بحر الرمال بسيوة.. تزحلق وشاي زردة ورحلة سفاري

كتب: محمد بخات

بحر الرمال بسيوة.. تزحلق وشاي زردة ورحلة سفاري

بحر الرمال بسيوة.. تزحلق وشاي زردة ورحلة سفاري

رمال صفراء ساخنة، على امتداد البصر، وغرود طبيعية تبدو كأنها لوحة بريشة فنان، وبحيرة باردة، متعة لا تجدها إلا في بحر الرمال بواحة سيوة، والتي لا تكتمل إلا برحلة سفاري مع أبناء سيوة، ثم كوب من شاي الزردة الذي لن تفهم تكوينه لكن المؤكد أنك ستعشقه، ثم قمة المتعة في التزحلق على الكثبان الرملية.

يأتى المصريون والسياح من مختلف دول العالم، مثل إيطاليا وفرنسا وألمانيا والبرازيل وكوريا الجنوبية وإندونيسيا، للاستمتاع بصحراء سيوة، حسب حديث فتحي عبدالله، صاحب كامب سياحي بالواحة، لـ"الوطن"، ويسألون عن رحلات السفاري التي يسمعون عنها كثيرا في وسائل الإعلام والكتيبات والمواقع السياحية، ونقوم بتنظيم السفاري لهم في بحر الرمال الأعظم جنوب سيوة.

السفاري في سيوة لها تجهيزات خاصة.. بهذه الكلمات عبر يوسف سعيد، من أهالى سيوة، عن استعدادات رحلات السفاري، موضحا: "نقوم بتحضير سيارات مجهزة ذات دفع رباعي تتناسب مع طبيعة الصحراء والرمال، وتخرج عدة سيارات مع بعضها حسب عدد أفراد الرحلة من الأجانب أو المصريين، تسع كل سيارة 4 أشخاص، بجانب سيارة أخرى نضع بها المؤن من حطب ومياه ومأكولات ومشروبات نقوم بإعدادها في الصحراء".

التزحلق على رمال الغرود الصفراء

يضيف محمد محمود، من العاملين في السياحة بسيوة: "تخرج السيارات المجهزة مجمعة وأحيانا تخرج سيارة واحدة إذا كانت رحلة خاصة لأسرة، وتتجه من وسط سيوة إلى الصحراء ظهرا، وتتوجه لمناطق الغرود وتسير كالسرب خلف بعضها، وتغوص داخل الصحراء وكأنها تسبح بها، ويحرص السائقون المهرة على قيادة السيارات بسرعات كبيرة على قمم الجبال والتلال ووسط الغرود في بحر الرمال كنوع من المتعة التي يُعجب بها أفراد الرحلة، خاصة الأجانب، ويقومون بالتقاط الصور لها كنوع من الذكريات، ويقمون بتشغيل الموسيقى الصاخبة ويصفقون ويغنون داخل السيارات، معبرين عن فرحتهم بالسفاري.

وذكر لـ"الوطن"، أن أول محطة يقفون بها داخل بحر الرمال يتركون خلالها أفراد الرحلة للتصوير وسط الغرود والكثبان الرملية، يعقبها التوجه لأحد الأماكن شاهقة الارتفاع وتقف السيارات أمامها، ويجري إنزال بعض الأدوات من الأخشاب التي يجلس عليها السياح للتزحلق على الرمال من أعلى إلى أسفل لمسافة تصل إلى 300 متر، ويصعد عقبها كل فرد بالحبال إلى أعلى مرة أخرى ويستمر "التزحلق" قرابة الساعة، يخوض خلالها الجميع متعة التزحلق على الرمال الصفراء الساخنة في عمق صحراء سيوة".

الشاي الزردة مع النعناع

نقوم بإعداد الشاي الزردة على الحطب في بحر الرمال، حسب عثمان علي، شيف من أبناء الواحة، ونضعه على الحطب من جذور أشجار الزيتون، التي تعطي نكهة جميلة للشاي، ونُعده على الطريقة السيوية بوضع الشاي ذي الورق العريض الناشف في براد كبير الحجم يسع 20 فردا، وعليه السكر والمياه من عيون سيوة الطبيعية ثم نضعها على راكية الحطب، ونقوم بتسويته على نار هادئة حتى "يستوي"، ونقوم بإنزاله وصبه في أكواب الشاي صغيرة الحجم، ثم نقوم بعمل "دور تاني" ونضيف عليه النعناع ونوزع الدورين على التوالي على أفراد الرحلة، ويتذوق السائح هذا الشاي بمذاق ونكهه سيوية بطعم مختلف عما يشربه فى بلده، خاصة وسط بحر الرمال حيث الشعور بجمال الطبيعة ونقاء الصحراء التي تجعله هادئا وصافي النفس، وهو الإحساس الذي دائما ما يحاول السياح التعبير لنا عنه بعد عودتهم من رحلة السفاري.

مستكملا: "يذهب الجميع بعدها إلى العيون الساخنة والبحيرة الباردة، ومع نهاية النهار يشاهدون غروب الشمس وسط الصحراء في بحر الرمال، ويقومون بتصوير تلك اللحظات، وتصوير المكان والجبال والغرود والسيارات، قبل أن نعود مرة أخرى إلى وسط سيوة".

 


مواضيع متعلقة