د. يوسف فايد: "حمدان" لم يتعرض للاضطهاد في الجامعة كما يشاع وكنا "نبوس إيده عشان يرجع"

د. يوسف فايد: "حمدان" لم يتعرض للاضطهاد في الجامعة كما يشاع وكنا "نبوس إيده عشان يرجع"
- جمال حمدان
- هيئة الكتاب
- الكتاب
- معرض الكتاب
- علم الجعرافيا
- يوسف فايد
- جمال حمدان
- هيئة الكتاب
- الكتاب
- معرض الكتاب
- علم الجعرافيا
- يوسف فايد
تحدث الدكتور يوسف فايد، أستاذ الجغرافيا الطبيعية، الرئيس الأسبق لقسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة القاهرة، عن كواليس أزمة جمال حمدان مع الجامعة، وعن ملامح حياته وسكنه وطريقة معيشته، من خلال العلاقة التى جمعته بصاحب «شخصية مصر»، وقال فى حواره لـ«الوطن»، إن «حمدان» كان شخصية فذة ولم يكن يظهر نقاط ضعفه، وإنه اختار العزلة والتفرغ للبحث والكتابة، ولم يخرج من منزله إلا لزيارة المكتبة أو إلى مقر الناشر فقط.
ما كواليس أزمته فى قسم الجغرافيا وأسباب استقالته من الجامعة؟
- الجامعة لم تضطهد حمدان كما يشاع، ولكن حمدان طلب طلبين لم تلبهما الجامعة، الطلب الأول كان الحصول على إجازة لمدة سنة للسفر إلى إنجلترا، بهدف تجديد علومه، ولأن القسم كان عدد أعضاء هيئة التدريس به قليلاً رفضت الجامعة الموافقة على الإجازة، فغضب غضباً شديداً، أما الموضوع الثانى فإنه كانت هناك ترقية بإعلان رسمى عن درجتى أستاذ مساعد، وكان المعمول به أن اللجنة العلمية المختصة تجتمع وتختار المناسبين، وتقدم هو ومجموعة من الزملاء للترقية، ومنهم الدكتور محمد صفى الدين أبوالعز، وهو الذى شغل منصب وزير الشباب فيما بعد، وجاء قرار اللجنة بترقية كل من حمدان وصفى إلى أستاذ مساعد، إلا أن حمدان غضب غضباً شديداً، لأنه رأى أنه لا يجوز وضعه هو وصفى على قدم المساواة، خاصة أن اسم صفى سبق اسمه فى الترقية، فطلب بأن يكون هو رقم واحد فى هذه الترقية، بناء على المستوى، ووصل الكلام إلى رئيس القسم محمد متولى موسى، إلا أنه رفض، تلافياً لحدوث أزمة، وقال رئيس القسم إن اسم صفى سبق حمدان لأن الأول أقدم من الثانى فى التعيين ببضعة أشهر، فتقدم حمدان بالاستقالة.
أستاذ الجغرافيا: اختار الاستقالة والعزلة والتفرغ للكتابة.. وكان يخرج للمكتبة أو إلى مقر الناشر فقط
كيف تدخلت فى هذه الأزمة؟
- بعد هذه المشكلة معظم الزملاء كانوا فى صف الدكتور صفى، والبعض فى صف حمدان، وأنا وكل من رئيس القسم ووزير التعليم العالى الدكتور عبدالعزيز السيد، كنا جميعاً نناشده العودة إلى الجامعة أكثر من مرة، «كنا بنبوس إيده» إلا أنه لم يتراجع عن استقالته، خاصة أن الطلبة كانوا يحبونه ويحرصون على محاضرته فهو كان فذاً، ولم أر أحداً يكتب الجغرافيا مثله، وبالفعل رجع عن الاستقالة وعاد إلى الجامعة لمدة أسبوعين فقط، وفجأة انقطع وقال لن أعود مرة أخرى، وفى هذه الفترة تغير رئيس القسم، ولم يكن محمد متولى موسى وقع على الاستقالة على أمل إقناعه بالعودة، وسألت رئيس القسم الجديد الدكتور إبراهيم رزقانة، عما ينوى عمله بشأن حمدان، فقال لى: «هو هيشترينا» وأخرج الطلب من مكتبه ووقع عليه بـ«تقبل الاستقالة»، ثم رفعت للجامعة والوزير، وذهبت إليه أساله عما ينوى عمله، فقال إنه سيتفرغ للكتابة.
كنت أزوره مرة كل 3 أو 4 أشهر وأطرق الباب بطريقة معينة لكى يفتح لى وكان له معاش ضئيل من الجامعة لكن مبيعات كتبه كانت مصدر دخله الرئيسى
ألم تحاول الجامعة إعادته مرة أخرى منذ استقالته فى أواخر 1963 إلى رحيله؟
- كنت أزوره كل 3 أو 4 شهور، وأطرق الباب بطريقة معينة لكى يفتح لى، وفى 1974 ترقيت إلى رئيس لقسم الجغرافيا، ووكيل للكلية، وكانت علاقتى طيبة برئيس الجامعة، ووجدت أنها فرصة لإعادة حمدان للجامعة، وقلت له سأطلب درجة أستاذ لتعود للجامعة، فقال بشكل قاطع «never»، وكان لديه إحساس بالعظمة العلمية، ولم تعرض الجامعة مرة ثانية لأن الموجودين فى القسم لا يرغبون فى عودته، وحين عملت بعد ذلك فترة فى ليبيا وعرفت أن الكلية تطلب أستاذاً للجغرافيا فى جامعة بنغازى، دعيته للسفر فرفض أيضاً، وقال رده المعتاد إنه يكسب من كتبه أفضل من الجميع.
ما مصدر دخله؟ وكيف كان يعيش؟ ولماذا لم يتزوج؟
- كان له معاش ضئيل من الجامعة، وإيراد الكتب التى ينشرها، وإيجار شقته 6 جنيهات، وهى تشبه شقق الطلبة، الأثاث كراسى خيزران والسرير حديد، ولديه دولاب خشب فى حجرة النوم، ولم يكن لديه سجادة واحدة، ولا سيارة، وكان مريضاً بالأميبا متكيسة فى القولون، ولذلك كان طعامه عبارة عن شاى وجريب فروت، شوربة، وكان نحيفاً، وملابسه بسيطة، ولا يقبل على الخروج، وحتى لا يستقبل أحداً فى بيته إلا أصدقاء محدودون كنت واحداً منهم، وكانت جلستنا تستمر بالساعات، ولم نتحدث عن علاقته بالنساء، لأنه لم يكن يميل إلى الحديث عن حياته الشخصية.
متى آخر مرة قابلت حمدان؟
- قبل وفاته بثلاثة أشهر، لأنى كنت أستعد للسفر للعمل فى السعودية، وعرضت عليه العمل هناك فرفض أيضاً، وعلمت بخبر وفاته وأنا فى المملكة.