"بشعة" ومجالس عرفية وتقاليد صارمة.. هنا قبائل الإسماعيلية البدوية

كتب: هشام إسماعيل

"بشعة" ومجالس عرفية وتقاليد صارمة.. هنا قبائل الإسماعيلية البدوية

"بشعة" ومجالس عرفية وتقاليد صارمة.. هنا قبائل الإسماعيلية البدوية

مازالت القبائل البدوية والعائلات الريفية في قرى محافظة الإسماعيلية، تحتفظ بالعادات والتقاليد، في الأفراح والمآتم والاحتفالات، والزواج، والمهن، والعلاج، على الرغم من تعدد العائلات في القرى، وبعضهم يتفقون ويختلفون في العادات والتقاليد، بعض القبائل غيرت من عاداتها في تعليم النساء، وأصبحت بين مؤيد ومعارض.

"أبو شنب": نترك أبوابنا مفتوحة ليلا ونهارا 

وأكد كبار عائلة أبو شنب، وأبو تاري، وأبو حمودة، أقدم وأكبر عائلات قرية أبوصوير البلد، بمحافظة الإسماعيلية، أنهم توارثوا العادات منذ زمن بعيد عن أجدادهم، بعد الهجرة من المنوفية والغربية والشرقية، وهم يعتمدون في القرية، على زراعة الخضروات في فصل الشتاء، وتجارة المواشي في فصل الصيف.

وأوضح "أبو شنب" 60 عاما، أنهم يتركون أبواب المنازل مفتوحة ليلا ونهارا دون التعرض للسرقة، لعدم وجود غير أبناء العائلات المعروفة بالقرية، ويتميزون بعاداتهم الحميدة.

كبير "أبو تاري": نظامنا صارم ولا نتجه للشرطة في خلافاتنا

وأضاف محمد تاري 63 عاما، "أحنا أول عائلة بالقرية، ولو أخطأ أحد أفراد العائلة، لا نتجه إلى أقسام الشرطة، نحن لنا مجلس عرفي، ويجري الحكم على المخطئ أمام جميع العائلة، بالتبرع بمبلغ مالي كبير، أو فدان أرض من التي يمتلكها إلى أحد المساجد، أو لعدد من فقراء القرية".

ولفت إلى أنه لو تكرر الخطأ ثانية، يجري الحكم عليه بالطرد من القرية، وتبرئة العائلة منه، وإخطار جميع العائلات بالقرية بذلك الحكم، وعدم التعامل معه إطلاقا، وهذا هو قانون العائلة، منذ عدة سنوات، ولا يعترض عليه أحد أو يغيره، ويسري على الجميع.

وقال محمد حمودة 67 عاما، توافدنا من الصعيد بعد حرب أكتوبر 73، ولكن لنا قانون وعادات وتقاليد لا تتغير، حتى مع مرور الزمن، خاصة في الزواج، وهي تزوج الشاب فتاة من إحدى عائلات القرية، أو القرى المجاورة، وتكون من القطاع الريفي، وليست من المدينة، وتبدأ مراسم ليلة الزفاف، بتقديم وليمة العشاء، وعقد القرآن، وبعدها يستقل العريس والضيوف سيارات الربع نقل وليست الملاكي، إلى بيت العروس، في زفة يستهلها الرجال بالمزمار البلدي، وتزغرد النساء.

"العيايدة" يكتشفون السارق والمتهم ويظهرون الحقائق بـ"البشعة"

يقول عودة سويلم 54 عاما، من قبيلة العيايدة قرية سرابيوم دائرة مركز فايد، عادات وتقاليد القبيلة لا تتغير، وهي عدم زواج الفتاة من شاب في قبيلة أخرى، ولكن يجوز لشاب أن يتزوج من فتاة من قبيلة أخرى.

وتتميز القبيلة، بعدد من الذين يعملون في مجال البشعة العرفية، لإظهار الحقيقة أو المتهم أو السارق، ودائما يتوافد على القبيلة، عدد كبير من عائلات وأهالي المحافظات، لقبيلة العيايدة، لعمل لجلسة عرفية بينهم، في مشاكلهم، وتطبيق حكم القبيلة عليهم، وذلك بعد توقيعهم على إقرارات أن المخطئ سبدفع الحق والامتثال لحكم القبيلة، ويجري إخطار رجال الشرطة بذلك الحكم، بعد ذلك.

السواركة تتخلى عن عاداتها القديمة لتغير الزمن

وقال عيد سويلم 55 عاما، من قبيلة السواركة بقرية النصر القنطرة غرب، للقبيلة عادات وتقليد تختلف تماما عن باقي القبائل، ويجوز للفتاة فيها التزوج من شاب من قبيلة أخرى، وكذلك الشاب يتزوج من فتاة من إحدى العائلات أو القبائل أخرى، وذلك بسبب وصول عدد كبير من شباب القبيلة مناصب قيادية، واستكمال جميع مراحل التعليم.

وأضاف اكان لابد من تغير بعض قوانين القبيلة، وهي عادات الزواج، واستكمال الدراسة، خاصة النساء، وبناء المساكن الحديثة، والتنقل عن طريق السيارات وليس الإبل، معللا ذلك بأن الزمن تغير، مؤكدا أن أجداده كانوا يعملون في مجال تربية المواشي والأغنام والإبل، وتغير الحال، وأصبحنا نمتلك مساحات من مزارع أشجار المانجو فقط.


مواضيع متعلقة