عشرة أسباب للصراع على ليبيا
لماذا كل هذا الصراع الإقليمى والدولى على ليبيا؟
يمكن كتابة مجلدات للإجابة عن هذا الموضوع، ولكن يمكن اختصارها فى الأسباب الجوهرية التى تعطى ليبيا هذه القيمة الاستراتيجية:
1- موقع ليبيا:
تقع فى شمال أفريقيا، يحدها البحر المتوسط من الشمال، ومصر شرقاً، والسودان فى الجنوب الشرقى، وتشاد والنيجر فى الجنوب، والجزائر وتونس فى الغرب، وهى رابع دولة أفريقية فى حجم المساحة، ورقم 17 فى المساحة عالمياً.
2- دول الجوار:
الساحل الليبى هو نقطة الجذب الأساسية للغزاة على مر التاريخ، فمنذ العصر البرونزى أقام فيه «الفينيقيون» مراكز تجارية، واهتم بها الحكام الفرس والمصريون والإغريق والإسبان والإيطاليون.
كل هؤلاء كانوا يرون فى الموقع الليبى الممتد برياً وبحرياً مركز تهديد لأمن شمال أفريقيا وجنوبها، ودول الساحل الأفريقى وجنوب أوروبا.
3- ثروات النفط والغاز:
ليبيا لديها احتياطى نفط بلغ 41 مليار برميل، وتنتج، قبل إيقاف الضخ، 2 مليون برميل يومياً.
وتعد سواحلها -حتى الآن- باحتياطى غاز لا يقل عن 2 تريليون أمام سواحلها الممتدة على ساحل المتوسط.
4- النفط الليبى من النوع الجيد، تكلفة البرميل فيه أقل من دولار أمريكى واحد، يسهل تصديره من منصات الجنوب والشمال بسهولة، وقريب من كبار المستهلكين فى جنوب ووسط أوروبا.
5- هناك ثروات من نقد وذهب غير معلومة من زمن نظام حكم معمر القذافى لا أحد يعلم مكانها بالضبط، لكن يدرك أنها سوف تظهر ويتم استعادتها، تقدر بـ350 مليار دولار على الأقل.
يضاف لذلك احتياطى الصندوق السيادى الليبى «يقدر بقرابة 90 مليار دولار» الذى يمكن أن ينتعش، فى حال الاستقرار السياسى والأمنى، إذا بدأت عوائد النفط واستكشاف الغاز الجديد تدر مداخيلها.
6- يوجد فى ليبيا الآن، لحظة كتابة هذه السطور، أكثر من 700 ألف مهاجر غير شرعى يرغبون فى الإبحار إلى أوروبا عبر السواحل الليبية.
هؤلاء يحتجزون داخل الأراضى الليبية بمطلب أوروبى دولى، لأن فى إبحارهم إلى هذه الدول سوف تحدث هزات وكوارث أمنية ومتاعب سياسية فى ظل اقتصاد أوروبى مأزوم، وفى زمن سياسى تتولى فيه قوى اليمين الأوروبى مقاليد السلطة ولديها ذلك العداء الفكرى والعنصرى ضد المهاجرين.
7- تضم ليبيا بداخلها وعلى أراضيها 2 مليون قطعة سلاح غير شرعى، وما لا يقل عن مائة ألف إرهابى محلى من القبائل ومدن التطرف الليبية ومن المجرمين الجنائيين السابقين.
يعتمد الحكم الموالى لتركيا «جبهة الوفاق» على خمس ميليشيات يتم الإنفاق عليها من عوائد النفط الموجودة فى البنك المركزى الليبى الواقع تحت سيطرة حكومة «طرابلس».
8- الوجود فى المصالح الإقليمية والدولية يضم كلاً من: تركيا، قطر، إيطاليا، فرنسا، مصر، الإمارات، السعودية.
9- روسيا والولايات المتحدة لديهما اهتمام كبير بمستقبل ليبيا، لذلك تسعى كل من شركتى «نوفايفك» الروسية للنفط والغاز و«إكسون موبيل» الأمريكية لمزاحمة «توتال» الفرنسية و«إينى» الإيطالية فى كعكة الامتيازات والاستكشافات.
10- منظمات الإرهاب التكفيرى المقاتلة مثل «داعش، جبهة النصرة، القاعدة، الإخوان المسلمين، لواء السلطان مراد، المدعوم والمدرب والمسلح من تركيا».
وتضم أيضاً ليبيا على أراضيها حوالى 1500 تكفيرى مرتزق سورى، وأكثر من خمسة آلاف سودانى من الجنجاويد ومثلهم مرتزقة من النيجر وتشاد.
كل ذلك يتم بدعم وتدريب وتسليح كافة القوى المحلية والإقليمية والدولية ذات الصلة.
ذلك كله يجعل من ليبيا مزيجاً ما بين كنز استراتيجى وكارثة محتملة للأطراف المتداخلة.