3 أفلام رصيد "فرقة رضا" على "الشاشة الكبيرة".. دروس في الحرية والرقي ومحبة البشر والحضارة

3 أفلام رصيد "فرقة رضا" على "الشاشة الكبيرة".. دروس في الحرية والرقي ومحبة البشر والحضارة
عاشت «زينب» وحيدة بعد أن التحق شقيقها حسين بالجامعة، ولكنها سرعان ما تخلصت من وحدتها بعد أن وقعت فى قصة حب دق له القلب، حين تعرفت على أحمد صديق أخيها الذى أتى إلى عزبتها بصحبة زملائه للتدريب على استعراض راقص سيشتركون به فى المسابقة السنوية للجامعات.
هكذا جاءت المعالجة السينمائية لأحداث الفيلم الأول الذى تشارك فيه «فرقة رضا»، حديثة التأسيس حينها، «إجازة نصف السنة»، الفيلم يعد الأول من نوعه كما تقول الناقدة ماجدة خيرالله، وتؤكد أنه لا يجوز بأى شكل من الأشكال اعتبار أن هناك أفلاماً أخرى استعراضية غير الأفلام التى قدمتها فرقة رضا: «فى تاريخ السينما المصرية مفيش غير ٣ أفلام بس يطلق عليها لقب استعراضية، وهى إجازة نصف السنة، وغرام فى الكرنك، وحرامى الورقة، باقى الأفلام يطلق عليها أفلام راقصات، لأن بيكون الاعتماد فيها على مطرب بيجيب معاه راقصة وغالباً بتكون على المسرح، ويمكن استبعاد تلك الراقصة والإبقاء على المطرب».
"خيرالله": هذه الأفلام هى الوحيدة التى يطلق عليها استعراضية
وعن بدايات الفرقة مع السينما، تقول «خيرالله»: «فرقة رضا بتعمل رقص شعبى استعراضى ودى فكرة جديدة، لأن وقتها ماكانش حد يعرف غير الرقص الشرقى وبس، فبنلاقى فيلم إجازة نصف السنة، كل الرقصات اللى بتتعمل فيه بتكون فى الحقول»، وعن فكرة الفيلم تقول «خيرالله» إنها تعتمد على إبراز فرقة من الشباب يستعدون لإحدى المسابقات من خلال إجراء بروفات فى الحقول: «معظم الاستعراضات التى اتعملت فى الفيلم كانت على الأرض، وقتها ده كان نوع جديد من الفن اللى قدر يجذب أكبر عدد من الناس له، لأن الغالب كان الرقص على خشبة المسرح»، وعن الفيلم الثانى الذى شاركت فيه فرقة رضا تقول: «تانى فيلم ويعتبر الأخير، لأن فيلم حرامى الورقة لم يكن للفرقة دور محورى فيه، هو فيلم غرام فى الكرنك، وهنا بنلاقى استعراض الشارع الراقص، وده شىء مستحدث، لأن فكرة الاستعانة بالحنطور فى الرقص كانت جديدة، أغلب الفنانين غنوا أثناء ركوب الحنطور، لكن فرقة رضا قررت تخرج عن المألوف وقتها، وتعمل استعراض راقص فى الشارع بجوار الحنطور وهو ماشى، وخرج لنا أحد أهم الاستعراضات فى تاريخ الفرقة وهو «الأقصر بلدنا»، وتتابع: «فيه مشهد فى الفيلم الفرقة بتعمل مسرح بنفسها، وهنا بنلاقى إن تكوين الفيلم نفسه اعتمد على الرقصات، لذلك بنلاقى إن الرقصات فى أفلام فرقة رضا من نسيج العمل، يعنى لا يمكن استبعادها، وده اللى نجح فيه محمود رضا بشكل كبير، إنه خلى الرقص شىء محورى فى الفيلم لا يمكن فصله أو الاستغناء عنه».
وعن فيلم «حرامى الورقة» تقول «خيرالله» إن هذا الفيلم شهد حدوث بعض التغيرات التى أثرت بشكل كبير على بنائه الفنى، حيث كانت الفرقة تشارك فقط فى الرقص ولم يكن لها دور فى نسيج الفيلم، فكان محمود رضا يشارك البطوله مع نجلاء فتحى: «بدأ معاه دور الفرقة يقل، لأن محمود شارك فى البطولة بدون فرقته، وهنا كانت بداية هبوط الفرقة». تؤكد «ماجدة» أن تجربة «رضا» ليس لها مثيل، حيث إنه ولأول مرة تكون فى مصر فرقة مكونة من هذا العدد الكبير واستطاعت أن تجمع بين التراث الشعبى والحداثة الأوروبية والطابع الفنى المميز: «كانوا بيعملوا موسيقى خاصة بيهم تلائم طبيعة الرقصات، لكن وفاة الموسيقار على إسماعيل، قلب الفرقة النابض اللى كانوا بيعتمدوا عليه فى موسيقى الرقصات، أثرت بشكل كبير فى الفرقة واهتز نجاحها، وعملوا تواشيح مش من التراث الشعبى، حققت نجاحاً بالفعل لكن الفرقة متعملتش علشان تقول تواشيح»، وفى سبيل الإصلاح ومواكبة مرحلة التواشيح استعانوا بالمطربين عمر فتحى وفؤاد عبدالجليل، فبعد أن كان «العزبى» مطرب الفرقة الأوحد، كان لا بد للفرقة أن تغير من أسلوب الغناء: «بعد الجيل الأول مبقاش فيه أجيال أخرى لها القدرة على جذب المشاهد، والاهتمام الأكبر بقى بالمادة، وكل ما راقصة تلمع شوية تمشى بسبب قلة الأجر، فنقدر نقول إن الجيل الأول هو صاحب الفضل فى التأسيس وفى الوجود حتى الآن، لأن الفرقة لسه موجودة على سمعة على ومحمود رضا وفريدة فهمى وحسن عفيفى».
"قاسم": تحولت إلى مجموعة من الموظفين ينتظرون العلاوات والترقيات
ويقول محمود قاسم، الناقد الفنى، إن من أسباب نجاح فرقة رضا وجود من آمنوا بالفكرة حين عرضها على وشقيقه محمود رضا، فكان حسن فهمى بمثابة الأب الروحى للفرقة وأحد أهم الداعمين لها: «بالفعل نجحوا فى إنشاء الفرقة فى الخمسينات، وقدروا بفرقتهم الجديدة إنهم يخرجوا من الاستعراض فى أماكن مغلقة إلى الاستعراض فى وسط الطبيعة، فى وقت كانت السينما المصرية بتعتمد على الرقص الشرقى فقط، لكن الفرقة بفضل محمود رضا الرشيق، قدرت تكسب حب الناس وتمثل حالة فنية جديدة، اعتمدت على الشكل الجماعى»، ويتابع: «فيلم حرامى الورقة مع نجلاء فتحى كان بمثابة نهاية فنية للفرقة، لأن بطل الفيلم كان محمود رضا، لكن فى الأفلام التى سبقت الفيلم ده، كان الفيلم نفسه بيعتمد على الفرقة كبطل أساسى ومحورى فى القصة»، ويشير الناقد الفنى إلى أن عامل السن أدى إلى ابتعاد محمود رضا المؤسس عنها، وتوجه على رضا إلى الإخراج، وما تبقى من عائلة «رضا» كانت شيرين رضا: «محدش عرفها غير لما تخطت حاجز الـ٤٠ سنة»، فتحولت الفرقة إلى فرقة موظفين ينتظرون العلاوات والترقيات، وابتعدوا بعد اعتزال الجيل الأول عن التجديد وإدخال أنواع جديدة من الاستعراضات».