تحرير إدلب وأولى رحلات مطار حلب.. الجيش السورى يواصل انتصاراته

تحرير إدلب وأولى رحلات مطار حلب.. الجيش السورى يواصل انتصاراته
اندلعت الاشتباكات بين قوات الجيش السورى والقوات التركية والميليشيات التابعة لها، بعد شن قوات النظام السورى سلسلة هجمات لتحرير محافظة إدلب وحلب بشمال سوريا من قبضة الإرهاب، وذلك منذ أوائل فبراير الجارى.
ونجحت قوات الجيش السورى فى تحرير إدلب من المسلحين بعد أكثر من 8 سنوات فضلا عن تحرير الطريق الدولى حلب دمشق.
وأعلنت قيادة الجيش السوري أول أمس تحرير عشرات القرى والبلدات في ريف حلب الغربي والشمالي الغربي، وذلك بعد سلسلة من العمليات العسكرية المركزة في المنطقة، مؤكدة الاستمرار الجيش في تقدمه الميداني.
فيما أفاد المرصد السوري أن قوات النظام سيطرت على كامل القرى والبلدات المحيطة بمدينة حلب للمرة الأولى منذ عام 2012، لتتمكن بذلك من تأمين المدينة بالكامل وحمايتها من قذائف الفصائل".
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن قوات الحكومة السورية نجحت خلال يوم واحد في استعادة منطقة ظلت على مدى ثمانية أعوام غير قادرة على استعادة قرية واحدة فيها. وأضاف أن القوات تتقدم بسرعة كبيرة في هذه المنطقة وأن الفصائل انسحبت من معظمها.
ورغم سيطرة القوات الحكومية على كامل حلب في العام 2016 إثر معارك وحصار استمر أشهرا عدة للفصائل المعارضة في أحيائها الشرقية، بقيت المدينة هدفاً لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وللفصائل المنتشرة عند أطرافها الغربية والشمالية وفي قرى وبلدات ريفها الغربي.
ويأتي تقدم القوات السورية بعد أن نجحت في طرد مسلحي المعارضة من طريق (إم5) السريع الرئيسي الذي يربط حلب بالعاصمة دمشق مما أعاد فتح أسرع طريق بين أكبر مدينتين سوريتين للمرة الأولى منذ سنوات في إنجاز استراتيجي كبير.
وتقاتل القوات الحكومية منذ بداية العام بدعم من الضربات الجوية الروسية المكثفة لاستعادة ريف حلب وأجزاء من محافظة إدلب المجاورة حيث آخر معاقل المعارضة المناهضة للرئيس بشار الأسد وفقا لوكالات .
ودفع تقدم القوات السورية مئات الآلاف من المدنيين للفرار صوب الحدود مع تركيا في أكبر عملية نزوح جماعي في الحرب الدائرة منذ تسع سنوات. كما أثرت مكاسب الحكومة السورية على التعاون الهش بين أنقرة وموسكو، اللتين تدعمان طرفين مختلفين في الصراع.
وهنأ الرئيس السوري بشار الأسد، الاثنين، في كلمة متلفزة أهالي حلب، بمناسبة تحرير مناطق ريفي حلب الغربي والشمالي الغربي، متعهدا بمواصلة تحرير كامل الأراضي السورية.
وأكد الأسد أن وفاء أهل حلب للوطن والجيش قلب حسابات الأعداء، مشيرا إلى أن حلب دفعت ثمنا كبيرا، وقال: "شعب حلب استمر في العمل والإنتاج خلال سنوات الحصار ولم يكتف بالصمود وحسب" حسبما أفادت قناة "روسيا اليوم".
وأضاف الرئيس السوري أنه "على ثقة بأن هذا النوع من الصمود، الذي يعكس الإرادة الصلبة والانتماء العميق المتجذر، هو الذي سينهض بحلب من تحت رماد الحرب ليعيد لها موقعها الطبيعي والرائد في اقتصاد سوريا".
وتابع "نعي تماما أن هذا التحرير لا يعني نهاية الحرب، ولا يعني سقوط المخططات، ولا زوال الإرهاب ولا يعني استسلام الأعداء، لكنه يعني بكل تأكيد تمريغ أنوفهم بالتراب كمقدمة للهزيمة الكاملة، عاجلا أم آجلا".
وقال الأسد "صحيح أن الانتصار في معركة لا يعني الانتصار في الحرب، لكن هذا في المنطق العسكري المجرد الذي يبنى على النهايات والنتائج، أما في المنطق الوطني فالانتصار يبدأ مع بداية الصمود ولو كان منذ اليوم الأول، وبهذا المنطق فإن حلب انتصرت وسوريا انتصرت"، وأضاف: "هذا التحرير يعني أيضا ألا نستكين، بل أن نحضر لما هو قادم من المعارك، وبالتالي فإن معركة تحرير ريف حلب وإدلب مستمرة بغض النظر عن بعض الفقاعات الصوتية الفارغة الآتية من الشمال، كما استمرار معركة تحرير كل التراب السوري وسحق الإرهاب وتحقيق الاستقرار".
وانطلقت اليوم أولى الرحلات المتجهة لمطار حلب الدولى قادمة من دمشق بعد أكثر من 8 سنوات توقف العمل بالمطار، وتوقع وزير النقل السوري علي حمود أن يبدأ تشغيل الرحلات الدولية من وإلى مطار حلب مع منتصف شهر مارس المقبل.
وفى تطور للأحداث كشفت روسيا عن احتمال عقد قمة ثلاثية للأطراف الضامنة لاتفاقات أستانا، في طهران لمناقشة الوضع في سوريا عامة، وذكرت أن انعقادها مرهون بالموفقة التركية على موعدها ومكانها وجدول أعمالها.
وأعلن نائب وزير الخارجية والممثل الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط والدول الأفريقية، ميخائيل بوغدانوف، أن قمة ثلاثية حول التسوية السورية لرؤساء روسيا وإيران وتركيا، فلاديمير بوتين وحسن روحاني ورجب طيب أردوغان، قد تعقد في طهران أوائل مارس المقبل، إذا تم الحصول على موافقة القيادة التركية.
وقال اليوم الأربعاء:"كان هناك عرض من الإيرانيين لعقد اجتماع ثلاثي لقادة الدول الضامنة لاتفاقات أستانا أوائل شهر مارس في طهران. أنا أفهم أن هناك اتفاقا روسيا - إيرانيا بأن الوقت مناسب لنا. والآن يعتمد كل شيء على الاستعداد والاتفاق مع شريكنا التركي حول مشاركة أردوغان".
وأكد بوغدانوف أن "الشيء الرئيسي هو أنه يجب أن يكون توقيت القمة مناسبا للجميع، الآن الإيرانيون ونحن في انتظار التأكيد على ذلك من القيادة التركية" حسبما أفادت قناة "روسيا اليوم".
وردا على سؤال أشار الدبلوماسي الروسي إلى أنه لم يكن على علم بما إذا كان من الممكن عقد اجتماع ثنائي بين بوتين وأردوغان حول الوضع في إدلب في المستقبل القريب.
وعقدت حتى الآن خمس قمم على التوالي بين الرؤساء الثلاثة دول الضامنة لعملية أستانا للتسوية السورية، آخرها كان في سبتمبر 2019 في أنقرة.
وتتواصل الاتصالات والاجتماعات ين مسؤولين رفيعي المستوى من الدول الثلاث حول سوريا وآخر اللقاءات عقد في 10-11 ديسمبر 2019.