رئيس وكالة الفضاء: ملف إنشاء الوكالة على طاولة البحث منذ عام 1984

كتب: أحمد أبوضيف

رئيس وكالة الفضاء: ملف إنشاء الوكالة على طاولة البحث منذ عام 1984

رئيس وكالة الفضاء: ملف إنشاء الوكالة على طاولة البحث منذ عام 1984

أكد الدكتور محمد القوصى، الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، أن برنامج الفضاء المصرى يرتكز على عدد من المحاور الرئيسية، أبرزها إنشاء أول مدينة فضائية فى المنطقة العربية وأفريقيا، مؤكداً أنها ستكون مدينة متكاملة لجميع أبحاث وعلوم الفضاء، بدءاً من التصميم والدراسات لأى قمر وحتى الإطلاق النهائى له، كما أنها لخدمة مصر والدول العربية والأفريقية، وأضاف «القوصى» لـ«الوطن»، أن فترة إنشاء المدينة مقسمة إلى 3 مراحل رئيسية، أول مرحلة ستنتهى خلال 3 سنوات، بتأسيس مركز تجميع الأقمار الاصطناعية المقرر الانتهاء من تجهيزاته نهاية يونيو المقبل بمنحة صينية 22 مليون دولار، على أن يتم البدء فى تجميع القمر الصناعى «مصر سات 2» مع الانتهاء من جميع المراحل بالمركز، استعداداً لإطلاقه فى سبتمبر 2022.

حدثنا عن بداية فكرة إنشاء المدينة.

- حين اعتمدت الدولة برنامجاً متكاملاً للفضاء، بهدف إحداث طفرة حقيقية لخدمة وتنمية المجتمع، ولتداخله فى العديد من القطاعات التنموية، تضمن البرنامج وجود مدينة متكاملة للفضاء وفقاً لاستراتيجية الدولة للتنمية المستدامة 2030، وتم تخصيص مساحة 123 فداناً، بمعدل 500 ألف متر مربع لتجميع كل الأنشطة الفضائية فى مكان واحد، أسوة بما هو موجود فى الدول المتقدمة، حيث يتم تجميع كل الإنشاءات بالمدينة الفضائية، كما أننا قمنا بعمل مخطط متكامل للمدينة ليكون لدينا 23 مبنى، وتقسيم خطة الإنشاءات لـ3 مراحل، الأولى بدأنا فيها وتتعلق بالمبانى الفنية ذات الطابع الفنى، كمركز أبحاث الفضاء ويضم «أكاديمية الفضاء، ومركز بحوث الفضاء، ومركز تطوير النظم الفضائية ومبنى الوكالة والمكتبة والمتحف»، بجانب المبانى الخدمية والسكنية. أما المرحلتان الثانية والثالثة فتضمان عدداً من المبانى الملحقة والمتماشية مع متطلبات العصر الحديث، وسيتم استكمال باقى المبانى بها، وتواصلنا مع الصين، لتصميم المبانى الفنية نظراً لخبرتها الكبيرة فى هذا المجال.

وجود مدينة فضائية على الأراضى المصرية يمنحنا فرصة الريادة عربياً وأفريقياً

وما الفائدة التى تعود على الدولة من إنشاء المدينة؟

- تدشين مركز فضائى متكامل ووضع المخطط لأى قمر صناعى، نهاية بمرحلة الإطلاق، فضلاً عن استغلاله فى زيادة أواصر الأبحاث العلمية مع دول المنطقة سواء فى أفريقيا أو المنطقة العربية، كذلك إعداد الأنظمة الفضائية فى مصر وإطلاقها من الأراضى المصرية.

وماذا عن وكالة الفضاء الأفريقية؟

- موجودة داخل المدينة ولكنها ستتبع الاتحاد الأفريقى، وبدأنا التصميمات الخاصة بها، من الإنشاءات والأنشطة المعمارية الخاصة بها.

ومتى يبدأ تنفيذها؟

- يجب موافقة الاتحاد الأفريقى على التصميم والأعداد الموجودة بداخله، لكن مصر تتحمل تكاليف إنشائها، وهو ما ساعدنا على الفوز باستضافة الوكالة.

متى يتم افتتاح المرحلة الأولى للمدينة؟

- المرحلة الأولى تستغرق 3 سنوات، وسيتم افتتاحها نهاية 2023.

ما موقف مصر من سباق الأبحاث الفضائية حالياً؟

- لا أحد ينكر أن هناك عدداً من الدول الأفريقية فى القارة سبقت مصر فى مجال الفضاء، خاصة فى الفترة التى تعرضنا فيها لعدد من الاضطرابات السياسية، ووجود مدينة للفضاء على الأراضى المصرية غير موجودة حتى الآن بأى دولة عربية، أو أفريقية سيمنح مصر الكفاءة أن تكون رائدة فى هذا المجال.

وماذا عن مركز تجميع الأقمار الصناعية؟

- المركز سيكون مكاناً متكاملاً لتجميع الأقمار الصناعية بحد أقصى 600 كيلو جرام، للقمر الواحد، وذلك وفقاً لأحدث ما توصل إليه العلم فى مجال الفضاء، وسيتم الانتهاء من جميع النواحى اللوجيستية الخاصة به يونيو المقبل، وهو منحة من الصين تشمل تقديم جميع المعدات الخاصة بالمركز وتدريب الكوادر المصرية للعمل فيه، وقمنا بإرسال 20 مهندساً مصرياً إلى الصين 2017 وتلقوا تدريباً لمدة شهرين ونصف، وحالياً انتهينا من 85% من الإنشاءات الخاصة به، والجانب الصينى بعدها يبدأ تشغيل المعدات والتدريب الفعلى للمهندسين المصريين ليكون المركز جاهزاً للعمل فى أوائل عام 2021، ووقعنا اتفاقية مع وكالة الفضاء الصينية لاستخدام المركز لتدريب وتجميع الأقمار الصناعية للدول الأفريقية وتقديم خدمة التدريب للكوادر الأفريقية التى تعمل مع الحكومة الصينية فى مشروعات فضائية، وسيتم تقديم الخدمة تزامناً مع وجود مقر الوكالة الأفريقية داخل المدينة الفضائية.

د. محمد القوصى: منحة صينية بـ22 مليون دولار لإنشاء مركز تجميع الأقمار الاصطناعية

وكم تبلغ تكلفة المركز؟

- جميع المعدات الموجودة بالمركز منحة من الصين بقيمة 22 مليون دولار، وهى المرة الأولى التى تمنح فيها الصين دولة صديقة فى مجال الفضاء هذا المبلغ، وهذا يرجع لتنامى العلاقة الشخصية والسياسية على المستوى الرئاسى، لأنه لم يحدث هذا التقارب بين رئيسى البلدين منذ سنوات عديدة، رغم تقارب العلاقات بين الشعبين، أما المبانى وتركيب الأجهزة فهو من مصر.

72 مليون دولار تكلفة "مصر سات 2" وينطلق عام 2022.. ويعمل فى مجال الاستشعار عن بعد وله استخدامات صناعية تخص البترول والبيئة.. والوكالة الأفريقية ستتبع الاتحاد الأفريقى

وماذا عن القمر «مصر سات 2»؟

- بدأنا التصنيع به منذ سبتمبر 2019، وهو أول قمر صناعى مصرى يتم تجميعه فى مركز تجميع الأقمار الصناعية، وهو منحة أيضاً من دولة الصين بقيمة 72 مليون دولار.

ومتى سيتم إطلاقه؟

- سبتمبر 2022، وهناك فريق مصرى مكون من 43 مصرياً يعمل به، وتم الاتفاق مع الصين على أن جميع الأعمال تتم فى مصر ما عدا الإطلاق، وبالتالى كى نعطى الفرصة لأكبر عدد من العلماء المصريين أن يعملوا به ويكتسبوا الخبرات فى هذا الشأن.

وما المهمات التى يتكفل بها هذا القمر؟

- سيعمل فى مجال الاستشعار عن بعد، وعلى تصوير الكرة الأرضية بدقة 2 متر، والصور يتم استقبالها وتحليلها واستخدامها فى الأنشطة المختلفة، وله استخدامات فى الصناعة والجولوجيا والتعدين عن البترول والبيئة، ويبلغ ارتفاعه 700 كيلومتر، ويزن حوالى 350 كيلوجراماً.

تنفيذ الفكرة حالياً يؤكد اهتمام الرئيس السيسى بتكنولوجيا الفضاء وتواصلنا مع الصين لتصميم المبانى الفنية

كيف تقيم مسيرة البحث العلمى فى مصر؟

- صدور قانون إنشاء وكالة الفضاء مؤخراً فى يناير 2018، وبدء تفعيل الوكالة فى أغسطس 2019، حدث مهم، خاصة أن موضوع الوكالة مثار على طاولة البحث منذ عام 1984، ولم يحدث أن أخذ هذا الاهتمام من أى قيادة سياسية سابقة، حيث وضعته القيادة الحالية نصب عينيها، ووجود الوكالة يؤكد اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بتكنولوجيا الفضاء، ما يمكننا من الوجود الفعال والمميز فى هذا الشأن بحكم خبرتنا الأفريقية العريقة.


مواضيع متعلقة