الألباستر.. صناعة فرعونية ناطحت الاندثار بماركة مصرية مسجلة

الألباستر.. صناعة فرعونية ناطحت الاندثار بماركة مصرية مسجلة
تشهد صناعة الألباستر حاليا انتعاشة قوية في مناطق تمركزها بمدينة الأقصر، نتيجة لحالة الإقبال السياحي التي شهدتها المدينة في الفترة الأخيرة بمعدلات تشبه مثيلتها قبل عام 2011، وذلك بعد سنوات عجاف ناطحت فيها المهنة الفرعونية شبح الاندثار إثر مغادرة الكثير من عمالها بحث عن كسب الرزق في مهن أخرى نظرا لتوقفهم عن العمل نتيجة الكثير من الأحداث السلبية التي شهدتها الصناعة .
"الوطن" في 10 نقاط أعدت تقريرا معلوماتيا يبرز صناعة الألباستر وطرق امتهانها وأبرز ما قدمته الدولة من حلول ساهمت في تحريك عجلة الإنتاج بها لتدب فيها الروح من جديد.
١- الألباستر هي من الصناعات التي سجلها التاريخ منذ 7 آلاف عام على جدران المعابد وصناعة التماثيل منها والأواني والتحف وجعلتها قادرة بمفردها على قص الكثير من أسرار الفراعنة، حيث يمتاز بشدة بياض اللون، وصلابته، لذا استعمله المصريون القدماء، في نحت التماثيل وصنع أدوات الزينة، وبمرور الوقت أصبح الألباستر مادة جيدة لصنع التماثيل المقلدة.
2- امتهنها أهالي مدينة القرنة الأثرية الواقعة غربي محافظة الأقصر، حيث توارثها الصغير عن الكبير منهم ولخلو المدينة من أية مهن أخرى احترفوها منذ أكثر من قرن مضى، متشبثين باستمرار تصدير حضارة أجدادهم القدماء التي يرتبطون بها ارتباطاً وثيقاً ونظراً لهجوم المنتجات الصينية تواجه هذا الصناعة خطر الاندثار.
3- قرية الطارف خاصة ومدينة القرنة بصفة عام يستحوذان على نصيب الأسد من حيث وجود عدد كبير من مصانع الألباستر فتكاد تكون المهنة الوحيدة التي تضم الآلاف من أبناء المدينة.
4- كانت المهنة تحارب الاندثار إبان فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين إذ كان لغياب السياح عن الأقصر حينئذ سبب في تسريح العديد من العمال بسبب توقف العرض والطلب في الأسواق، وهو ما اضطر أصحاب البازارات لبيع منتجاتهم بأسعار بخثة من أجل توفير القليل من النفقات لأسرهم.
٥- وعانت وقتها أيضا تلك الصناعة عقبات كثيرة كارتفاع أسعار المواد الخام، فمثلًا سعر طن حجر "الهامر" وهو حجر أساسي في صناعة الألباستر أصبح يباع للحرفيين بـ 4 آلاف جنيه، بالإضافة إلى تكاليف نقله حيث يأتي في الأغلب من جبال بني سويف.
6- صناعة الألباستر تعتمد على أحجار البازلت، والجرانيت، والحجر الجيري، وحجر"الأونكتس"، والهامر الأبيض متعدد الأشكال والألوان، فمنه "الهامر الاخضر"، ويوجد هذا النوع في أسوان، في منطقة "العلاقة"، وأنواع أخرى بمدينة أسيوط.
7- مراحل بناء الألباستر تبدأ بالتقطيع والخراطة والتشطيف ثم وضع المنتج في الفرن، لكي يصبح أكثر صلابة، وأخيرًا التلميع، ليصبح المنتج جاهزًا للتوريد إلى البازارات السياحية المختلفة، ويستخدم العمال أدوات بسيطة في صناعة التماثيل، ولا تختلف الورش عن المصانع كثيرا إلا في حجم الإنتاج وبعض الأدوات، ويحتاج صناعة التمثال الواحد إلى فترة تتراوح 3 أيام وأسبوع، حسب الحجم والنقش.
8- أعادت الدولة النظر من جديد في بداية ولاية الرئيس السيسي لصناعة الألباستر وأولتها اهتماماً كبيراً عن طريق عدة إجراءات اتخذتها كان من شأنها حل الأزمة التي مرت بها في الأعوام الماضية، حيث عقدت العديد من الورش لتعليم فن النحت باستخدام أحجار الألباستر، ضمن برنامج التنمية المستدامة "مصر 2030″، استهدفت فيها تعليم أسس النحت للفئة العمرية 10 سنوات وحتى 15 سنة، وذلك لتعويض ترك الكثيرين من الصناع لتلك المهنة وهو الأمر الذي ظهرت ثماره حاليا تزامنا مع ازدياد معدلات الإقبال السياحي على المدينة.
9- كذلك تم توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة التجارة والصناعة ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية لإنتاج أول ماركة مسجلة من المنتجات المحلية المشهورة للأقصر التي يتم تصنيعها من الألباستر تحت اسم (LuxMar) الذي يشير إلى حرفة صناعة الألباستر (المرمر) ومكان نشأتها في تناغم بين عراقة الحرفة مع أناقة التصميمات وعصريتها، ما يحجم من الإقبال على المنتجات الصينية وعكسه بالنسبة لمنتجاتنا اليدوية من الألباستر.
10- الآن وبحسب مركز تراث الصعيد، يبلغ عدد مصانع الألباستر نحو 80 مصنعًا و130 ورشة صغيرة، تنتج أكثر من 1000 قطعة أسبوعيا بأيدي عاملة تبلغ الـ50 بالمصنع الواحد، توزع منتجاتها بنسبة 70% داخل نطاق محافظة الأقصر، بينما تتوزع الـ30% الباقية بين مدن شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم.