى الـ83 عاماً، أعتبر نفسى بصحة جيدة، لا سيما وسط أمراض الشيخوخة التى تُصيب كبار السن، فقد أتعرض لبعض المتاعب أحياناً بسبب تقلبات الطقس، فلا أتحمل الأجواء الباردة.

وما حقيقة اعتزالك التمثيل؟

- غير صحيح إطلاقاً، فلم أعلن اعتزالى، وهذه الأنباء مُجرد شائعات، بسبب اختفائى عن الساحة الفنية، لكن أتمنى من الله أن أعود فى أقرب وقت، فأمنيتى التى أدعو الله فى كل ليلة لتحقيقها أن أموت على خشبة المسرح، إذ لدىّ رغبة فى العودة مُجدداً، بجانب استئناف الكتابة مرة أخرى، فور استعادتى القدرة على هذا الأمر قريباً.

وما أسباب اختفائك عن الساحة الفنية فى السنوات الأخيرة؟

- الأمر ليس برغبتى، فليست لدىّ القدرة أن أفرض نفسى على أحد، وقد أكون أنا وجيلى قد خرجنا عن المضمار إلى حدٍّ ما، لأسباب مادية، بسبب استعانة المُنتجين بالفنانين الشباب، فصارت الأجيال القديمة فى طى النسيان، وخارج «الملعب» رغم خبراتهم الطويلة، وبالتأكيد هؤلاء قدّموا أعمالاً جيدة، وتُذكر أعمالهم عندما يُذكر زمن الفن الجميل.

هل ذلك يعنى أنك تخاف أن تُنسى من ذاكرة الجمهور؟

- لا أشعر بالخوف من هذا الأمر إطلاقاً، لأننى قدّمت أعمالاً جيدة، وقطاع كبير من الجمهور ما زال يتذكرها حتى الآن، وأرى ذلك من خلال ردود فعل الجمهور فى الشارع «أنا مش منسى» وأحمد الله أن أعمالى تركت بصمة جيدة عند الجمهور.

نصحت محمد رمضان بتجهيز البنات الفقيرة أفضل من التباهى بسياراته.. باعتقادك هل على الفنان دور مجتمعى؟

- بالتأكيد، يجب على الفنان أن يكون له دور مُجتمعى، لأن الجمهور هو السبب الرئيسى فى نجاح أى مُمثل، فعليه أن يُطلق مُبادرات خيرية إذاً كانت لديه القدرة على ذلك، وإن لم يكن لديه القدرة المادية فعليه أن يُقدم الأدوار الجيدة التى تعود بالأثر الإيجابى على الجمهور، فلسفتى فى الحياة «طالما الشعب بيدينى أنا لازم أديله.. لأن الجمهور هو سبب نجاحى.. الشعب بتاعنا طيب ويُقدر ما تفعله وسيُنجحك أكثر وأكثر»، ويجب الاقتداء بسياسة الدولة فى مساعدة الفقراء والقضاء على العشوائيات.

وأنت كفاروق فلوكس.. ماذا قدّمت للمجتمع؟

- أنا لم أصل إلى مرحلة تقاضى ملايين الجنيهات فى أعمالى الفنية، لكن هناك غيرى من الفنانين وصلوا إلى هذه المرحلة، لكن استطعت تنشئة أولادى على الأسس السليمة، وأنا أخصص دوماً مبلغاً للتبرع، من إجمالى ما أتقاضاه فى الفن، ولأن والدى تُوفى بالسرطان، أوجه التبرع لمستشفيات الأورام فى مصر، فهذا ما أستطيع فعله.

المُمثل عليه دور تجاه مجتمعه.. واقتداؤه بسياسة الدولة فى مُساعدة الفقراء أمر ضرورى

وما رأيك فى طفرة الملايين التى يتقاضاها الفنانون فى أعمالهم؟

- ظاهرة حصول الفنانين على ملايين الجنيهات السبب الرئيسى فيها هو المُحاور مُفيد فوزى، حيث استضاف الفنان عادل إمام فى أحد برامجه، وقال وقتها «أنا معايا دلوقتى أغلى نجم فى مصر»، فسعى الفنانون من وقتها للحصول على ملايين الجنيهات، لذلك يقول هؤلاء الفنانون فى أحاديثهم الجانبية «إحنا حاربنا عشان ناخد الملايين دى»، فأصبح «المليون» مبلغاً وكأنه بسيط، لكن بالتأكيد الأجيال القديمة لم تحصل على هذه الأرقام، وأنا لم أغضب لعدم حصولى على الملايين فى حين حصل الشباب عليها، إيماناً بالآية القرآنية «وفى السماء رزقكم وما توعدون»، فالأهم هو وجود أعمالى فى ذاكرة الجمهور.

هل تبحث عن تكريم مُعين عن مشوارك الفنى فى الوقت الحالى؟

- مُقاطعاً.. «أنا عاوز أموت فى هدوء.. بلا تكريم بلا بتاع»، فأرى أن بعض أعضاء لجان التحكيم الفنية حالياً بحاجة إلى التدريب على التمثيل، أو لا يستحق أن يكون عضواً فى لجان تحكيم، أتذكر أيام فترة الجامعة عندما كنت أشترك فى مسابقات، كنت اللجان تضم قامات فنية كبرى مثل يوسف وهبى وعزيز أباظة وزكى طليمات وغيرهم، لكن فى كل الأحوال إذا كانت هناك مؤسسات تريد تكريمى فأهلاً وسهلاً بها.

وما تعليقك على وجود مُمثلين شباب فى لجان التحكيم؟

- غير مقبول طبعاً، عضو لجنة تحكيم يجب أن يكون لديه خبرة طويلة، حتى يتمكن من تكوين رأى يُساعده فى تقييم الأعمال من مختلف عناصرها، فقد رأيت فنانين يحصلون على تكريمات مؤخراً، رغم أن أرشيفهم الفنى لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، فأعتقد أن التكريمات بمثابة «تمضية وقت»، وهذا يُقلل من قيمة التكريم.

رفضت الانضمام لـ"ثلاثى أضواء المسرح"

كونك مُغرماً بالمسرح.. ماذا كانت علاقتك بفرقة ثلاثى أضواء المسرح؟

- كانت تجمعنى علاقة صداقة قوية مع نجوم الفرقة، منذ أيام الجامعة، وبعد سفر، أحد أعضاء الفرقة للخارج، تلقيت عرضاً من سمير غانم وجورج سيدهم بالانضمام لهما، لكن اعتذرت بسبب دراستى، حيث كنت طالباً بكلية الهندسة وقتها، حتى رشحت لهما الضيف أحمد، فقد كان من أقرب الأصدقاء لى، وكان يعيش معى فى منزلنا بالجيزة لفترات طويلة، وكان شغوفاً بالكتابة والإخراج بجانب التمثيل، فقد كان يملك موهبة فنية ضخمة جداً.

أصبت بالجنون لوفاة الضيف أحمد

كيف تلقيت خبر وفاته المُفاجئ؟

- أصبت بالجنون فور استقبالى اتصالاً من قِبل أحد زملائى يُخبرنى بوفاة الضيف أحمد، وأتذكر أننى كنت «ألطم وأبكى» فى العزاء، ورفضت التوجه إلى المسرح يومها، حيث كنت مُتعاقداً على تقديم أحد العروض، حتى وجه جورج سيدهم مجموعة من الأشخاص أن يحملونى والتوجه بى إلى المسرح، فقد كان «الضيف» صديقاً مُقرباً لى، ولا أنسى مُساندته لى يوم وفاة أمى، عندما نزل معى القبر وحمل نظارتى معه، وجلست أقرأ ما تيسر من القرآن الكريم لحظة الدفن.

سيد زيان تعرض للإهمال من أبنائه

باعتقادك.. هل تعرض سيد زيان للإهمال من زملائه فى أيامه الأخيرة؟

- لا إطلاقاً، النقابة ظلت تدعمه طوال فترة مرضه حتى الوفاة، لكنه للأسف تعرض للإهمال من قِبل أبنائه، فى سنواته الأخيرة، فقد كان فناناً بارعاً رحمه الله.

فؤاد المهندس غضب منى لعدم زيارته فى فترة مرضه.. وقال لى مرة "أنا بقيت زى خيل الحكومة ما حدش بيطلبنى"

ما حقيقة غضب فؤاد المهندس منك لعدم زيارتك له خلال فترة مرضه؟

- بالفعل، «فؤاد» غضب منى فى فترة مرضه الأخيرة، فلم أتمكن من زيارته فى المستشفى، لأننى كنت أؤدى مناسك العمرة، وهو لم يكن يعلم ذلك وقتها، وغضبه نابع من حبه لى، فقد كنت التلميذ الوفى لأستاذه، وهذه هى المرة الوحيدة التى لم أزره فيها لسفرى للخارج، وفور عودتى اتصلت به للقائه والاطمئنان عليه، وفوجئت برفضه مقابلتى، وحاولت معه أكثر من مرة، لكنه كان مُصمماً على رأيه، وفى يومٍ ما، علمت أنه موجود فى المسرح القومى، وذهبت له مُسرعاً لأعتذر له، وأبرر له بأننى لم أكن بالقاهرة وقت مرضه، فسامحنى وقال لى مازحاً «كنت سيب العمرة وتعالى اطمن عليّا»، وحرصت على مصالحته، من خلال كتابة نص مسرحى له بعنوان «عيد ميلاد فؤاد»، وكان من المُقرر أن يُجسدها وهو جالس على كرسى مُتحرك، لكن للأسف القدر لم يُمهله لقراءتها والتحضير لها، وهى ما زالت موجودة معى حتى الآن، فقد فقد «فؤاد» الاستمتاع بالعمل الفنى فى أيامه الأخيرة، فقال لى ذات مرة «أنا بقيت زى خيل الحكومة مش بيطلبونى.. طب يطلبونى وأنا أعتذر حتى».

فخور بدورى فى "الراقصة والسياسى" ولن يجرؤ فنان على تقديم صبى العالمة مثلى

وما حقيقة ندمك على مشاركتك فى فيلم «الراقصة والسياسى»؟

- ليس حقيقياً على الإطلاق، فلم أشعر بالندم لثانية واحدة على دورى فى هذا الفيلم، لا سيما أنه دور مؤثر وله معنى كبير فى أحداث العمل، وهذا الدور لن يجرؤ أى فنان على تقديمه مرة أخرى بهذا الشكل الواضح، فرغم أننى لم أكن البطل لكنه كان مؤثراً مع الجمهور.

هل بالفعل كنت ضد رغبة أحمد ابنك فى دخوله مجال التمثيل فى البداية؟

- لا إطلاقاً، أحمد ابنى فنان موهوب، ولم أفرض عليه يوماً أن يدخل هذا المجال، وكذلك لم أكن ضد رغبته، فلم أكن أعلم أنه يريد أن يكون فناناً، إلا بعد صعوده إلى خشبة المسرح، إذ قدّم عملاً مسرحياً باسم «أولاد البحر» مع بشرى، ودعانى لرؤيته، فقلت خلال مُشاهدته «أحمد ابنى فنان نبيه ولامع.. ربنا يوفقه فى المجال ده».

ماذا عن رد فعلك تجاه مُنتقدى ابنك فى فيلم «الممر»؟

- أحمد ابنى وفريق العمل كافة، ظهروا فى الفيلم على مستوى عالٍ من الاحترافية والكفاءة، وأداؤهم كان «هايل»، وآراء البعض بأن أداء ابنى كان مُبالغاً به، غير منطقية تماماً، «مُبالغ عشان انفعل على الإسرائيلى!!».. هناك قطاع من الجمهور يرغب فى الانتقاد بشكل هدام وسلبى ولا يجب الالتفات لهم.

هل سبق لك وقابلت فتوى تُحرم عملك فى الفن؟

- ذات مرة، وخلال الطواف حول الكعبة، فوجئت بأحد الشباب، يقول لى «مش عاوز تتوب؟»، فانزعجت من غرابة السؤال وقلت له «لولا إننا فى الكعبة لكان لى تصرف آخر.. لو سمحت امشى.. آخر مرة هقولك امشى.. انت ربنا.. انت ضميرك أعلى منى.. انت بتفهم أكتر منى؟»، فمن هو ليُطالبنى بالتوبة؟ وكيف عرفنى طالما يرغب فى ابتعادى عن الفن؟ إذ إنه يُشاهد السينما والتليفزيون.

هل تُفكر فى كتابة مُذكراتك؟

- بالفعل بدأت فى كتابة مُذكراتى منذ فترة، لكن توقفت عنها مؤخراً بسبب مشكلات فى عينى، وأستأنف الكتابة مُجدداً فور استرداد عافيتى، والمذكرات تحمل اسم «الزمن وأنا»، فحياتى على مدار أكثر من 80 عاماً مليئة بالمحطات الصعبة والصراعات.

ما الأعمال الفنية التى تكتبها حالياً؟

- هناك نص مسرحى أكتبه حالياً، يحمل اسم «فى انتظار عيد الميلاد»، وتدور أحداثه حول زوجين فى سن الشيخوخة، وفى انتظار أبنائهما الذين يعملون فى الخارج، للاحتفال بعيد ميلادهما، لكن يمضى الوقت دون أن يحضر أحد، حتى يغلب النوم الزوجين، وهناك عمل مسرحى للطفل أيضاً انتهيت من كتابته ومن المفترض أن يخرج للنور قريباً.


مواضيع متعلقة