حكاية "بلوتو".. كوكب أصغر من روسيا وسمته طفلة بـ5 جنيهات إسترليني

حكاية "بلوتو".. كوكب أصغر من روسيا وسمته طفلة بـ5 جنيهات إسترليني
يحفظ التلاميذ والطلاب أسماء كواكب المجموعة الشمسية عن ظهر قلب، إذ يتم تدريسها في المراحل التعليمية المختلفة، ومن الكواكب الأكثر حفظا ومعرفة "كوكب بلوتو" كونه آخر محطة في مجموعة الكواكب، وقد لا يعرف كثيرون أنه تم التراجع عن اعتباره كوكب نظرا لصغر حجمه لدرجة أنه لم يكمل دورته حول الشمس حتى الآن، كما أن دولة مثل روسيا أكبر مساحة منه، وكانت طفلة هي من أطلقت عليه الاسم بعد اكتشافه وحصلت على مكافأة بقيمة 5 جنيهات استرليني.
وبلوتو كوكب قزم اكتشفه العالم الفلكي كلايد تومبو في مثل هذا اليوم 21 يناير عام 1930 وكان يعتبر في الأصل أصغر كواكب المجموعة الشمسية التسعة، ولهُ خمسة أقمار، أكبرهم قمر شارون وحجمه يبلغ ثلثي حجم بلوتو تقريبا، وهو تاسع أكبر جرم معروف يدور حول الشمس مباشرة، ويتكون بلوتو في المقام الأول من الجليد والصخور، وهو صغير نسبيا حيث يمثل حوالي سدس كتلة القمر وثلث حجمه، وتبلغ متوسط درجة حرارته –234 درجة مئوية وجوّه مكوّن من غازي الميثان والنيتروجين.
ضوء الشمس يستغرق حوالي 5.5 ساعة للوصول إلى بلوتو، وجاذبية سطحه 0.658 م / ث 2، أي بمعنى لو فرضنا بأنك فوق سطح بلوتو ووزنك فوق سطح الأرض 700 نيوتن فسيكون وزنك 40 نيوتن، وحجم بلوتو أصغر من حجم سبعة أقمار في المجموعة الشمسية، ومن شدة صغرهِ لا يعتبرهُ الكثير من علماء الفلك من الكواكب بل حاول البعض اعتباره تابعا لكوكب نبتون، حيث إن دولة روسيا مساحتها أكبر من مساحته.
ساعدت صورة التقطت في 21 يناير 1930 في تأكيد حركة الكوكب وبعد أن حصل المرصد على مزيد من الصور التأكيدية، أرسل خبر اكتشافه إلى مرصد كلية هارفارد في 13 مارس 1930، ويبلغ مقدار سنة بلوتو الواحدة 247.68 سنة ولهذا لم يكمل بلوتو مدارًا كاملًا حول الشمس منذ اكتشافه.
كان خبر اكتشافه هو العنوان الرئيس للصحف حول العالم، حيث كان لمرصد لويل الحق في تسمية الكائن الجديد، وقد تلقى أكثر من 1000 اقتراح من جميع أنحاء العالم، تتراوح من أطلس إلى زيمال، حث تومبو سليفير على اقتراح اسم للكائن الجديد بسرعة قبل أن يفعله شخص آخر، واسم بلوتو، اقترحتهُ الطفلة فينيشو بورني (1918-2009)، وهي تلميذة تبلغ من العمر أحد عشر عامًا في أكسفورد بإنجلترا والتي أصبحت معلمة فيما بعد، وكانت مهتمة بالأساطير الكلاسيكية، اقترحت ذلك في محادثة مع جدها فالكونر مادان، أمين مكتبة سابق في مكتبة بودليان بجامعة أكسفورد، والذي نقل الاسم إلى أستاذ علم الفلك هربرت هول تيرنر، الذي أوصلهُ إلى زملائه في الولايات المتحدة.
وقد سُمح لكل عضو في مرصد لويل بالتصويت على قائمة مختصرة من ثلاثة أسماء وهم "مينيرفا الذي كان بالفعل اسمًا لكويكب، وكرونوس الذي فقد سمعته من خلال اقتراحه من قبل عالم الفلك توماس جيفرسون، ثم بلوتو، وتلقى بلوتو جميع الأصوات، وأعلن عن الاسم في 1 مايو 1930. وبعد الإعلان، منحت الطفلة فينتيا بورني 5 جنيهات إسترلينية، أي ما يعادل 300 جنيه إسترليني، أو 450 دولارا أمريكيا في عام 2014، كمكافأة.
وشكك الكثيرون فيما إذا كان ينبغي النظر إلى بلوتو مع بقية الأجسام المحيطة به أم منفصلا عنها، حيث أثار مديرو المتاحف والقبة السماوية أحيانًا جدلاً من خلال حذف بلوتو من النماذج الكوكبية للنظام الشمسي، وأعيد فتح القبة السماوية في شهر فبراير عام 2000، وبعد التجديد مع نموذج من ثمانية كواكب فقط، والذي تصدر عناوين الصحف عام 2001، نظرًا لاكتشاف كائنات متزايدة بشكل أكبر من بلوتو في المنطقة، قيل إنه ينبغي إعادة تصنيف بلوتو كأحد كائنات حزام كويبر.
في 29 يوليو 2005، أعلن علماء الفلك في معهد كاليفورنيا للتقنية عن اكتشاف جرم وراء نبتوني، وهو إريس، الذي كان أكبر بكثير من بلوتو وأكبر جسما منهُ واكتُشف في النظام الشمسي، أطلق عليهِ مكتشفوه والصحافة في البداية اسم الكوكب العاشر، على الرغم من عدم وجود إجماع رسمي في ذلك الوقت على ما إذا كان يطلق عليهِ كوكب، واعتبر آخرون في المجتمع الفلكي بأن هذا الاكتشاف أقوى حجة لإعادة تصنيف بلوتو ككوكب ثانوي.