بعد تهديدات أردوغان.. كيف ستتعامل أوروبا مع تركيا؟

كتب: عبدالرحمن قناوي

بعد تهديدات أردوغان.. كيف ستتعامل أوروبا مع تركيا؟

بعد تهديدات أردوغان.. كيف ستتعامل أوروبا مع تركيا؟

تهديدات مباشرة وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للدول الأوروبية، خلال مقال نشره موقع "بوليتكو" الأمريكي في محاولة لتبرير تدخله السياسي والعسكري في ليبيا، والذي أدى إلى حالة من الصراع الداخلي، قبل ساعات من بدء مؤتمر برلين حول ليبيا، بمشاركة طرفي النزاع والقوى الإقليمية والدولية.

وقال في مقاله إنه حال سقوط حكومة فائز السراج التي يدعمها في طرابلس، فإن القارة العجوز ستواجه مشكلات ضخمة مثل الهجرة والإرهاب، حيث ستجد المنظمات الإرهابية مثل "داعش" و"القاعدة"، اللتين هزمتا في في سوريا والعراق، في ليبيا أرضا خصبة لها، مضيفا أن اشتعال العنف في ليبيا سيشعل موجة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

وتابع: "ينبغي أن يفهم أصدقاؤنا وحلفاؤنا الأوروبيون أنهم لا يستطيعون تغيير العالم بمجرد الشكوى والتعبير عن القلق، فالأمر يحتاج تحمل بعض المسؤولية".

رد فعل الدول الأوروبية على تهديدات أردوغان ربما يشمل عدة ملفات، وفقًا للدكتور محمد حامد، الباحث المتخصص في الشؤون التركية، لافتًا إلى أن الرئيس التركي اعتاد ابتزاز الدول الأوروبية بورقة الإرهابيين واللاجئين لتحقيق أهدافه، وتهديداته الأخيرة تؤكد على ارتباطه بالإرهاب وتضر بسمعة تركيا.

وتابع في حديثه لـ"الوطن" أن الاتحاد الأوروبي بالفعل قرر تخفيض المساعدات التي يمنحها لتركيا من أجل اللاجئين، وأن الرد لن يتوقف عند هذا الحد، حيث سيشمل عددًا من الملفات المشتركة، أهمها ملف حلف الناتو، والذي سيزداد التوتر فيه حتمًا خاصة مع وجود توترات بين تركيا وفرنسا.

وأضاف أن الاصطفاف الفرنسي القبرصي اليوناني والغضب الألماني المكتوم ضد تركيا سيضرها في عدة أمور، منها قضية غاز المتوسط، بالإضافة إلى موقف الدول الأوروبية في مؤتمر برلين، والذي ربما يصبح معاديًا للموقف التركي، كما أن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي أصبح مستحيلا.

من جانبه، قال مصطفى صلاح، الباحث في الشأن التركي إن تركيا تساوم الدول الأوروبية بورقتي اللاجئين والإرهابيين، بالتزامن مع مؤتمر برلين، من أجل ضمان موقف محايد أو مؤيد لحكومة حليفه السراج، إلا أنه في الغالب لن يؤثر على الموقف الأوروبي، خاصة أن الأوروبيين أصبحوا أكثر قدرة على حماية أمنهم القومي دون الحاجة لتركيا.

وأضاف لـ"الوطن" أن تهديدات أردوغان ربما تزيد الأمور تعقيدًا في الملفات الشائكة للعلاقات بين تركيا والدول الأوروبية، مثل أزمة تركيا في حلف الناتو، خاصة بعد سياساتها الأحادية وتصميمها على امتلاك S400 من روسيا، بالإضافة إلى ملفات الغاز والاتحاد الأوروبي والمساعدات التي يمنحها لتركيا.


مواضيع متعلقة