صنع في وكالة البلح.. حكاية راديو حبشي وغزو الإذاعات الأهلية بالعشرينيات

كتب: يسر طارق

صنع في وكالة البلح.. حكاية راديو حبشي وغزو الإذاعات الأهلية بالعشرينيات

صنع في وكالة البلح.. حكاية راديو حبشي وغزو الإذاعات الأهلية بالعشرينيات

بمدة بث لا تتخطى الـ4 ساعات بدأت الإذاعات الأهلية بثها في عام 1926 أي قبل بث الإذاعة المصرية بـ8 أعوام، من غرفة أو شقة صغيرة على أقصى تقدير، حيث كان معظم أصحاب تلك المحطات من التجار للترويج لسلعهم، خاصة أصحاب تجارة أجهزة الراديو، للترويج لمنتجهم هذا وتشجيع الناس على شرائه.

وفي ظل احتفال العالم بالذكرى التاسعة لليوم العالمي الإذاعة، وهو ما ذكر بدايات الإذاعة في مصر في بداية عشرينيات القرن الماضي مع الإذاعات الأهلية، والتي انتشرت كثيرا في ذلك الوقت، فاستغلها التجار كوسيلة للترويج لمنتجاتهم، خاصة تجار أجهزة الراديو، كما ذكر كتاب "وسائل الاتصال الحديثة من الجريدة إلى الفيسبوك" سذاجة بعض الإعلانات المذاعة في ذلك الوقت، مثل "الو – ألو.. اسمع يا إخينا أنت وهو فيه قنبلة انفجرت في شارع الموسكي دلوقت، وبعد قليل يعلن المذيع: أن هذه القنبلة هي الأسعار المذهلة التي تبيع بها محلات الضبع للعب الأطفال".

استهدفت الإذاعات الأهلية سكان الحي الذي تبث منه، مثل محطة راديو "حبشي" الذي يعد أقدم إذاعة أهلية في مصر، أنشأ "حبشي جرجس" الإذاعة من مخلفات جيوش الحرب العالمية الاولى الموجودة في "وكالة البلح" وبعض الأجهزة القديمة التى وجدها بمحل "إلياس شقال"، الذي أعطاه بالإضافة للأجهزة 600 جنيه ليصبح شريكا لحبشي بالإذاعة، إلى أن اختلفوا وانتهت الشراكة بانسحاب إلياس وحل محله "إسماعيل وهبي" شقيق الممثل "يوسف بك وهبي" والدكتور "أحمد فريد الرفاعي" سعر الاشتراك في الإذاعة وقتها نصف ريال، يتمتع المشتركين بالمحطة بميزة إذاعة الأغاني التي يطلبونها يوميا، طل صوت "أسمهان" لأول مرة على الجمهور بإحدى أغاني السيدة أم كلثوم من خلال إذاعة "حبشي"، حسب ما قال في لقائه مع مجلة المصور عام 1959، حضرت في اليوم التالي للإذاعة لتؤدي وصلتها الأولى وتقاضت 70 قرشا.

تعرض "حبشي" لمواقف طريفة عديدة أثناء عمله بالإذاعة، مثل عندما جاءت سيدة ودفعت اشتراك بقيمة 50 جنيها ليقطع حبشي البث في أي وقت ويبث لها أغنية "الجو رايق" لعبد الوهاب و"الجو غيم" لصالح عبد الحي، تتواصل السيدة بالإذاعة عبر الهاتف لتطلب ميعاد بث الأغنية، حتى فوجئ باقتحام الشرطة للمحطة وإلقاء القبض عليه، اكتشف أن السيدة تبعث إشارات لأفراد عصابة تجارة المخدرات التي تترأسها لتبلغهم عما إذا كانت الشرطة متربصة بهم أم لا.

أنشئت عدة محطات أخرى منها، محطة "فاروق" الإذاعية التي أنشأها تاجر أجهزة الراديو "إلياس الشقال"، ومحطة راديو "فيولا" بالإسكندرية، والتي لم تكن تتعدى حدود إرسالها نطاق الحي الواحد، استخدمت المحطات الخطابات والمكالمات الهاتفية للتواصل مع المستمعين، للعمل على ما يريده المستمعون، تركيز الإذاعات الأهلية على الفقرات الترفيهة أدى إلى تدنى المستوى العام للمضامين التى تبثها الإذاعات، أدى ذلك إلى شكوى الأهالى من بعض تلك المضامين، ومع زيادة الخلافات بين الإذاعات الأهلية، أغلقت في 1934 لتحل محلها الإذاعات الحكومية، وفق موقع الهيئة العامة للاستعلامات.


مواضيع متعلقة