عائلة "الجوازي": دمنا أصبح مستباحا بسبب "القذافي"

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

عائلة "الجوازي": دمنا أصبح مستباحا بسبب "القذافي"

عائلة "الجوازي": دمنا أصبح مستباحا بسبب "القذافي"

لم ينسَ يوماً رب الأسرة بلدته القريبة من طرابلس رغم أنه جاء مرغماً إلى مصر فى أعقاب الثورة الليبية، بعد أن أصبح دم قبيلته مستباحاً لإعلانها تأييد القذافى ورفضها كل ما يفعله الإخوان ومن على شاكلتهم فى ليبيا، واعتبر أن الوطن لم يبخل عليهم يوماً، ومنحهم حق الحياة والمواطنة، عاشوا فى كنفه سنوات طويلة، حتى ذاقوا مرارة الفراق عنه، وأصبحوا فى حال يرثى له، متفرقين فى أنحاء مصر التى يقولون عنها إنها مهد الحضارات وحاضنة الشعوب العربية فى وقت النكبات، ولم تبخل يوماً عليهم منذ قدومهم إليها.

سيف بوحدوت الجوازى، ٥٧ سنة، منسق القبائل العربية بالمنيا، ورب أسرة صغيرة، مكونة من ٧ أفراد بخلاف زوجته، يعيشون جميعاً فى محافظة المنيا، فى حياة تقترب من النعيم بعد أن احتضنتهم مصر، ولم يشعروا يوماً بغربة بين أبنائها، رحلة رب عائلة الجوازى لا تختلف كثيراً عن إخوانه الليبيين بعد أن عم الخراب كل الديار وهدد الأمان وضرب الاستقرار، فكان عليهم الرحيل للبحث عن وطن جديد يعيشون فيه بسلام.

"بوحدوت": مصر درع العرب.. وجيشها استقبلنا بالمياه والطعام

جاءت الأسرة إلى مصر عام ٢٠١٣، وكان فى استقبالهم الجيش المصرى، كما يقول «بوحدوت» إنه حين تهيأ لدخول مصر لم تكن هناك قوات حدود ليبية، وكانت فقط قوات الجيش المصرى هى الموجودة، وتابع: «قابلتنا بالمياه والأكل، كنا حاسين إننا داخلين ليبيا مش مصر، كان الاستقبال أكثر من رائع، ويدل على كرم المصريين».

فكر رب الأسرة فى أين سينزلون، حيث كان له من أبناء قبيلته من يسكنون مرسى مطروح وآخرون بالإسكندرية وباقى أفراد القبيلة فى صعيد مصر، فكان القرار الاستقرار فى محافظة المنيا، حيث أبناء قبيلته المختلطين بالمصريين وبينهم نسب وصهر.

وأضاف: «تركيا دمرت قبيلتى سنة ١٨١٧ عندما عارضت وجود الأتراك فى ليبيا، وكان وقتها الحاكم ينحدر نسله من عائلة القرمانلى، وكانت قبيلة الجوازى لها صيت ونفوذ قوى فى البلاد، فقرر القرمانلى الحفيد الاستجابة لمطالب شيوخ القبيلة، ودعاهم لاجتماع وقتلهم جميعاً، ومن وقتها أصبح موجوداً مكان فى ليبيا اسمه البركة، نسبة لدماء الأجداد».

وأشار سيف بوحدوت إلى أن الأتراك اتبعوا سياسة التخريب حين دخلوا ليبيا بعد طرد فرسان مالطة، من خلال فرض الضرائب الباهظة على أبناء الشعب الليبى، موضحاً: «وبعد كل ده باعوا ليبيا للطليان، ودلوقتى تركيا جاية تعيد تاريخ الاحتلال، اللى انتهى من سنين، ولو حتى تركيا جاية تصلح بين القبائل المتناحرة، ليه مايكونش فيه لجنة مشكلة من جميع الأطراف المتناحرة للنظر فى حل للصراع؟».


مواضيع متعلقة