الوجبة المدرسية فيها سم قاتل.. والطلاب: مقاطعون

الوجبة المدرسية فيها سم قاتل.. والطلاب: مقاطعون
من مقاطعة الانتخابات والدستور إلى مقاطعة الوجبة المدرسية، يبدو أن المقاطعة أصبحت سلاحاً يُجيد المواطن استخدامه فى حال رفضه لواقع معيش يعود عليه بالضرر. الوجبة المدرسية صارت أكبر مصادر القلق للعديد من الأسر المصرية، فى ظل كشف إصابة عدد من طلاب المدارس بالتسمم نتيجة تناولهم للوجبة المدرسية، كان آخرها تسمم 54 طالباً فى إحدى المدارس بالبحيرة، الأمر الذى دفع بعض أولياء الأمور إلى التنبيه على أبنائهم بعدم تناول الوجبة والاكتفاء بما يأتون به من المنزل.
وفاء محمد، ولية أمر طالب فى مدرسة بمدينة النهضة، أمرت ابنها بالامتناع عن تناول الوجبة المدرسية، مؤكدة أنها لن تتردد فى تقديم شكوى ضد المدرسة فى حال اكتشاف وجبات فاسدة أو مخزنة بطريقة سيئة: «مش عشان حماية ابنى فقط، كمان عشان صحة باقى الطلاب»، مناشدة كل أولياء الأمور عدم الإهمال والكسل فى التحقق من ذلك الأمر.
«مصيرها سلة القمامة»، قالتها ناهد محمود، ولية أمر لطالبين فى مدرسة بمدينة السلام، مؤكدة أن ابنيها كانا يمتنعان عن تناول الوجبة فى البداية، لكنها بعد سماعها عن حالات التسمم، أكدت عليهما عدم الاقتراب منها، وإحضارها للمنزل للتأكد من سلامتها بنفسها.
الدكتورة نهاد سمير، خبير سموم بوزارة العدل، أكدت أن الوجبة المدرسية انصرفت عن مغزاها الأساسى، لتصبح مصدر قلق للأسر المدرسية، بسبب حالات التسمم التى يتم اكتشافها بين الحين والآخر فى المدارس بعد تناولها، فالوجبات أصبحت تضم مكونات سهل تسممها، من العصائر التى يتم تعبئتها فى علب كرتونية وليست بلاستيكية، وهو ما يُعرض ما بها من عصير للحموضة، فى حال زيادة درجات الحرارة أو الرطوبة.
تتعجب «نهاد» من تقديم بسكويت بالعجوة للطلاب، فالعجوة يسهل تلوثها، إلى جانب أنها تضر بصحة أى طالب مصاب بمرض السكر، خاصة أن كثيراً من المدارس لا تتابع الحالة الصحية للطلاب الذين تقدم إليهم الوجبات.
تطالب خبير السموم بالعودة إلى الوجبات التى كانت تقدم للطلاب فى الماضى، وتضم البسكويت وعلب العسل الأبيض والمربى والبيض المسلوق، وغيرها، حيث انصرف كثير من المدارس عنها، بالرغم من أنها صغيرة الحجم، ويصعب تلفها، إلى جانب احتوائها على العناصر الغذائية التى يحتاجها الطالب، وكانت سبباً فى ابتداع فكرة الوجبة المدرسية.
وجود مسئول تغذية فى كل مدرسة، مطلب آخر ذكرته «نهاد»، خاصة أن هذه المهمة لا يمكن أن توكل إلى وكلاء الوزارة الذين يصرحون لوسائل الإعلام بإشرافهم على سلامة الوجبات، فهى ليست مهمتهم.