هشام عباس: التمثيل "مش ماشي معايا" وأقول لأصحاب أغاني المهرجانات "الفن رسالة"

08:43 م | الأحد 09 فبراير 2020

غاب 10 سنوات، وعاد بألبوم «عامل ضجة»، الذى يضم 11 أغنية، قدمها هشام عباس لجمهوره المشتاق لسماع صوته منذ عام 2009، وتحدث فى حواره مع «الوطن» عن تفاصيله وكواليسه، والمشاكل التى واجهها طوال السنوات الماضية، وقال رأيه فى النجاح الكبير الذى ما زالت تحققه أسماء الله الحسنى بصوته، بالإضافة إلى كشفه لسبب رفضه بطولة عدد من أهم الأعمال السينمائية التى قُدمت فى سنوات سابقة، منها «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» و«الحب الأول» و«فيلم هندى».

ساعدت زوجتى فى تربية أولادى الثلاثة.. وانشغلت بتقديم البرامج الفنية

لماذا اختفيت 10 سنوات عن جمهورك؟

- لا أنكر أننى كنت فى حاجة ماسة إلى الجلوس مع أولادى «على» و«ياسمينا» و«تمارا» فى المنزل، خاصة أنهم كانوا يكبرون أمام عينى، وكان لابد أن أراهم فى تلك المرحلة العمرية، وشاركت زوجتى «جيهان» فى تربيتهم، وأعتقد أننى نجحت فى ذلك معها. لكن فى الوقت نفسه أنا لم أختف عن الجمهور، كنت موجوداً من خلال الحفلات والأفراح، والحمد لله أمتلك مجموعة كبيرة من الأغنيات التى تجعلنى قادراً على الغناء طوال الوقت، كما أننى طيلة تلك الفترة قدمت عدداً من التترات الغنائية الناجحة فى الدراما التليفزيونية، وأيضاً قدمت ثلاثة برامج تليفزيونية، كما قدمت برنامجاً إذاعياً عبر «إنرجى»، بالإضافة إلى طرح أغنية بعنوان حالة حب وطرحت فى عيد الحب، ثم قدمت أغنية «وحشتونى».

لماذا عملت لمدة 10 سنوات على أغنيات ألبوم «عامل ضجة»؟

- ربما لا تصدقنى لو قلت لك إننى أعمل على ألبوم «عامل ضجة» منذ نهاية عام 2009، وذلك بعد أيام قليلة من طرح ألبوم «ما تبطليش»، وكل تلك المدة كنت أعمل على الأغنيات، فكان من المقرر أن يطرح الألبوم عام 2010 بعنوان «أغلى من العين» وكان يتضمن عدداً من الأغنيات التى طرحت فى الألبوم الجديد، منها أغنية «تاعب قلبى».

بعدها بأشهر قليلة انفجرت الثورة فى شوارع مصر وابتعد الجميع عن الغناء واستمررنا على ذلك الحال إلى أن حدثت ثورة أخرى والذى يعرفنى جيداً يعرف أننى لا أستطيع الغناء وسط حالات الحزن التى تملأ الشوارع، فكل يوم كنا نسمع عن وقوع ضحايا وحرائق فى المساجد والكنائس.

وفى عام 2016 كان سيُطرح ألبوم آخر بعنوان «الفترة اللى فاتت»، وفى عام 2018 كان من المقرر أن يطرح ألبوم بعنوان «شارى بالغالى» إلى أن انتهى الأمر نهاية عام 2019 بطرح ألبوم «عامل ضجة» بعد أن قمت باختيار 11 أغنية، من كافة تلك الألبومات التى سجلتها ولم ترَ النور، وقدمتها فى ألبوم واحد، وذلك بعد تسجيل 28 أغنية، والأزمة الكبرى التى واجهتها بعد تسليم الألبوم هى حينما طلب منى محسن جابر تصوير الأغنيات ففوجئت بنفسى «تخين».

لماذا استقررت على أغنية «عامل ضجة» لتكون «هيد» الألبوم؟

- بالنسبة لى كنت أفكر فى طرح الألبوم بعنوان «أغلى من العين» أو «الفترة اللى فاتت»، وكنت أميل للثانية، خاصة أننى كنت بعيداً عن الغناء منذ فترة طويلة، ولكن البعض رأى أن الاسم غير مناسب لأنه سيذكر المستمعين بأننى تأخرت عنهم كثيراً، كما أن الشركة المنتجة كان لها رأى آخر فى اختيار اسم «عامل ضجة»، فدائماً ما يقولون إننى دائماً «بعمل ضجة»، فتوكلت على الله وأخذت بنصيحتهم، ولكنى لا أنكر أننى كنت متخوفاً خاصة أن الأغنية لشاعر جديد أتعاون معه لأول مرة.

طرحت أغنية باسم «شارى بالغالى» ولكن فى كتيب الألبوم كُتبت «يا مسهل يا رب».. فما السبب؟

- من أبرز كلمات الأغنية جملة «يا مسهل يا رب»، وفكرت فى طرح الأغنية والألبوم بذلك الاسم، لدرجة إنى قلت لنفسى وأصدقائى المقربين أنا بقالى 10 سنوات متغيب عن الساحة وهسمى الألبوم «يا مسهل يا رب»، يمكن ربنا يسهلها، ولكن بعد تسجيل الأغنية وجدت أن جملة «يا مسهل يا رب» لا تقال سوى فى افتتاحية ومدخل الأغنية، فى حين أن جملة «شارى بالغالى» تعاد كثيراً، فاستقررنا على أن تكون الأغنية بعنوان «شارى بالغالى». وبالمناسبة أول ما استمعت لتلك الأغنية تعلقت بها كثيراً، وشكرت الشاعر حسن عطية والملحن أحمد زعيم على تلك الهدية، ورأيت فيها نجاح أغنيتى «فينو» و«حبيبى ده» لأن «رتمها» بيضحك، ولكننى طلبت من الشاعر حسن عطية تغيير بعض مفرداتها، منها جملة «منها لله» كما استغربت جملة «جامع أخوالى» فأنا لا أعرف أن أغنى كلمات غير مقتنع بها، فوجدته يقول لى إنها أغنية لهجة بيضا، وتخاطب كافة الدول العربية ودول البحر المتوسط.

هل أغنية «الفترة اللى فاتت» لسان حال هشام عباس فى الألبوم؟

- لا أستطيع أن أقول إن أغنيات الألبوم تمثلنى أنا بشكل شخصى، فأغلبية أغنيات العمل تمثل أصحابها الشعراء والملحنين، ولكن أغنية «الفترة اللى فاتت» شعرت وأنا أسجلها بأنها لامست جراحى خاصة مطلعها الذى يقول «الفترة اللى فاتت فى حياتى كانت عندى مشاكل متلتلة»، وللأمانة أنا كان لدىّ مشاكل متلتلة فى حياتى خلال السنوات الماضية، وهذه الأغنية ربما تكون من أقرب أغنيات الألبوم لقلبى نظراً لأننى أحببت دخولها ورتمها الموسيقى لأنها جديدة على السوق الغنائى، وللعلم هذه هى أول أغنية أتعاون فيها مع الثلاثى الناجح الشاعر شادى نور والملحن بلال سرور والموزع هانى يعقوب.

قدمت فى الألبوم أغنية «حذرتك 100 مرة».. هل أنت من محبى الأغنية «الإفيه»؟

- الشاعر والملحن عزيز الشافعى، صاحب فكرة الأغنية، وهو من أقرب أصدقائى فى هذا الوسط، وحينما قدم لى الأغنية سعدت بها كثيراً خاصة أننى مغامر وأحب أن أقدم الكلمات والإفيهات الغربية فى أغنياتى، وأعتقد أن ذلك ظهر فى أغلبية التترات التليفزيونية التى كنت أقدمها، كما أن تلك الأغنية شدتنى بسبب مفرداتها الغريبة والجميلة فى «الديالوج» الدائر فى قصتها بين الرجل والمرأة ويظهر ذلك فى كلمات «مايصحش» و«كده عيب».

لماذا كانت أغنية «اهربى» مختلفة تماماً عن كافة الأغنيات المطروحة فى الألبوم؟

- تمنيت تنفيذ «رتم» موسيقى غربى، واقترحت الفكرة على الملحن بلال سرور والشاعر شادى نور، وبعد عدة أيام، تلقيت اتصالاً من «بلال» يطلب فيه منى أن أستمع للأغنية التى أرسلها لى عبر «واتس آب»، وفور ما استمعت لها «اتوهمت» من جمالها، وللعلم تلك الأغنية هى حالة حقيقية مر بها أحد صناع الأغنية.

ما أكثر أغنية أرهقتك خلال العمل على الألبوم؟

- أغنية «تاعب قلبى»، تلك الأغنية اشتريتها من الفنان عزيز الشافعى عام 2006، واحتفظت بها وظللت أعمل على توزيعها أكثر من مرة، وكل ما يقترب طرح نزول الألبوم، كنت أرى أن التوزيع أصبح قديماً، فأغيره، إلى أن استقررت على التوزيع الذى قام به الموزع كريم عبدالوهاب.

"جوه فى قلبى" أنجح ألبوماتى

هل أنت راضٍ عن مستوى ألبوماتك التى سبقت «عامل ضجة»؟

- بكل صراحة، ألبوم «جوه فى قلبى» الذى طرح عام 2002 كان من أهم وأفضل الألبومات فى مسيرتى الغنائية وحقق نقلة كبيرة مع الجمهور، بعدها بعامين طرحت ألبوم «سيبها تحبك» وكنت أنتظر أن يحقق العمل نفس النجاح والانتشار الذى حققه كل من ألبوم «حبيبى ده» و«جوه فى قلبى»، لكنه لم يحقق نفس النجاح، وفى عام 2007 قدمت مع شركة عالم الفن ألبوم «يا حبيبى تعالى جنبى» وكنت أعتقد أن الألبوم سيحقق طفرة بسبب الأغنيات التى كان يتضمنها، ولكن نفس الحال لم يحقق النجاح المرجو، حتى عام 2009 وقت ما طرحت ألبوم «ما تبطليش»، واستطاع العمل أن يحقق نجاحاً رائعاً.

بادعى ربنا إن "أسماء الله الحسنى" تكون سبباً لدخولى الجنة

ما شعورك بعد سماع «أسماء الله الحسنى» بصوتك فى افتتاح أى مشروع جديد أو فرح؟

- دائماً ما أدعو الله، أن يكون تقديمى أسماء الله الحسنى بصوتى سبباً من أسباب دخولى الجنة، وربما لا تصدقنى حينما أقول لك إن أسماء الله الحسنى تطلب منى فى أفراح المسلمين والمسيحيين، ولا بد هنا أن أتذكر أخى الموسيقار الراحل رياض الهمشرى، صاحب الفضل الأول والأخير فى تقديمها.

ما تقييمك لظاهرة انتشار أغنيات المهرجانات؟

- ربما أحب أحياناً جو الموسيقى الذى نعيشه فى تلك الأغنيات، ولكنى أستمع لها مرة أو مرتين لكن لا أستطيع أن أتخيل حياتى كلها بسمع تلك الأغنيات، وأرى أن كثرة الاستماع لها قد يشتت التفكير ويجعل المستمع يعيش فى جو غير صحى، فالغناء ليس مجرد «زعيق»، وأنا فى النهاية أخشى على من يستمع لها من التوهان، وأتمنى أن نجلس مع مغنى تلك الأغنيات كى نوعيهم بأن الفن رسالة.

حققت نجاحاً خلال ظهورك فى إحدى حلقات مسلسل «الوصية».. فلماذا تأخر ظهورك درامياً؟

- علاقتى مع التمثيل غير مفهومة، ربنا سبحانه وتعالى لم يكتب لى حتى الآن النجاح فى الدراما، وأقول إنها «مش ماشية معايا»، فخلال مشوارى الفنى رفضت أكثر من 5 أعمال فنية حققت أغلبها نجاحاً كبيراً، فمثلاً كان معروضاً علىّ شخصية الفنان أحمد السقا فى فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» ورفضتها بسبب عدم موافقتى على الظهور كمطرب فى نادٍ ليلى، وأيضاً فيلم «الحب الأول» كان معروضاً علىّ شخصية مصطفى قمر، ونفس الأمر تكرر مع «فيلم هندى» الذى قدمه أحمد آدم، ولكننى أيضاً لم أرَ نفسى فى الدور، وكان هناك فيلم أحببته للغاية وظللت أعمل عليه عام 1999 وكان سيجمعنى بالفنان أحمد السقا والفنان محمود البزاوى بعنوان «133 إمبابة كاليفورنيا»، ولكنى لا أعلم سبب توقفه حتى الآن.