بدون احتفالات.. محافظة البحر الأحمر تحيي ذكرى الانتصار بمعركة شدوان

بدون احتفالات.. محافظة البحر الأحمر تحيي ذكرى الانتصار بمعركة شدوان
تحتفل محافظة البحر الأحمر بعيدها القومي، والذي يواكب ذكرى معركة شدوان المجيدة في 22 يناير عام 1970، والتي شهدت ملحمة المواطنين مع القوات المسلحة في صد العدوان الإسرائيلي على الجزيرة، والتي تبعد عن الغردقة ما يقارب 35 كيلومترا، واتخذهتها المحافظة عيدا لها.
تعود أهمية جزيرة شدوان أنها ذات موقع استراتيجي يسمح لها بمراقبة الأنشطة البحرية في المدخل الجنوبي لخليج السويس، وتبلغ مساحتها 70 كيلومتراً، وعرضها 35 كيلومتراً، وطولها يقدر بـ 16 كيلومتراً.
وشارك الصيادين وأهالي الغردقة بالمعركة حيث تصدوا بالهجوم، وتحولت المعركة إلى ملحمة شعبية، وتعد من أهم العمليات للجيش الإسرائيلي خلال حرب الاستنزاف، وانتهت المعركة في 22 من يناير لعام 1970 بخسائر فادحة أصابت الجانب الإسرائيلي، والتي كانت سبباً رئيسياً في انسحابه من جزيرة شدوان.
وقال وصفي تمير، مؤرخ بالبحر الأحمر، إن معركة جزيرة شدوان تعد أهم مناسبة تاريخية ترتبط دائما بذكرى انتصارات أكتوبر، حيث أنها واحدة من معارك الاستنزاف التي أرهقت العدو الإسرائيلي وكبدته خسائر فادحة، مؤكدا أنه لا توجد مناسبة في تاريخ مدن البحرالأحمر أهم من تلك المناسبة.
وتتذكر بعض العائلات في الغردقة التي شارك أبناؤها في هذه المعركة، حيث روى سليمان غريب، أحد المواطنين الذين شاركوا في المعركة شدوان لـ"الوطن"، أن الجزيرة شهدت ملحمة شعبية، تقاسم فيها المواطنين مع جنود القوات المسلحة الصمود أمام قوات الاحتلال، وهاجمت قوات العدو الإسرائيلية الجزيرة جوا وبحرا، وهاجموا مساكن المدنيين، وكانت هناك مجموعة صغيرة من الصاعقة المصرية البحرية والبرية لحراسة الفنار الذي يقع جنوب الجزيرة.
وأضاف علي سليمان، أحد الصيادين في الغردقة، أن مهمة الصيادين الذين شاركوا في هذة المعركة كانت توصيل الذخائر والمؤن والأسلحة في مراكب الصيد من شاطئ الغردقة إلى جزيرة شدوان، واستمر القتال بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وأفراد الصاعقة المصرية الذين خاضوا المعركة ببسالة، وأحدثوا خسائر جسيمة بقوات العدو.
من جانبه قال اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، في تصريح صحفي لـ"الوطن" إن برنامج الاحتفالات اقتصر على وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول، وتكريم أسر الشهداء والمحاربين القدماء، وتكريم المحالين على المعاش، وإلغاء باقي البرنامج من عروض واحتفالات أخرى.
وأوضح "حنفي" أن سبب إلغاء احتفالات يرجع للتضامنهم مع أهالي الصيادين المفقودين، خاصة أن احتفالات العيد القومي تواكب ذكرى انتصارات معركة شدوان، والتي شهدت ملحمة الصيادين مع القوات المسلحة في صد العدوان الإسرائيلي على الجزيرة، مضيفاً مستمرين في البحث عن المفقودين الأربعة.
جدير بالذكر شهدت معركة شدوان المجيدة استبسال القوات المسلحة وتمكنت قوات الدفاع الجوي المصري من إسقاط طائرتين للعدو، والتي كانت تقذف المواطنين والجنود المصريين، وظل العدو يتقدم لاقتحام مواقع قوة الحراسة في جنوب الجزيرة، وكانوا يطلبون من القوة المصرية الاستسلام، وبالرغم من القصف الجوي العنيف إلا أن القوات المصرية رفضت الاستسلام وقاتلت ببسالة وشجاعة.
واستمر العدو في محاولاته للسيطرة على الجزيرة، ومنع الإمداد الذي يأتي للجنود المصريين من خلال البحر، لكنهم فشلوا رغم تفوقهم العددي والقصف الجوي العنيف والإمدادات الكثيرة التي كانت تأتي إليهم، وبعدها اضطرت القوات الإسرائيلية، التي تقدر بكتيبة كاملة من المظليين، للانسحاب من الأجزاء التى احتلتها من الجزيرة.