مصانع "بير السلم".. ظاهرة خطيرة تواجه أهالي سوهاج

كتب: خالد الغويط

مصانع "بير السلم".. ظاهرة خطيرة تواجه أهالي سوهاج

مصانع "بير السلم".. ظاهرة خطيرة تواجه أهالي سوهاج

حالة من القلق تنتاب عدد كبير من مواطني محافظة سوهاج، بسبب كثرة حالات التسمم الغذائي الذي زاد عن الحد بشتى نواحي المحافظة من جراء تناول المواد الغذائية الفاسدة والتي يجرى تصنيعها بمصانع تحت بير السلم والتي جرى إنشاؤها بدون ترخيص ومخالفة لشروط السلامة الصحية والعامة وأقيمت في غفلة من المسؤولين.

وتستخدم هذه المصانع مواد مجهولة المصدر تؤثر بشكل كبير على صحة المواطنين، وخاصة الأطفال لذا تعد هذه المصانع الخطيرة قنابل موقوتة تنذر بكارثة محققة إن لم يجرى كشفها والقضاء عليها.

ورغم الحملات المتكررة وجهود مباحث التموين والصحة، في مواجهة تلك الظاهرة المميتة التي تؤرق مضاجع المواطنين أو الحد منها من خلال ضبط وإغلاق المصانع المخالفة، إلا أنها في ازدياد وانتشار مستمر، ويظهر ذلك واضحا للعيان من خلال ما آلت إليه الأمور في الفترة الماضية من ارتفاع حالات التسمم التي انتشرت وظهرت بقرى ومراكز ومدن سوهاج، حيث أن المواطن السوهاجي أصبح يتشكك من تناول أية مواد غذائية خارج المنزل، حتى وإن كان مثبت عليها تاريخ الإنتاج والصلاحية.

من جانبه قال علي إبراهيم السيد مدرس يقيم بدائرة مركز أخميم: "انتشار ظاهرة مصانع بير السلم تقلق الكثيرين من المواطنين ولدينا أطفال نخاف عليهم كل يوم بعد أن انتشرت تلك المصانع"، مشير إلى قيام البعض ببيع عصائر معلبة مثل عصير المانجو أو الجوافة، حيث يجرى استخدام زجاجات العصائر الفارغة التي جرى استخدامها سابقا ويجرى تجميعها من المستشفيات وصناديق القمامة، مطالبا بتشديد الرقابة والقيام بحملات أكثر خاصة في المناطق الصناعية التي يكثر بها تلك المصانع التي تنتج سموم تضر بالمواطن السوهاجي.

وأضاف محمود أبوالمكارم رئيس قسم البيئة بالوحدة المحلية بالعسيرات: "ظاهرة الباعة الجائلين انتشرت بصورة كبيرة لبيع منتجات لا نعلم مصدرها، ولكن تلك المنتجات تجذب الأطفال الذين يشترونها بعيدا عن أعين الأسرة، مما قد يتسبب في إصابتهم بالتسمم أو الأمراض"، مؤكدا أن انتشار مصانع بير السلم بسوهاج يعود على أصحابها بأرباح كبيرة وهذا ما يعنيهم في المقام الأول ولا يهمهم صحة المستهلك.

وأكد الدكتور ياسر الحادي أستاذ اقتصاد: "ضرر مصانع بير السلم، بالغ الخطورة على الجميع، والكل يتأذى من انتشارها فلا يوجد شروط السلامة أو الصحة، ولا يوجد تعقيم وبالتالي المنتج غير صالح، وحتى يغري ويجذب المستهلك بتخفيض أسعارها ونظرا للظروف الاقتصادية ينجح في جزب المواطنين وبخاصة الأطفال، ويدفع المواطن فرق السعر من صحته".

وكانت مدينة طما شمال المحافظة، شهدت منذ أيام إصابة ربة منزل وأطفالها الثلاثة، بحالة تسمم غذائي، عقب تناولهم عصير معلب، وجرى نقلهم جميعًا إلى المستشفى المركزي لتلقي العلاج اللازم، بعد أن شعروا بآلام في البطن، وقئ مستمر، وجرى حجزهم بالمستشفى تحت الملاحظة الطبية.

وأصيب 3 طالبات بأعراض تسمم غذائي إثر تناولهن عصير "كوكتيل فواكة" من أحد محلات العصائر بدائرة مركز طما، وجرى نقلهن لمستشفى طما المركزي في غيبوبة تامة، ثم تحويلهن لمستشفى أسيوط الجامعي، وجرى ضبط العاملين بالمحل المتسبب في الواقعة، وكاد 9 أشخاص في قرية شندويل بسوهاج أن يفقدوا حياتهم، بعد أن أصيبوا بأعراض تسسم شديد استدعت نقلهم إلى المستشفى العام للعلاج وبسؤالهم قرروا تناولهم وجبة شعرية أندومي.

وأكد العميد محمد نصحي رئيس مباحث التموين بسوهاج، أن هناك حملات تموين مستمرة ومكثفة بجميع أنحاء المحافظة، لضبط المصانع الغير مرخصة، مشيرا إلى أنه جرى ضبط العديد من المصانع الغير مرخصة، التي تنتج مواد مجهولة وطالب المواطنين بالإبلاغ فورا عن أي مصنع أو منتج يتشككون في جودته بصفة لأن الصحة العامة ليست مسؤولين رجال التموين وحدهم بل هي مسؤولية مشتركة مع جميع المواطنين، للحفاظ على صحة وسلامة المواطن السوهاجي.


مواضيع متعلقة