رئيس المؤتمر الوطني: الاستعمار العثماني أسوأ مرحلة في تاريخنا.. والأتراك وراء مذبحة "الجوازي"

كتب: بهاء الدين عياد

رئيس المؤتمر الوطني: الاستعمار العثماني أسوأ مرحلة في تاريخنا.. والأتراك وراء مذبحة "الجوازي"

رئيس المؤتمر الوطني: الاستعمار العثماني أسوأ مرحلة في تاريخنا.. والأتراك وراء مذبحة "الجوازي"

قال الدكتور محمد عبدالسلام العبانى، رئيس المؤتمر الوطنى الليبى، إن بلاده مرت بمراحل تاريخية متعددة، لكن القاسم المشترك بينها أن الفترات التاريخية السوداء فى التاريخ الليبى ارتبطت بالدور التركى المدمر، بداية من التاريخ العثمانى وجرائمه وامتداداً إلى مساعى العثمانية الجديدة بعد سقوط نظام القذافى.

ما أبرز محطات التاريخ الليبى الحديث؟

- خلال التاريخ الحديث كانت ليبيا تحت الاحتلال العثمانى والإيطالى، ومن بعده حكم الليبيون أنفسهم، والملك إدريس السنوسى كان موجوداً فى ظل الاحتلال الإيطالى، وهو أيضاً أول حاكم لليبيا بعد الاستقلال عن إيطاليا وقوات الحلفاء، فالفترة الملكية كانت موجودة بالتزامن مع الاحتلال الإيطالى، إلى أن تم طرد القواعد الأمريكية وبقايا الإيطاليين والبريطانيين فى عام 1969، وخلال المرحلة الملكية كانت ليبيا مقسمة إلى 3 مناطق برقة وفزان وطرابلس، واستطاع الملك إدريس توحيدها والاعتراف بها واستقلال ليبيا فى الخمسينات. ومع بداية وجود حكم القذافى ظلت القواعد الأمريكية فى ليبيا إلى أن تم طردها وكان الليبيون يفتخرون بذلك كثيراً، ولكن حسب ما يُروى كان هناك اتفاق مع الملك إدريس على الخروج ولكن لم يكن أمراً موثقاً.

ماذا عن مرحلة حكم القذافى فى تاريخ ليبيا؟

كان الليبيون قد تخلصوا من الاستعمار ونالوا حريتهم بعد الظلم الذى عاشه الشعب خلال الاحتلال، وكانوا يشعرون بقيمة بلادهم وأنفسهم، ولكن أبرز مساوئ حكم القذافى أن الليبيين تم حرمانهم من الثروة، وكان هناك جمود فى توزيع الثروة الليبية، فالقذافى اهتم بالشأن العربى والأفريقى ولم يهتم بالشأن الداخلى بنفس القدر من الاهتمام بأفريقيا والمحيط العربى.

ماذا عن الفترة الراهنة مقارنة بالعقود التى سبقتها؟

- الفترة التى تعيشها ليبيا حالياً فترة سوداء فى تاريخها، وأسوأ فترة مرت على ليبيا على الإطلاق، بل أسوأ من فترة تقسيم البلد واحتلاله، على الأقل كان الليبيون متوحدين فى كلمتهم ضد «الطليان»، وقد أثبتت التجربة أنه لا توجد ثورة بدون دراسة وقيادة، فهى كانت ثورة عفوية بدون قيادات واضحة أو معروفة، وفى كل ثورات العالم كان هناك قادة مناضلون معروفون يوجهون العمل السياسى وتقوم الثورة على أكتفاهم ويحكمون باسمها، ولكن الربيع العربى كان مؤامرة على العرب وجعلهم فى حالة فوضى. ولم يكن أحد يتوقع أن يحدث ما حدث فى ليبيا خلال العقود التى مرت بها، وبعد سنوات حكم القذافى وسيطرته على الأمور وجدنا أنه لا توجد نخبة قادرة على الخروج بليبيا إلى بر الأمان، وبدأ المتطرفون يحكمون، وربما يصلون بنا إلى تقسيم البلاد مجدداً.

إلى أى حضارة تنتمى ليبيا؟

- ليبيا كانت واقعة ضمن الدوائر الحضارية اليونانية والرومانية والبيزنطية والإغريقية والفينيقية، وعاشت حضارة عريقة وعظيمة عبر تاريخها المجيد، تمثلت فى الحضارة الليبية القديمة المعروفة بالحضارة الجرمنتية الكبرى. وليبيا وقعت خلال تاريخها الحديث تحت الاستعمار الإيطالى منذ 1911، وقبله العثمانى الذى سلمها للإيطاليين، وتراجعت مسيرة ليبيا خلال هذه الحقبة السوداء، وظلت متأثرة بالحضارة الرومانية والفينيقية وتنتمى إلى الحضارة العربية الإسلامية، ويمكن القول إنه تم إحياء الدولة الليبية بعد الاستقلال خلال الستين سنة الماضية.

محمد العبانى: تركيا أكثر طرف تضررت منه ليبيا.. والربيع العربى كان مؤامرة على العرب

هل التاريخ العثمانى فى ليبيا يمثل احتلالاً استعمارياً كإيطاليا؟

- أسوأ استعمار مر على ليبيا هو العثمانى، وقد كان احتلالاً بغيضاً ولم يكن يشغله إعمار ليبيا أو استعمارها بالمعنى الحرفى للكلمة، لأنه فرض شروطاً على الليبيين ولم يكن ينظر إلى التجارة أو الإعمار ولكن ينظر إلى السلطة والمال، وقتل عدداً كبيراً من الليبيين فى عدة مذابح مثل «الجوازى» فى المنطقة الشرقية التى قُتل خلالها شيوخ القبائل بلا أى ذنب، ولم يفعل الاستعمار الإيطالى كما فعل العثمانيون، بل إن الإيطاليين كانوا يهتمون بالزراعة فى ليبيا، فيما لم يهتم العثمانيون سوى بالسلطة فقط.


مواضيع متعلقة