"الموت يحوم حول الأطفال".. ختان الإناث وطهارة الذكور في قرى قنا
"الموت يحوم حول الأطفال".. ختان الإناث وطهارة الذكور في قرى قنا
- ختان الإناث
- ختان الذكور
- الطهارة
- الاطباء
- محافظة قنا
- العمليات الجراحية
- ختان الإناث
- ختان الذكور
- الطهارة
- الاطباء
- محافظة قنا
- العمليات الجراحية
خطر كبير يتعرض له الأطفال الذكور، في قرى ومدن محافظة قنا خاصة، وجنوب الصعيد عامة، بسبب الختان، غالبية الأسر لا زالوا يتمسكون عادات طبية خاطئة متوارثة في طهارة الأطفال الذكور، بواسطة الحلاق، أو لدى أطباء، دون وجود غرف عمليات، يكتفون أن الطبيب جراح، ما يعرض أطفالهم، لمضاعفات قد تؤدي إلى الموت.
أهل القرى في قنا، يؤجلون عمليات طهارة الأطفال، إلى مراحل عمرية متقدمة، للاحتفال بهم بين أفراد عائلاتهم، بإقامة أفراح وذبح الذبائح، ويطعمون المدعوين من الأقارب والأصدقاء، يطلق عليه الناس "العرس الأصغر"، الذي يسبق الزواج.
المرحلة العمرية المتقدمة في طهارة (الذكور) في أماكن غير مؤهلة طبيا، قد يكون المنزل "أ" من قبل حلاق القرية، الذي لا يملك سوى شفرة الحلاقة (الموسى)، غير معقمة طبيا لعدم درايته بها، تكون خطرا في إحداث تدهور في حالة الطفل لكثرة الملوثات وبدائية الجراحة، كما أن البعض يلجأ لطبيب الوحدات الصحية أو أطباء الجراحة الذين لا يملكون غرف عمليات جاهزة لإجراء الجراحة.
" الوطن"، عايشت هذه العمليات، في أماكن غير مؤهلة، كان يوم الجمعة، في إحدى القرى في محافظة قنا، اتفقت الأسر كل من لديها النية، على طهارة أحد صغارها، تجمعوا قبل الصلاة في أحد المضايف التي اتفقوا عليها، حضر الطبيب يحمل حقيبته، ومن قبله بساعة، أتى مساعده ليجمع قيمة الجراحة.
فتح الطبيب الحقيبة، أخرج منها أدوات مساعدة، مقصات طبية ومشاركة مغلفة، وضعها على كنبه خشبية ويحيطهم مطهرات وقطن أبيض، في غرفة جانبية ملحقة في المضيفة بلاطها يحمل طبقة التراب الممزوج بالرطوبة، نادى الطبيب "مين عليه الدور".
دخل طفل في عمر التاسعة، حمله والده ووضعه على الكنبة على طول جسده، خدره بواسطة حقنة ضربها له الطبيب، تخدر تماما جسدا وعقلا، كشف عضوه بمساعدة والده، ومساعده سل المشرط الحاد ومقصاته، وانتزع قطع اللحمة الزائدة، حمل الأب الابن، ونادي الطبيب "إللى بعده"، واحدا تلى الآخر، ظل على هذه الحال، لمدة ساعتين، تمكن من طهارة 5 أطفال ذكور، وختان 3 بنات.
انتهى الطبيب من عمله، وجلس بجوار أهل القرية، وأخرج مذكرة بيضاء، انتزع منها عدة وريقات على كل حالة بها أدوية وتعليمات، حتى لا تحدث مضاعفات، واستلم قيمة المجهود، من مساعده الذي جمع المال قبل الجراحة، الطفل الذكر بـ300 جنيه إلى 500 جنيه، والطفلة 250 جنيه، يتخللها حالات مجانا، بحسب الحالة المادية التي يكون عنده علم بها.
قال كمال عبد النبي، أحد أبناء غرب النيل، 56 عامًا، إلى وقت قريب، كان الحلاق يجري هذه الجراحة، كما يحدث في بعض القرى هنا في الغرب، ولكن الناس اتجهت للأطباء في الوحدات الصحية، "يذهب واحد منا يتفق معه على يوم محدد غالبا الجمعة".
وعن أن ما يتم من طهارة الأطفال، كما يطلق عليها، تعد عملية جراحية متكاملة الأركان، ولابد من غرفة عمليات، "أنا اول مرة أسمع بالكلام ده.. دا الحلاق أو الطبيب، نوضع ليه الطفل أو الطفلة على الأرض أسفله حصيرة من البلاستيك أو الحلف"، موضحا أن هناك حالات موقع الجراحة تحدث له مضاعفات ونزيف وتنتقل إلى المستشفى لعلاجه، وفي كل مرة نذهب بها بطفل بسبب سوء حالته للمستشفى، يخبرونا أن عادات الطهارة في المنازل، وأماكن غير مؤهلة، يعرض الأطفال للخطر، ولكن الناس كأن شيء لم يقال لحماية أطفالهم.
ويقول هلالي محمد، مقيم قرية المراشدة مركز الوقف، غالبية أهل القرية، يطهرون أطفالهم لدى حلاق القرية، مثلهم مثل ختان البنات، والقليل يذهب للطبيب، عادة طبية متوارثة من قديم الأزل، موضحا أن غالبية عمليات الطهارة، تمر بسلام وبعضها يتعرض للتعب، لتلوث الجرح ما يدفع البعض للذهاب للطبيب لإنقاذ طفله.
وتابع، أن الطبيب الذي يجرى لديه عمليات الطهارة سواء الأطفال الذكور أو ختان البنات في عيادته، التي لا تملك أي مقومات طبية، سوء أدوات لا تقل عن أدوات حلاق القرية.
وأشار إلى أن أبناءه تمت طهارتهم لدي حلاق القرية، وأحد الاطباء الجراحين ومرت بسلام، ولكن لا أخفي عليك، أنتي كنت في حالة قلق، وكنت أرعاهم بنفسي بعد الجراحة.
وتقول حليمة محمود ، 65 عامًا، من قرية أبومناع: "يا ولدي طول عمرنا بنخلي الحلاق يطهر الواد والبنت وكان لما حد يتعب نحط لبخة ومشفناش الطبيب غير اليومين دول"، موضحة أن هناك أطفال تتعب وتموت من الطهارة، متذكرة واقعة حصلت مع ابن شقيقها في السبعينيات، توفي بعد ما الحلاق أجرى الطهارة، وتسبب في نزيف توفي الطفل، ولكن مفيش بديل.
وتابعت: "عمرنا ما سمعنا أي راجل ذهب ليطهر ابنه في مستشفى حكومي، كله أما الحلاق أو طبيب خاص".
الحلاق أجره عبارة عن غلال وسمنة وجبن
يقول محمد رمضان، حلاق في إحدى قرى قنا: "كان الحلاق هو جراح القرية لطهارة الأطفال"، مؤكدا أن بعض القرى سواء في غرب النيل أو قرى الجبال، وعند العرب البدو، يجري عمليات الطهارة باستخدام "الموس العادي".
وأشار إلى أن الحلاق القرية أجره لا زال عبارة عن غلال مع الحصاد، أو سمنة وجبن، وهذا أقل تكاليف من الطبيب، الذي يدفع الأهالي إليه من 200 إلى 500 جنيه في الطهارة، سواء ذكور أو إناث.
وتابع أن الغالبية الآن، اتجهوا إلى عيادات الجراحة لبعض الأطباء أو أطباء الوحدات الصحية في القرى، "نادر جدا أن هناك أطباء في القرى يجرون الجراحة، حتى لو تخصص باطنة.. في القرى الطبيب بتاع كل حاجة".
ويقول عبدالرحيم محمد، موظف، أنه لمواجهة هذه الظاهرة مثل ختان الإناث وطهارة الطفل الذكر، سواء بواسطة الحلاق أو طبيب في القرية أو المدينة، لابد من عقد ندوات عن مخاطر إجراء هذه الحالة في أماكن غير مؤهلة، أو بشخص مثل الحلاقين في القرية.
وتابع لابد من عقد ندوات توعية للمواطنين في القرى، عن طريق الرائدات الريفيات، عن مخاطر هذه الحالات، حتى يسلك المواطن الضرب الطبي الصحيح.
مدير مستشفى قنا العام: نادرا ما تصلنا حالات تتطلب جراحة طهارة
ويقول الدكتور، محمد الديب، مدير مستشفى قنا العام، إن الحالات التي تطلب جراحة الطهارة في العيادة الخارجية، قد تكون لا تذكر، ممكن حالة واحدة في الشهر، وفي العام الواحد لا يتخطوا 10 حالات تقريبًا، ذلك مؤشر كبير أن الاهالي يقومون بطهارة أطفالهم إما لدى طبيب خارجي، أو يمارسون عاداتهم مثلما يفعل أهل القرى بواسطة حلاق القرية.
وتابع أن طهارة الاطفال الذكور، عملية جراحية لا جدال في ذلك وتصنف عملية صغرى، موضحًا أن أي عملية سواء كانت صغرى أو كبرى، لابد تجهز غرفة عمليات مجهزة، أما غير ذلك مخالف، وتعرض الطفل لمضاعفات، بسبب عدوى بكتيرية بسبب العملية الإجرامية التي ارتكبت في حقه، لأن الأدوات غير معقّمة، وهذا ما يحدث هناك حالات كثيرة تردد بسبب تلك سوء الحالة بسبب الأخطاء الطبية في هذا وتلو الأدوات المستخدمة.
وتابع كما أن التخدير الخاطئ يسبب صدمة عصبية، وعدم قدرة الطفل إخراج البول بعد العملية، وحدوث ندبات ضخمة لدى الطفل، لهذا لابد من منع تلك العادات الموروثة، التي قد تؤدي لوفاة الطفل، واستخدام الأساليب الطبية الصحيحة.
صحة قنا: مخالف للقانون ومزاولة مهنة بدون ترخيص
ومن جانبه، يقول الدكتور، رمضان الخطيب وكيل وزارة الصحة في قنا، إن استمرار الأهالي سواء في الختان أو طهارة الأطفال، لدى الحلاقين وأطباء غير مؤهلين في أماكن غير غرفة العمليات، أمر مخالف للقانون ومزاولة مهنة بدون ترخيص، ويعرض الطفل او الطفلة للخطر بسبب التهابات وبكتيريا، بسبب الادوات الملوثة وقد يحدث نزيف، أو قد يحدث خطأ لقطع الشريان الرئيسي للعضو وفي هذه الحالة لعدم وجود امكانيات تحدث الوفاة.
وتابع أن الطبيب او أي شخص أخر يبلغ عنه بفعل ذلك، يعرض نفسه للمسألة القانونية، مطالبا الأهالي بالإبلاغ عن مثل هذه الحالات، والمواطنين بالتردد على المستشفيات الحكومية، لوجود بها كل الإمكانات والاستعدادات لحالات طهارة الأطفال الذكور.