مدحت العدل: ورش السيناريو "سبوبة".. وقدمتُ أفلاماً غير راضٍ عنها

كتب: هبة أمين

مدحت العدل: ورش السيناريو "سبوبة".. وقدمتُ أفلاماً غير راضٍ عنها

مدحت العدل: ورش السيناريو "سبوبة".. وقدمتُ أفلاماً غير راضٍ عنها

الحياة بالنسبة له مسرح تجارب، تحتمل الصواب أو الخطأ، ولا يعرف للندم معنى، يؤمن السيناريست والشاعر مدحت العدل، بأن المبدع فى عالم الفن، يجب ألا يخشى الخوف، وأن يكون مغامراً ولكن فى الاتجاه الصحيح، ويرى أنه مع تقدم الإنسان فى العمر، تزداد الخبرات وتتغير المفاهيم والاهتمامات وفقاً لمعايير كثيرة. وفى حواره لـ«الوطن» أكد أنه قدّم أفلاماً لم تعجبه، ولكنه تعلّم منها، وأضاف أنه عاشق لكل أنواع الفنون، حتى لو كانت أغانى المهرجانات، التى اعتبرها «لذيذة وستايل».. وتحدث عن مشروعه القادم للتليفزيون «حتى لا يطير الدخان»، وعن مسرحية «كوكو شانيل».

اشتريت "حتى لا يطير الدخان" من ورثة إحسان عبدالقدوس وموافقة مصطفى شعبان على دوره فى المسلسل لم تستغرق ثانية

لماذا تحمست لإعادة تقديم رواية «حتى لا يطير الدخان» فى مسلسل تليفزيونى التى سبق تقديمها سينمائياً؟

- تناولت الرواية بشكل مختلف تماماً عن فكرة الفيلم، فعندما قرأتها شعرت بأنها رواية كل زمن، ومن ثم أردت تناولها بطريقة جديدة فى زمن آخر، مع العلم أن الفيلم عظيم و«معمول حلو أوى»، وما علينا إلا أن نعمل جيداً فيما نتحمس له «ونجيب آخرنا»، ونبذل مجهوداً مضاعفاً فى البحث والدراسة، وأن تقوم شركة الإنتاج بالإنفاق المطلوب، والاستعانة بأبطال متميزين، والنجاح أولاً وأخيراً فى يد الله.

هل بدأ تصوير «حتى لا يطير الدخان»؟

- لا، فما زلت فى مرحلة الكتابة، أنا لست من هواة تسليم حلقات قليلة فى البداية، طبعى الانتهاء تقريباً من النص كاملاً، على الأقل تسليم 25 حلقة قبل التصوير، ولا أجيد العمل إلا بهذه الطريقة.

هل تحويل روايات قديمة لأعمال فنية.. سببه افتقارنا لأدب جيد حالياً؟

- الأدب «مش ميكانيكا، أو عمل هندسى»، عندما تقرأ عملاً أدبياً يجذبك تقول وقتها «أنا عايز أعمل ده»، ومن الممكن أن أقرأ رواية لكاتب جديد لا يعرفه أحد وأتحمس له، الموضوع هنا ليست له علاقة بأدب جديد أو قديم، ولكن له علاقة بأنك قرأت موضوعاً لاقى فى نفسك هوى، فتقرر أن تحوله إلى عمل فنى.

كيف تم إقناع مصطفى شعبان بالقيام بدور سبق وقدمه عادل إمام؟

- كنت أقرأ الرواية قبل ساعتين من لقاء جمعنى بـ«شعبان»، وقلت حينها إن هذا العمل يصلح له، ولما بلغته، وافق بشدة، ولم أحتج نصف دقيقة لإقناعه، مجرد أن ذكرت له أننى أفكر فى الأمر، قال لى أنا معاك، وحماسه شجعنى.

هل كان يوجد خوف فى البداية؟

- لأ، «اللى يخاف ما يشتغلش»، مصطفى شعبان، ممثل «هايل» جداً، وأنا مؤمن بقدراته منذ أن عملنا معاً فى فيلم «مافيا»، فهو نجم صاحب نجاحات، فلماذا يخاف؟، فيجب أن نعمل بلا خوف، لأن «الخوف سجن»، فأين هى المشكلة فى أن يقدم مصطفى شعبان عملاً قام به عادل إمام؟، و«يجوّد» ويضيف أيضاً، فهذا مسلسل، وذاك فيلم.

الفنان طول الوقت يجب أن يكون عنده تجارب، فمثلاً فى المجال الغنائى، لو كان عمرو دياب «خاف» من نجاح عبدالحليم حافظ «مكنش غنّى».

هل حدث تواصل مع الفنان عادل إمام قبل قرار تحويل الفيلم إلى مسلسل؟

- لا لم يحدث، هو زعيمنا وكبيرنا ويتمنى لنا الخير، وأنا اشتريت الرواية من ورثة إحسان عبدالقدوس، الذين أبدوا ترحيبهم بالأمر، وأوجه التحية للناشر محمد رشاد، رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية، خصوصاً أنه كان شديد التجاوب وشديد العشق للفن، ولم نأخذ 5 دقائق للحصول على الموافقة، كذلك الأستاذان محمد وأحمد عبدالقدوس، محبان للفن، وإن شاء الله يخرج المسلسل للنور ويكون «حاجة تشرّف».

توقعاتك لموسم دراما رمضان 2020؟

- إن شاء الله سيكون موسماً جيداً واستثنائياً ومختلفاً تماماً، لأن المنافسة الشريفة تصب فى صالح الأعمال الدرامية المقدمة فى رمضان.

انتظروا شريهان فى "كوكوشانيل" كما لم تروها من قبل

ماذا عن المسرحية الجديدة للنجمة شريهان «كوكو شانيل»؟

- انتهينا من تصويرها، وشريهان ستكون كما لم يرها الجماهير من قبل، وأجمل مما كانت فى السابق، المسرحية جاهزة، والمنتج جمال العدل، هو الذى يعلم متى سيتم عرضها سواء لايف أو فى التليفزيون، وكذلك يتم التحضير لمسرحية «إيفا بيرون» والتى أعمل على كتابتها، بالإضافة لعمل آخر يحمل اسم «رابعة العدوية»، وكلها مشروعات قائمة.

هل هناك أى مشروع لديك لإعادة تقديم الفوازير فى رمضان مرة أخرى؟

- بالطبع هناك نية موجودة لتقديم أى عمل فنى جيد، وليس هناك ما يمنع من تقديم الفوازير إذا وجدنا من لديه موهبة شريهان، وهذا الأمر يحتاج لبحث، مصر مليئة بالمواهب، هناك أم كلثوم أخرى، لكن يجب أن نبحث عنها، وبالتأكيد سنجد «شريهان» أخرى ولكن علينا أن «ندور» عليها.

كيف ترى عودة نبيلة عبيد ونادية الجندى معاً فى عمل درامى مرتقب؟

- طبعاً نجمتان كبيرتان، تمتلكان الخبرات، «مش إنك لمّا تكبر نقعدك»، بالعكس هناك خبرات يتم اكتسابها فى الفن والحياة، ومثلاً فى هوليوود النجمة ميريل ستريب، تقوم بالتمثيل حتى الآن، كما أن أروع أدوار الفنان محمود المليجى كان «محمد أبوسويلم» فى فيلم «الأرض» وذلك بعد 40 عاماً من العمل الفنى، وبالتالى المهم هنا هو وضع الممثل فى القالب الجيد.. وفى النهاية يكون الحكم بعد المشاهدة.

هل نفتقد البطولة النسائية مع فنانات الجيل الحالى؟

- عموماً لدينا أزمة فى صناعة السينما نفسها، الفنانة ياسمين عبدالعزيز قدمّت بطولات أفلام، ولكن عدد الأفلام التى يتم إنتاجها قليلة جداً، وهذا أمر يطول شرحه، لأن له علاقة بأمور كثيرة منها القنوات التى تقوم بسرقة الأفلام، والبيروقراطية فى التصوير، وتغيير بعض التشريعات المتعلقة بهذا الموضوع.

تناولت أفلاماً تناقش قضايا مثل الهجرة ومفهوم السعادة، حالياً ما القضايا التى تتمنى تقديمها؟

- بحكم السن الآن، هناك ما يتعلق بالعلاقة بالخالق، وعلاقة الدين بالناس، كما قدمت فى فيلم «الراهب» فى قالب قريب من الناس بالرغم من أنه فيلم فلسفى، كما قدمت قضية السعادة كانت فى سن معينة، و«صعيدى فى الجامعة الأمريكية» كانت فى فترة عمرية أخرى، وأنا لدىّ اهتمام بقضية الانتماء للوطن، كما قدمت فى «مافيا» و«أمريكا شيكا بيكا»، الذى تناول قضية الهجرة غير الشرعية لأول مرة عام 1993، وبالتالى العين تكون على مشاكل المجتمع دائماً، وفى مرحلتى العمرية الآن، لدىّ اهتمام أكثر بالقضايا الفكرية.

وماذا عن مصير فيلم «الراهب» للفنان هانى سلامة؟

- إن شاء الله يتم إنجازه، لكن المنتج الأصلى للفيلم «توفاه الله» وأبناؤه موجودون، وسنعمل على تنفيذه قريباً.

طول ما فيه إرهاب وإخوان من الممكن عمل جزء ثانٍ من مسلسل "الداعية" لمواجهة خطر "الإسلام السياسى"

حاربت الإخوان بمسلسل «الداعية»، هل هناك جزء ثانٍ أو عمل جديد لمواجهة الإخوان؟

- طول ما خطر «الادعاء» والإسلام السياسى، أو الذى يتمسح فى الدين فى سبيل السياسة موجود، وطول ما الإرهاب موجود، من الممكن أن يكون هناك جزء ثانٍِ، أو عمل جديد يتناول نفس السياق.

قلت عمرو دياب «أيقونة حظى».. لماذا لا يوجد تعاون من بعد آيس كريم فى جليم؟

- أنا وعمرو دياب صديقان طول الوقت، وعندما يجد لى عملاً فنياً أو غنوة، يكون أول المتصلين لتهنئتى، وأنا كذلك، وبالنسبة لى أفضل غنوة هذا العام كانت «يوم تلات»، لأن الشاعر تامر حسين، غيّر شكل عمرو دياب، فقيمة أى غنوة هى أن تكون «نقلة»، لذلك عشقت هذه الأغنية لأنها «نقلة» لعمرو دياب، ووارد جداً أن نقدم سوياً «غنوة»، الرغبة فى التعاون موجودة طول الوقت، ويشرفنى العمل مع «ميجا ستار» بحجم عمرو دياب، وهو كذلك سيكون سعيداً بالعمل معى.

لكن قد تجد أصواتاً تنتقد بعض الأغنيات الجديدة لـ«عمرو دياب»؟

- هناك تطور لا بد أن يحدث مع الزمن، عمرو دياب لم يقل شيئاً «مُسفاً» أو يخدش الحياء، ولكن قدم كلاماً لذيذاً، دمه خفيف، والغنوة نجحت، يجب أن نجرب، ولا نخاف من التغيير، فماذا لو رفض «عمرو» غناء «رصيف نمرة خمسة» التى يقال عنها اليوم إنها أغنية القرن؟، فلا بد أن يملك الفنان جرأة تغيير جلده للنجاح، هذا ما فعله محمد منير، وأيضاً العندليب الذى قام بغناء القصائد والعاطفى والوطنى، وأم كلثوم فى وقت ما تعاملت مع الملحن بليغ حمدى الشاب وعمره 21 عاماً، لأنها تبحث عن دماء جديدة، «كل شوية بتكبر، ويظهر جيل جديد لا يعرفك، وبالتالى يجب الوصول إليه» ما دام بعيداً عن الابتذال.

هل أنت من أنصار المغامرة دون الالتفات لآراء الآخرين؟

- هناك ما يسمى مغامرة فى الاتجاه الصحيح، وهناك مغامرة «طائشة»، أنا مع المغامرة التى تقودك للاتجاه الصحيح، والتى تحكمها بخبراتك، على سبيل المثال، أنا بحب الفنانة سميرة سعيد جداً، وهى لديها هذه الجرأة التى يفتقدها الكثيرون، لكن عندما قدمت أغنية «سوبرمان»، انتقدتها، وقلت لها بحب تمردك وجرأتك، لكنّ هناك ألفاظاً معينة لا يصلح وجودها داخل الأغنية، وكانت مغامرة غير موفقة، وبالرغم من ذلك سميرة سعيد من أهم مطربات التجديد وهذا أمر عظيم. ومع كل ذلك، لا يوجد أحد كبير على ارتكاب الخطأ، أنا قدمّت أفلاماً لم تعجبنى، الطبيعى التعلم من الأخطاء.

لماذا دافعت عن أغنية «سالمونيلا»؟

- هذه الغنوة مجرد هزار، ومن ثم يجب وضعها فى سياقها الصحيح، أنا لم أدافع عن «سالمونيلا» ولكن أدافع عن عدم أخذ أغنية هزار على محمل من الجد، لأنه فى هذه الحالة هناك ظلم يقع على الأغانى الحقيقية.. فأنا قلت إنها هزار ولم أقل إنها أغنية حلوة اسمعوها.

هل تستمع لأغانى المهرجانات؟

- أستمع لها، وبحبها وكل شخص له ذوقه، وأنا ضد منع أغانى المهرجانات، لأن المنع يزيد من الانتشار ويجعل الناس تبحث عنها، لأن الممنوع مرغوب، وأنا مع تقديم أغانٍ أخرى جيدة، وفى النهاية العملة الجيدة كما يقال تفرض نفسها ولو تريد مواجهة «المهرجانات» قدّم أغانى مثل «الحلم العربى» وقصائد جيدة، وقلت هذا الكلام للفنان هانى شاكر وسألته «لماذا لا تغنى قصائد؟»، لماذا ندور حتى الآن فى فلك الأغانى التى مر عليها 30 عاماً، لماذا لا تقدم «فورمات» جديدة؟

من هم مطربو المهرجانات الذين تستمع إليهم؟

- إسلام شيبسى، وأحب أغانى أوكا وأورتيجا، فيه ناس أغانيهم لذيذة و«ستايل»، «يا جماعة الحاجات دى بتتدرّس فى الخارج، لمّا تطلع ظاهرة مثل أغانى مهرجانات بيدرسوا ويشوفوا الأغانى دى نجحت ليه زى ما عملوا مع أغانى البوب فى أمريكا، عندنا بنرفضها ونقول وحشة، دون بحث أسباب ليه 100 مليون شخص شيروها، فالرفض حجة البليد».

الوقوف ضد نجاح محمد رمضان "حِجة البليد".. والفنان "اللى يخاف ما يشتغلش" ويجب ألا يستمع لنفسه فقط

وكيف ترى تجربة محمد رمضان واتجاهه للغناء على الرغم من الانتقادات التى توجه له؟

- أحلى حاجة أنه لا يقوم بالرد، عليه أن يمضى فى طريقه ويعمل ويتعلم من تجاربه وأخطائه، الشىء الوحيد الذى أنصحه به، ألا يستمع لصوته فقط، ويسأل أهل الخبرة فى أعماله، ما خاب من استشار، وبالنسبة للغناء، ليس بالضرورة أن يكون عبدالحليم حافظ، فهو له «ستايل» والناس تذهب لحفلاته.

آسر ياسين "ألفة" جيله فى التمثيل

من وجهة نظرك.. من هو «ألفة» الجيل الحالى من نجوم التمثيل؟

- ألفة التمثيل فى الجيل الذى جاء بعد أحمد السقا، هو آسر ياسين، هناك أسماء شباب يمثلون بشكل جيد، مثل أحمد حاتم الذى به كل مواصفات النجومية، وهناك شباب ما زال «عضمهم طرى»، كما أن «السقا» كان محظوظاً فى بدايته، لأنه ظهر فى فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، و«همام فى أمستردام»، ثم «شورت وفانلة وكاب»، و«مافيا»، وقتها عملنا بشكل مؤسسى حول كيفية صناعة نجم.

بعد مرور 20 عاماً على عرض فيلم «شورت وفانلة» هل لو عاد بك الزمن كنت ستقدمه بنفس الطريقة؟

- لأ، دلوقتى لا أقدم «شورت وفانلة وكاب»، أنا قدمته فى السابق وأنا فى سِن معينة وبشكل معين، حالياً أقدم موضوعات أخرى، أنا مهموم بالناس الموجودة بالشارع هم الأبطال بالنسبة لى.

هل تعرف الندم فى حياتك؟

- لا أعرف الندم، لأننى أفعل ما أقتنع به وأحبه، حتى لو فعلت أخطاء، فأنا قدمّت أفلاماً لم تعجبنى، ولم أندم، لأنى تعلمت منها، ولآخر لحظة فى العمر نظل نتعلم من الكبير والصغير، وعندما أعطى «كورسات سيناريو» بعلّم واتعلم.

ما تقييمك لورش الكتابة الموجودة حالياً؟

- موجودة بالخارج ولكن بطريقة مختلفة، لكن معظم «ورش السيناريو» والقائمين عليها بحاجة إلى التعليم من الأساس، نجد شخصاً كتب مسلسلاً مثلاً، يقول بعدها «هعمل ورشة، طب تعرف يعنى إيه سيناريو؟»، لذلك قد نجد سيناريوهات ضعيفة، وغالبية هؤلاء لم يشاهدوا أفلاماً، ولم يقرأوا كتباً، فأن تكون معلماً تحتاج لأمور كثيرة وخبرات فى الحياة والفن، والسؤال هنا هل لديك ما تقوله ولا «أكل عيش؟»، والموجود دلوقتى «سبوبة»، و90% من النصوص غير موفقة، لأن الجودة لها معايير.

هل تستعين بـ«ورش كتابة» فى أعمالك؟

- باستعين فى أضيق الحدود، معى مساعد يقوم بالأبحاث واللقاءات، وهو شخص دارس فى أمريكا، «مش جايب أى حد»، ولكن لا يقوم بالكتابة، لأن الكتابة عمل ذاتى و«بصمتك» تكون على العمل الذى تقدمه.

مصير "صعيدى فى الجامعة الأمريكية 2"

إذا لم أجد فكرة براقة تشد لإتمام الجزء الثانى من «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» فلن أقدمه، ولكن حالياً لدى فكرة لشخصية «أدريانو» التى قدمها أحمد السقا فى فيلم «همام أمستردام»، وفكرة إعداد فيلم يحمل اسم «أدريانو»، موجودة.

 

 

21


مواضيع متعلقة