"غاغوزيا".. بين الحنين إلى "السوفيت" والمخاوف من سيناريو أوكراني

كتب: (أ.ف.ب):

"غاغوزيا".. بين الحنين إلى "السوفيت" والمخاوف من سيناريو أوكراني

"غاغوزيا".. بين الحنين إلى "السوفيت" والمخاوف من سيناريو أوكراني

يوحي مشهد الكروم على مد النظر تحت شمس ساطعة بحياة رعوية هانئة في غاغوزيا، غير أن هذه المنطقة المولدافية ذات الحكم الذاتي التي لا تزال تتوق إلى الحقبة السوفياتية، تخشى أن تصلها الأزمة التي تهز أوكرانيا المجاورة. وصرح نيكولاي دودوغلو رئيس بلدية كومرات كبرى مدن غاغوزيا: "الوضع متفجر والمخاطر كبيرة لكن ولحسن الحظ هناك في غاغوزيا سياسيون معتدلون يعلمون أنه (إذا تكرر السيناريو الأوكراني) فسيكون من الصعب وقف عجلته". وتمثل غاغوزيا 5,4 بالمئة من أراضي مولدافيا التي يبلغ عدد سكانها 3,5 ملايين نسمة وينطقون بالرومانية. وعدلت غاغوزيا في 1994 عن مطالبها الانفصالية لقاء الحصول على حكم ذاتي يتيح لها الحصول على الاستقلال في حال قررت مولدافيا الاتحاد مع رومانيا. وفي استفتاء أخير لم تعترف به مولدافيا، وافق 98 بالمئة من السكان البالغ عددهم 160 ألفا وهم مسيحيون أرثوذكس ناطقون بالتركية على دخول منطقتهم إلى الاتحاد الجمركي مع روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان ورفضوا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وصرح ممثل الاتحاد الأوروبي في مولدافيا بيركا تابيولا: "من الواضح أن الوضع في أوكرانيا غير الدينامية والأجواء في كامل المنطقة". وقال تابيولا إنه "ليس هناك حركات انفصالية في غاغوزيا"، إلا أن "المخاوف" من فقدان الهوية الغاغوزية تتعزز مع دنو موعد توقيع شيسيناو لاتفاق تعاون مع الاتحاد الأوروبي. وأكد حاكم المنطقة ميخائيل فورمازول أن "تعبير (انفصالية) غير مقبول بالنسبة إلى غاغوزيا"، إلا أنه اعتبر أن إعلان القرم استقلاله "سليم" بما أن حقوق الروس في أوكرانيا كانت "مهددة" و"مصالحهم مهملة". وتابع أن "روسيا فهمت أن عليها تعزيز سياسة صارمة من أجل مصلحتها كاملة"، وذلك بعد أن أرسلت موسكو 40 ألف عسكري إلى الحدود مع أوكرانيا مما أثار مخاوف بحصول غزو. ولتفادي أن تحذو غاغوزيا حذو القرم، شدد فورمازول على أن مولدافيا التي تواجه أيضا انفصال جمهورية ترانسدينستريا المعلنة ذاتيا "لن تنضم إلى أي كتلة سياسية". وقال: "ستواجه مولدافيا مشاكل كبيرة في حال وقعت معاهدة التعاون مع الاتحاد الأوروبي. روسيا قالت بوضوح إنها ستفرض ضرائب إضافية على المنتجات المولدافية وسترحل المولدافيين العاملين فيها ومن بينهم 25 ألفا من الغاغوزيين". وتشكل الأموال التي يرسلها المغتربون إلى أسرهم ثلث الناتج الداخلي في مولدافيا، أفقر بلد في أوروبا. وقال إيفان غافريلوف وهو مزارع من مدينة سيدير-لونغا: "هنا نحن مرتبطون جميعا بروسيا والآفاق الوحيدة لنا ولابائنا هي هناك". وأضاف: "لم يعد لنا شيء في أوروبا، نحن لا نتقن اللغة ولا نعرف ماذا علينا أن ننتظر". وكان يتحدث بعدما وقع عريضة لمصلحة إجراء استفتاء جديد قومي يكرس بقاء مولدافيا مع الشرق. وتجتذب خيمة حمراء أقامها الحزب الاشتراكي بالقرب من تمثال لينين في الشارع الرئيسي لكومرات العديد من الفضوليين ويقول غالبيتهم إنهم يؤيدون إقامة علاقات أكبر مع موسكو. وتقول أولجا باترامان وهي أربعينية من كومرات: "ولدت في الاتحاد السوفياتي وأعتقد أننا يجب أن ننتمي إلى روسيا. في عهد الاتحاد كان هناك استقرار وأمن وضمانات اجتماعية ونتمنى لو تعود تلك الأيام". وموسكو التي تبدو مستعدة لكل شيء من أجل استمالة الغاغوزيين، رفعت مؤخرا حظرا على واردات النبيذ المولدافي من تلك المنطقة فقط. وصرح رئيس البلدية دودوغلو: "نحن مسرورون باستئناف صادرات النبيذ إلا أن المعايير نفسها يجب أن تطبق على جميع المناطق في مولدافيا". وتابع: "على مولدافيا المحافظة على علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي ومع روسيا في الوقت نفسه". وأضاف: "لكن يجب ألا ننسى أننا مجاورون لأوروبا وأنه ليس بالإمكان تجاوز أوكرانيا لمزيد من التقرب من روسيا".