الموسيقار علي إسماعيل "جندي الكواليس": جمع التراث الغنائي ووضع الألحان وقاد الأوركسترا

الموسيقار علي إسماعيل "جندي الكواليس": جمع التراث الغنائي ووضع الألحان وقاد الأوركسترا
- فرقة رضا
- راقصي فرقة رضا
- الفنون الشعبية
- راقصات فرقة رضا
- فرقة رضا
- راقصي فرقة رضا
- الفنون الشعبية
- راقصات فرقة رضا
«حلاوة شمسنا وخفة ضلنا.. الجو عندنا ربيع طول السنة.. الورد كله شجر ونخيل.. ونسيم بيهمس بينهم همس.. بيشربوا شهد من النيل.. ويستحموا بنور الشمس»، كلمات تعيد إلى الأذهان رقصات فرقة رضا للفنون الشعبية، التى قدمتها خلال أحداث فيلم «غرام فى الكرنك»، حيث خطفت الأضواء بقوة، وأصبحت محوره الأساسى برقصاتها الاستعراضية وألحانها الشعبية، وضمت الراقصة الأولى فريدة فهمى بعد الرحيل المفاجئ للفنانة نعيمة عاكف، إضافة إلى 13 عازفاً، أغلبهم يحملون مؤهلات عليا ومن خريجى الجامعات.
وتخطت الفرقة حدود الوطن نحو الدول العربية بسبب كلماتها الرنانة وموسيقاها المميزة، التى أبدع فى توزيع لحنها الموسيقار على إسماعيل، الذى يعد العمود الفقرى للفرقة بحسب الدكتور زين نصّار، أستاذ النقد الموسيقى بالمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون.
"نصار": الموسيقى اعتمدت على الروح الشعبية المصرية وطافوا بعروضهم جميع المحافظات
يقول «نصّار»، إنّ «مؤسسى فرقة رضا هما الأخوان محمود وعلى رضا، إضافة إلى الموسيقار العبقرى على إسماعيل، وعن كيفية تأليف الموسيقى وتوزيع الألحان، فيقول إنه فى البداية وقبل تأسيسها فى نهاية الخمسينات وتحديداً فى 1959، قام الأخوان بتأجير عدد من الكاميرات المستخدمة فى السينما وطافوا بها جميع محافظات الجمهورية بمختلف مدنها وقراها فى جولات ميدانية وقاموا بتسجيل احتفالات الأهالى هناك وكيفية رقصهم وغنائهم فى المواسم والمناسبات المختلفة، وصنفت الفرقة بحسب باحثين ومؤرخين بأنها أول مصدر قام بجمع وتوثيق التراث الشعبى من خلال الأغانى والرقصات التى قدمتها على مدار عقود، ويتابع الناقد الفنى أنه بعد عودة الأخوين إلى القاهرة قاما بمشاهدة جميع الفيديوهات وتصنيفها، ومن هنا بدأت الفرقة فى تأليف موسيقاها المتوافقة مع الروح المصرية الشعبية.
ويضيف «نصّار» أن على إسماعيل هو العقل المدبر واليد التى تنفذ و«الجندى» الذى يقف خلف توزيع جميع الألحان، بالإضافة لكونه قائد فرقة الأوركسترا لكل عروض الفرقة منذ تأسيسها حتى وفاته بشكل مفاجئ أثناء إجرائه بروفة مسرحية «كباريه» عام 1974، مشيراًَ إلى أن «إسماعيل» كان يقوم بتوزيع اللحن للملحن والمؤلف الموسيقى كمال الطويل، ويقول «نصّار» إنه بعد وفاة على إسماعيل تولى القيادة الموسيقية للفرقة عدد من الموسيقيين الذين استندوا لفترة ليست بالقصيرة إلى ألحانه، ويضيف: «الموت المفاجئ وغير المتوقع لعلى إسماعيل عمل حالة ارتباك شديدة فى الفرقة، ولهذا السبب استمرت الفرقة فى الاستعانة لفترة كبيرة بألحانه لحد ما بدأوا شوية بشوية يدخلوا ألحان جديدة بكلمات مختلفة للفرقة ودى حاجة مأثرتش أوى على المشاهد ويمكن ما لاحظهاش عشان التغيير مكنش بشكل مفاجئ».
"الوسيمى": الفرقة اعتمدت فى تأليفها على 3 طرق
ويقول المايسترو منير الوسيمى، قائد سابق لأوركسترا فرقة رضا، إن الفرقة كانت تعتمد على ثلاثة طرق لتأليف موسيقاها الخاصة، ويوضح: «الطريقة الأولى بتكون عن طريق مشاهدة الرقصة والموسيقار يألف المزيكا بناء عليها، والطريقة التانية كانت بتعتمد على إن محمود رضا مؤسس الفرقة كان بيسمع الموسيقى بعد ما تتألف وبعدين يصمم عليها رقصة، أما الطريقة الثالثة والأخيرة كانت عبارة عن تلاقى وتوافق بين مؤلف الموسيقى وبين مصمم الرقصات، وده اللى كان بيحصل فى أغلب الأغانى والرقصات للفرقة». ويتابع «الوسيمى» أن فرقة رضا قدمت العديد من الأغانى التراثية الشعبية، كما أن المؤلف الموسيقى كان يعتمد بشكل أساسى ومباشر على الجمل الموسيقية الشعبية التى تعلق فى أذهان الناس، مثل كلمات أغنية «الأقصر بلدنا بلد سواح»، حيث تتجلى المعانى فى تلك الأغنية على تفاخر السكان بمدينتهم وتراثها وآثارها التى تجذب الجميع للاستمتاع بها.
ويقول قائد الأوركسترا السابق إنه عمل على تأليف أوبريت حمل عنوان «قلب فى الروبابيكيا»، ولقى نجاحاً كبيراً واستمر العرض لفترة طويلة، ويضيف أنّه يمكن تطوير الموسيقى عبر النغمات الشعبية الأصيلة لتصبح من الموسيقى المتداولة والمشهورة. وأشار إلى أن الفرقة لها شخصيتها المستقلة، ويقول: «رغم وفاة الموسيقار الكبير على إسماعيل الأب الروحى للفرقة فإنها فضلت محافظة على مستواها ومشيت على نفس الخط اللى رسمه إسماعيل ومن بعده الموسيقار حسين فوزى وفؤاد عبدالمجيد اللى ميّز الفرقة بعمل الموشحات واللى كان لون جديد بالنسبة للفرقة إلاّ إنه كان ليه نجاح كبير».