برلين دورة التحديات

علا الشافعى

علا الشافعى

كاتب صحفي

70 عاماً هى عمر مهرجان برلين السينمائى الدولى «البرليناله»، الذى يعقد فى الفترة من 20 فبراير الحالى حتى مطلع مارس المقبل، ولا يزال المهرجان شاباً تبحث إدارته دائماً عن التجديد، والأمر لا يتعلق فقط بالإدارة الجديدة التى تتولى مسئولية هذه الدورة، وهما الإيطالى كارلو شاتريان مديراً فنياً، والألمانية مارييت ريسنبيك كمديرة إدارية، ولكنه طموح دائم ومتجدد لإدارة برلين السينمائى الدولى على مستوى اختيارات الأفلام، وتوسيع حجم المشاركات من بلدان مختلفة، واستضافة الأسماء البارزة فى مجال صناعة السينما، ليس ذلك فقط بل أيضا محاولة خلق مساحات متنوعة للمرأة المبدعة سواء أمام الكاميرا أو خلفها، حيث نجد أن هناك ثلاث مخرجات يتنافسن فى المسابقة الرسمية، إضافة إلى مشاركة العديد من المبدعات فى الأفرع المختلفة من لجان التحكيم. ويبدو أن الإدارة الجديدة وجدت نفسها أمام مجموعة من التحديات، أهمها ما يتعلق بضرورة استعادة برلين قدرته التنافسية أمام كبريات المهرجانات الأخرى، مثل «كان» و«فينيسيا»، فى ظل غياب نجوم السينما الأمريكية عن الوجود فى المهرجان والظهور على السجادة الحمراء، أو داخل أروقته فى السنوات الأخيرة. ويبدو أن رهان الإدارة الجديدة يتعلق بنوعية السينما المشاركة والإنتاجات الجديدة، والسؤال الذى يستحق أن نطرحه هل برنامج هذا العام سيشكل عاملاً مهماً فى عودة النجوم والمخرجين الكبار إلى برلين؟

برلين هو واحد من المهرجانات ذات التاريخ العريق منذ أن تم تأسيسه خلال الأيام الأولى من الحرب الباردة، وألقت السياسة بظلالها على العديد من دوراته، إلى أن صار واحداً من أكبر المهرجانات الجاذبة لكبار المخرجين والنجوم، حيث كانت دوراته تعقد فى موسم الربيع، وكان هذا واحداً من عوامل جذب المهرجان، إلا أن الأمر تراجع قليلاً مع تغيير موعد المهرجان، الذى أصبح يعقد فى الشتاء، وهو ما انعكس بشكل كبير على شكل المهرجان والأفلام المتاحة للعرض داخل أقسامه المختلفة، خصوصاً أن الإنتاجات السينمائية البارزة فى مختلف السينمات تظهر بشكل أكبر مع موسمى الربيع والصيف، وهو الأمر المتاح لكل من كان وفينيسيا أكثر من برلين، ولكن هذا الأمر لا ينفى اجتهاد الإدارات المختلفة للمهرجان فى الحصول على أفلام مهمة ومميزة، ودائماً ما كان برلين يملك تحفته الخاصة، وهو التعبير الذى كان يستخدمه الناقد الراحل سمير فريد.

وفى ظل انطلاق الدورة الـ70 لبرلين وتنافس 18 فيلماً روائياً من بينها 16 فيلماً عرض أول ننتظر من بينها التحفة القادمة لبرلين.