الباحث في شئون الجماعات: حديث "الحويني" جاء بعد خراب مالطة

كتب: سمر نبيه

الباحث في شئون الجماعات: حديث "الحويني" جاء بعد خراب مالطة

الباحث في شئون الجماعات: حديث "الحويني" جاء بعد خراب مالطة

قال ماهر فرغلى، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية والسلفيين، إنه لا توجد مراجعات فقهية حقيقية لدى التيار السلفى، وما يعلنه بعضهم ويطلق عليه «مراجعات»، هى محاولات فردية لا تؤثر فى شىء، كما أنها لا تتعرض للأسس والقواعد الأساسية لأفكارهم، علاوة عن كونها غير واضحة، ولم تحدد علانية الأمور التى تمت مراجعتها، ولم يصدر بها كتب. وأضاف فى حواره لـ«الوطن»، أن تلك المراجعات ليست كاملة إنما منقوصة، وتصدر «بعد خراب مالطة»، وبعد أن يكون قد وقع نتيجة أفكارهم آلاف الضحايا، مشيراً إلى أنه حتى تكون هناك مراجعات حقيقية للتيار السلفى، لا بد أن تكون جماعية، ومعلنة ويصدر بها كتب، وهذا صعب، حسب وصفه.

ماهر فرغلى: مراجعاتهم فردية وبعضها جاء نتيجة تحولات استراتيجية أو بعد 40 سنة تكفير

ما تعليقك على ما أعلنه أبوإسحاق الحوينى من وجود بعض الآراء التى كتبها فى كتبه وتراجع عنها وأنه شعر بالندم جراء ذلك؟

- أحياناً يراجعون أنفسهم، من أجل الممول، والممول نفسه أحياناً يغير استراتيجيته، ويراجع نفسه، فمن كانوا يمولون التيار السلفى فى بعض دول الخليج راجعوا أنفسهم وفى تطور، فاليوم يراجعون أنفسهم بالتبعية، وهناك آخرون يراجعون أنفسهم مراجعة حقيقية بعد زيادة خبرتهم، كما يقول الحوينى، لكنها تكون منقوصة، وبها مشكلة تتمثل فى أنه خلال الوقت بين إصدار آرائه هذه ومراجعته، يكون قد راح ضحيته الكثير، أغلبيتهم كذلك، يستمرون فى إصدار فتاوى وتكفير، خلال 40 سنة، ثم يعود ويقول إنه راجع نفسه، فأين يذهب هؤلاء الذين راحوا ضحية، فجميعهم هكذا يتبعون نفس الطريقة، فمراجعات الإخوان على سبيل المثال التى أجريت فى الستينات فى السجون، وخرجوا فى السبعينات، راجعوا أنفسهم، لكن بعد أن خربوا الدنيا، وكذلك الجماعة الإسلامية فى التسعينات، وعلى سبيل المثال، عاصم عبدالماجد بمفرده تسبب فى قتل 115 شخصاً، وناجح إبراهيم وكرم زهدى، راجعا نفسيهما بعد أن تسببا فى قتل ما يزيد على 1000 من الجماعة، وقتل من الأمن ما يزيد على 2000، ثم يعلنون أنهم راجعوا أنفسهم، فهذه المراجعات منقوصة، فالمدخلات مخرجاتها سيئة، ولا بد من توضيح على أى شىء بنى فتواه، وأين كان الخطأ، وكيف وصل إلى هذه المرحلة، لكن معظمهم يراجعون أنفسهم بعد «خراب مالطة».

معنى ذلك أنك ترى أن حديثهم عن المراجعة ليس واقعياً؟

- تحولاتهم ومراجعاتهم استراتيجية فقط، تأخذ فتوى معينة بشكل معين فى أمر، لتأخذها بزاوية أخرى، قد تكون أقل وطأة من الأولى، لكن الأسس الأولية والقواعد الأساسية لا تزال عند أبوإسحاق الحوينى والسلفيين كما هى.

هناك فرق بين إعادة النظر فى الأصول والفروع.. وإذا أردت معرفتهم اسألهم "هل الشريعة مطبقة؟"

ولكن هل إعلان «الحوينى»، ندمه وتصحيحه لبعض كتاباته يعد مراجعة؟

- لا يعد مراجعة، فهناك قواعد لم يراجع نفسه فيها، فهل أبوإسحاق الحوينى إذا سألناه سؤالاً واحداً محورياً، هل الشريعة فى مصر مطبقة؟ هل المجتمع الذى نعيش فيه جاهلى أم إسلامى؟ ومن إجابات هذه الأسئلة يمكن معرفة ما إذا كان قد راجع أفكاره ورؤاه الفقهية من عدمه، ربما راجع نفسه فى فروع، لكنه لم يراجعها فى الأصول، وهناك فرق بين الفروع والأصول فى الدين، هو ربما غير نفسه فى فتوى من الفروع، لا تمثل شيئاً، لكن الأصول هى الأهم وأساس سيادة التطرف، فالأصول هى أن يعترف بأن الشريعة مطبقة، وهو ما لا يعلنه، بل يعلن أن المجتمع ليس إسلامياً، وأن عليهم السعى إلى تطبيقها، وتشكيل جماعة أو تيار لتغيير الوضع.

من أبرز مشايخ السلفية الذين قاموا بمراجعات؟

- كل المراجعات التى حدثت داخل التيار السلفى فردية، مثل أبوإسحاق الحوينى، أما التيار ككل فلم تحدث به أى مراجعات، فهو مبنى على أسس معينة مستمرة كما هى، وإلا لن يكون تياراً سلفياً، والإخوان أيضاً مراجعاتهم فردية، فلم يقم فصيل بإجراء مراجعات جماعية سوى الجماعة الإسلامية فى مصر لإعادة النظر، ومنها مراجعات طارق الزمر، وعاصم عبدالماجد، ثم تراجع بعضهم عنها مثل عاصم عبدالماجد، لكن الجماعة هى الوحيدة التى قدمت مراجعات على الأسس التى قامت عليها، لكن باقى الجماعات لم يحدث بها مراجعات.

هل مراجعات الجماعة الإسلامة أثرت فى أتباعها وقواعدها؟

- بكل تأكيد أثرت فى قواعدها، حيث إنهم أعطوا دروساً وتوضيحات فى هذه المراجعات، فتيار الجماعة الإسلامية الذى حمل السلاح فى الثمانينات والتسعينات، وقتلوا السادات، حالياً يمارس منهم العنف عناصر قليلة جداً يعدون على أصابع اليد، بعد أن كانوا بالآلاف.

لكن السلفيين لم يؤثروا بمراجعاتهم الفردية حتى على أتباعهم؟

- السلفيون كما هم، قواعدهم الفكرية الأساسية، كالشريعة وغيرها كما هى، ومن ثم لم تؤثر أى مراجعات بسيطة فردية فى أتباعهم.


مواضيع متعلقة