أساتذة: "حمدان" كان محاضرا بارعا.. ومؤلفاته تنبأت بالواقع المعاصر

أساتذة: "حمدان" كان محاضرا بارعا.. ومؤلفاته تنبأت بالواقع المعاصر
- جمال حمدان
- هيئة الكتاب
- الكتاب
- معرض الكتاب
- علم الجعرافيا
- جمال حمدان
- هيئة الكتاب
- الكتاب
- معرض الكتاب
- علم الجعرافيا
قال الدكتور السيد الحسينى، عميد كلية الآداب الأسبق، رئيس الجمعية المصرية للدراسات الجغرافية، إن اختيار الدكتور جمال حمدان شخصية الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولى للكتاب جيد، كونه صاحب موسوعة «شخصية مصر»، وهو الإنجاز غير المسبوق له فى العلوم الاجتماعية والإنسانية، وللجغرافيا على وجه الخصوص، وجدير بأن يكون نجم المحفل الدولى الذى تنظمه مصر، فهو شخصية علمية وباحث من طراز فريد، أضاف لعلم الجغرافيا، وأضفى عليه لمسة فلسفية فنية رائعة، وكلنا ندين له بالحب والتقدير.
وتحدث «الحسينى» عن بداية علاقته بجمال حمدان، قائلاً: «كنت طالباً فى قسم الجغرافيا ودرَّس لى أكثر من مادة (1960-1963) إلى أن وصلت للفرقة الثالثة بقسم الجغرافيا بجامعة القاهرة، قبل أن يستقيل وينعزل عن العالم». مؤكداً أن «حمدان كان موسوعى المعرفة ويجيد عدداً من اللغات، ويتميز بكونه محاضراً بارعاً من الطراز الأول، ونموذجاً فريداً فى البحث العلمى العميق، وكاتب لا يشق له غبار، فكنا كطلاب نستمتع بمحاضراته ولا يجرؤ طالب أن يهمس لزميله أثناء الاستماع لها، وكان يتحدث فى المحاضرات باللغة العربية الفصحى، وكنا نتمنى أن يستمر فى الجامعة ويُخرج أجيالاً عديدة من المتميزين».
"الحسينى": رفض مناشدات كثيرة بالعودة للجامعة ليتفرغ للبحث والتأليف.. و"شخصية مصر" صالح للقراءة حتى اليوم
وتابع رئيس «الجمعية الجغرافية» قائلاً: «أبدع حمدان بتعريفه للجغرافيا حين قال إنها علم بمادته فن بمعالجته، فلسفة بنظرتها، من هذا المنطلق قدم العلم الذى يراه البعض جافاً، فى خلطة فريدة تربط الجغرافيا بالتاريخ بالسياسة بالاقتصاد ويجعل منها المحور الذى تدور حوله هذه الميادين بأسلوب بديع وتحليل رائع ونظرة فلسفية وصياغة أدبية من طراز فريد، وسيقف الباحثون والمحللون طويلاً أمام تراثه الكبير». وعن أزمة «حمدان» فى الجامعة، قال «الحسينى»: «الترقية كانت بالدرجة نفسها له وللدكتور صفى الدين أبوالعز، لكن تم وضع اسم الدكتور صفى قبل اسمه، ما أغضبه بشكل كبير، وهذه الترتيبات لها سند قانونى، ربما كان الأقدمية»، وأضاف «أنا ابن هؤلاء جميعاً، وأرى أنه كان الأكثر تميزاً لكنه لم يُظلم».
وأكمل «الحسينى» قائلاً: «اختار العزلة، وكان رافضاً للعودة، حتى ذهب إليه الدكتور عبدالعزيز كامل الذى أصبح وزير الأوقاف فيما بعد، والدكتور صبحى حكيم الذى تولى رئاسة مجلس الشعب فى بيته ليعود إلى الجامعة لكنه لم يستجب لهما، كما أجريت بنفسى محاولة أخرى بعد أن أصبحت أستاذاً ومعى رئيس القسم آنذاك، وتركنا له خطاباً من تحت الباب نناشده العودة، لكنه لم يهتم به».
ولفت «الحسينى» إلى أن كتابات حمدان التى يقدر عددها بـ 29 كتاباً، و79 بحثاً ومقالاً، تتمحور حول 3 دوائر، أولها مصر التى يعشقها، ثم الوطن العربى وأفريقيا، وهى الدوائر التى تحكم سياسة مصر الخارجية، وكانت أولى كتاباته موضوع سكان وسط الدلتا الماضى والحاضر، وهى التى نال عنها درجة الدكتوراه فى 1953، مروراً بعدد من الإصدارات إلى أن أصدر كتابه من القطع المتوسط «شخصية مصر» فى 300 صفحة فى 1967، وفى 1970 بدأ مشروعه الكبير «شخصية مصر - دراسة فى عبقرية المكان» وهو الكتاب الوسيط الذى يقع فى 514 صفحة وصادر عن مكتبة النهضة المصرية، ويتألف من 14 فصلاً، ثم توالت مؤلفاته، وكذلك رائعته الموسوعة «شخصية مصر - عبقرية المكان» ذات الأجزاء الأربعة، والتى يقترب عدد صفحاتها من 4 آلاف صفحة وتفرغ لها نحو 10 سنوات وصدرت تباعاً من 1980 إلى 1984 وجسدت شخصية مصر بشكل علمى شامل، وفيها برزت شخصية مصر الفريدة أو «الفلتة» على حد تعبيره، كما تكشف من جانب آخر عبقرية المؤلف الفذ.
وأكد عميد الآداب الأسبق، أن «شخصية مصر» ما زال صالحاً للقراءة ولم يفقد توهجه، وعند قراءته نكتشف أن «حمدان» كانت لديه القدرة على استشراف المستقبل، فكل ما قاله فى الموسوعة يحدث بالفعل سواء على المستوى المحلى أو الإقليمى خاصة فى الجزء الرابع. وأشار إلى أن إصداراته موجودة فى الجمعية، كما رفض ترشيح الجمعية له لنيل جوائز الدولة، لكن جامعة المنيا رشحته مرة أخرى فنال جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية.