فلسطين ثمن إنقاذ ترامب!
على مقهى فى شارع خليجى التقيت شاباً من أبناء الدولة، واستأذن أن يطرح علىّ بضعة أسئلة، وبالطبع وافقت إذا كان فى إمكانى مساعدته فى إيجاد إجابات لأسئلته، ودار بيننا الحوار التالى:
الشاب: يا أستاذ، هل سمعت عن صفقة القرن التى سوف يعلنها الرئيس ترامب؟
العبد لله: بالطبع سمعنا، ولكن لم نفهم!
الشاب: ماذا يريد ترامب من هذه الصفقة؟
العبد لله: يا عزيزى، ترامب يفيق ويستيقظ، يأكل ويشرب، يتحرك ويصرخ، يقابل ويسافر من أجل هدف واحد الآن!
الشاب: وما هو؟
العبد لله: من ديسمبر الماضى وحتى نوفمبر من هذا العام كل ما يفعله ويقوله هو جزء من دعايته الانتخابية.
الشاب: كيف؟
العبد لله: هذا العام هناك انتخابات مجلس النواب، وتجديد ثلثى مجلس الشيوخ، وتجديد 13 حاكم ولاية، بالإضافة إلى انتخابات الرئاسة، لذلك كل ما يفعله أو يقوله فى الشئون الداخلية أو الخارجية مرتبط -حكماً وبالضرورة- بهذا الملف.
الشاب: وما علاقة صفقة القرن بهذا الموضوع؟!
العبد لله: كل الارتباط، اليهود الأمريكيون يمثلون 3٪ من السكان، لكنهم أيضاً يمثلون أكثر من 48٪ من أصحاب التأثير فى الإعلام والمصارف والسياسة.
الشاب: وبقية القاعدة الانتخابية؟
العبد لله: هناك 65 مليوناً يمثلون التيار الدينى المتشدد، وهو ما يُعرف بـ«الحزام الإنجيلى» الذى يمثل قاعدة الدعم الأساسية لترامب، بالذات فى هذه الفترة بالتحديد.
الشاب: وما أهمية صوت هؤلاء وتأثيرهم الآن بالتحديد؟
العبد لله: الرئيس ترامب يخضع لمحاكمة مبدئية فى الكونجرس، والمعلومات المتوفرة عن أخطائه تنذر بخطر كبير عليه.
الشاب: كيف؟ ومن أين الخطر؟
العبد لله: مستشاره السابق لشئون الأمن القومى جون بولتون قام بتسريب بعض أجزاء من مذكراته وبها خطر شديد على مكانة ترامب.
الشاب: إذن رقبة ترامب فى يد الكونجرس والكونجرس فى يد اليهود والتيار الدينى الأمريكى؟
العبد لله: نعم، وكالعادة سوف ندفع نحن الفاتورة الباهظة للانحياز الأمريكى المطلق لإسرائيل.
أصيب الشاب باكتئاب وحزن، وغادر فى صمت رهيب.