واعظات الأزهر في معرض الكتاب لأول مرة: تجربة جديدة جذبت نساء العالم

كتب: دينا عبدالخالق

واعظات الأزهر في معرض الكتاب لأول مرة: تجربة جديدة جذبت نساء العالم

واعظات الأزهر في معرض الكتاب لأول مرة: تجربة جديدة جذبت نساء العالم

رغم أصوات الزوار العالية والندوة والأنشطة المتعددة بجناح الأزهر الشريف في صالة 4 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ51، ساد الهدوء والروحانيات داخل أحد أركانه المخصصة للفتوى التي تعج بالمواطنين، بينما تلفت الأنظار وجود مفتيات داخله يجاورن الشيوخ ليجبن على أسئلة النساء في شتى مجالات الحياة.

الواعظات.. هن أحد الفعاليات الحديثة بجناح الأزهر الشريف في معرض الكتاب هذا العام، ففي العام الماضي كانت تتواجد مفتية واحدة به، بينما حاليا خُصص ركنا لهن بدوامين في اليوم، للرد على أسئلتهم واستفساراتهم بالأمور الشرعية المختلفة، في إطار توجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بالاستعانة بواعظات أزهريات لتحقيق التواصل الأمثل مع الجمهور، وخاصة السيدات، للتعريف بأمور الدين، وفقا للدكتور محمد الورداني، مسؤول لجنة الإعلام بالأزهر.

 

الورداني: الأزهر بصدد تخصيص ركن فتاوى إلكترونية "للنساء" فقط

وأضاف الورداني، لـ"الوطن"، أنّ جناح الأزهر الشريف هذا العام يحتضن العديد من الفعاليات الحديثة، على رأسهم المفتيات، إذ يتولين الإجابة على الأسئلة المتعلقة بفقه النساء بعد اختيار أنجب الواعظات بالأزهر، وخصص يوما لقضايا المرأة، إضافة للتوسع في أنشطة الأطفال والإصدارات العلمية والاجتماعية.

وتابع أنّ لجنة الفتوى الإلكترونية بصدد تخصيص ركن للفتاوى النسائية عبر موقعها الرسمي، بعد نجاح تلك التجربة، خاصة بعد تلقي نحو 120 ألف فتوى إلكترونية حتى الآن، بمعدل 100 واحدة في اليوم، والذين يتم الرد عليهم بأسرع وقت في سرية تامة.

الواعظة إلهام: نفصل بين مشاعرنا كنساء والفتاوى.. والمعرض أتاح لنا فرصة لقاء سيدات من كل دول العالم

إلهام الحسيني، إحدى واعظات الأزهر الشريف في دوامه المسائي بالمعرض، حرصت على تدوين الأسئلة المطروحة عليها لتوثيق الفتوى لديها، إذ تعتبر أنّ إتاحة ذلك الأمر هو فرصة كبيرة لها وتمكين المفتيات بذلك المجال.

خضعت الواعظات لدورات وبرامج مكثفة، تحت إشراف الدكتورة إلهام شاهين أمين عام مساعد لمجمع البحوث الدراسات الإسلامية، وعلى يد كبار علماء وأساتذة الأزهر، تنوعت بين الفقة المعاصر وصناعة المفتية ثم الإلقاء ونهاية بالإفتاء، قبل الانتقال للتطبيق العملي لتلبية حاجة المواطنين، قبل أن يخضعن لاختبارات عدة أخرى لاختيارهن تمثيل الأزهر بمعرض الكتاب.

درست الواعظة إلهام الأمور المتعلقة بالمرأة، لتزداد قناعتها بأنّ الأزهر مؤسسة تدعو لتعددية المذاهب واحترام الرأي والرأي الآخر، وعدم فرض مذهب معين على الشخص، إضافة إلى أنّ الإفتاء أمر غاية في الحساسية، يجب إصداره من قبل شخص ذو علم كبير لعدم الإضرار بنفسه أو غيره أو تحمله لإثم كبير.

الفصل بين المشاعر والفتوى، أحد الأمور المهمة والصعبة بالعمل لدى إلهام، قائلة: "اتعلمنا كمان الفصل بين مشاعرنا كنساء وإصدارنا الفتاوى تماما، بس بنحاول نساعدهن بأننا نوجهن لله سبحانه وتعالى أكثر ونوصيهن بالصبر ونستعين برموز من الدين زي السيدة آسيه زوجة فرعون"، لذلك لمست راحة كبيرة بين النساء في الحوار مع المفتيات لسهولة الحديث معهن أكثر عن الرجال في العديد من الأمور الخاصة.

وأبدت المفتية سعادتها الشديدة بالتواجد في معرض الكتاب لأول مرة، من خلال مبادرة الإمام الأكبر لتمكين الواعظات من الدخول في مجال الإفتاء، إذ تجده دعم ومساندة بالغة لدور المرأة بالمجتمع، كما أعربت عن سعادتها بإقبال نساء من مختلف الجنسيات عليهم للفتاوى، مضيفة: "هنا في المعرض قابلنا سيدات من جميع بلدان العالم، زي ماليزيا وإندونيسا والسنغال وليبيا والسودان، وبنجاوبهم ونريح قلبهم، وده أظهرلنا ثقتهم فينا وفي الأزهر الذي يعتبر أكبر مؤسسة إسلامية بالعالم".

الواعظة أسماء: خضعنا لاختبارات عديدة قبل مشاركتنا بالمعرض.. وأحكام الطلاق أبرز الفتاوى

شاركتها بالسعادة والفخر ذاته، زميلتها بالعمل الواعظة أسماء عوض الله، التي تجد وجودها خلال أيام المعرض هو تجربة جديدة ومتميزة لهن، احتاجت فترة طويلة ومكثفة من التدريب على يد نخبة من علماء الأزهر، شملت شق عملي وآخر تطبيقي في أرض الواقع، تلقين خلالها أسئلة من المواطنين بلجنة الفتوى في الأزهر وردوا عليها تحت إشراف كبار المفتين، قبل اختيارهن لذلك الأمر عقب عدة اختبارات.

وعن أكثر الأسئلة التي تلقتها الواعظات خلال الأيام الأولى من المعرض، قالت المفتية أسماء إنّ الإقبال كان أكبر على السؤال بشأن الطلاق والميراث والزي الإسلامي والجمع بين صيام أيام الفرض والسنة، وارتداء الكعب العالي والبنطلون، ونمص الحواجب، موضحة أنّهن يتولين الأسئلة الخاصة بالمرأة فقط، فيما خصص شيوخ لمختلف مجالات الحياة من المعاملات البنكية والإلحاد والأمور المجتمعية الأخرى بركن الفتاوى.

 

بعد حصولها على فتوى.. إيمان: الواعظات ريحوا قلبي وأسهل من الكلام مع الشيوخ

"الموضوع مريح جدا عن إنك تتكلم مع شيخ، المفتيات بالهم طويل ومفيش إحراج".. هكذا ترى إيمان محمد، 35 عاما، أحد زوار معرض القاهرة للكتاب، وجود الواعظات في ركن الأزهر، إذ إنّها فور معرفتها بوجودهن حرصت على زيارتهن للحصول على فتوى لها في أحد الأمور الخاصة، ليريح رأيهن قلبها بشدة، فضلا عن حسن استقبالهن لها بابتسامة رقيقة والحديث بأسانيد دينية معها.

وتجد الأم الأربعينية أنّ وجود الواعظات أمر رائع بشدة في المعرض، إذ سهّل على الكثير من النساء الحديث في الأمور الخاصة، وأكثر قربا لهن، وراحة عن الحديث مع الشيوخ الرجال، لذلك تتمنى تكرار التجربة في أماكن أخرى كالمترو، كون السيدات يحتاجن للآراء الدينية باستمرار في الأمور الحياتية.


مواضيع متعلقة