حساسية الشُّعب الهوائية تصيب الجهاز التنفسى عند التعرض لمسبباتها

كتب: نورهان السبحى

حساسية الشُّعب الهوائية تصيب الجهاز التنفسى عند التعرض لمسبباتها

حساسية الشُّعب الهوائية تصيب الجهاز التنفسى عند التعرض لمسبباتها

الابتعاد قدر الإمكان عن الأتربة وعن التعرض للمبيدات الحشرية والكيماويات العطرية وعوادم السيارات واستخدام المنظفات داخل البيوت والإقلاع عن التدخين، كلها تمثل عوامل وقاية من الإصابة بحساسية الشُّعب الهوائية التى أصبحت من أكثر الأمراض الصدرية انتشاراً بين الكبار والأطفال. هذا ما وضَّحه لـ«الوطن» أ. د. محمد عوض تاج الدين، وزير الصحة الأسبق، أثناء إقامته المؤتمر الدولى الـ55 للجمعية المصرية لأمراض الصدر والتدرن. شمل المؤتمر كافة الأمراض الصدرية والجهاز التنفسى بما فى ذلك الربو الشعبى، والسدة الرئوية، والدرن الرئوى، وسرطان الرئة، والالتهابات الفيروسية مثل فيروس الإنفلونزا، والتهابات الجهاز التنفسى. ويؤكد «عوض»، رئيس الجمعية، أن حساسية الشعب الهوائية هى نفسها الربو الشعبى، وهى عبارة عن حساسية تصيب الجهاز التنفسى عند الأشخاص الذين يعانون من استعداد لهذه الحساسية، والتقلصات أو الضيق فى الشعب الهوائية يحدث عند تعرض المريض لأحد مسببات هذه الحساسية، وقد تكون هذه المسببات مواد تستنشق أو تؤكل أو بعض أنواع الأدوية. ويوضح «عوض» أن المسببات تشمل أشياء عديدة، وأخطرها مثلاً الأدوية المضادة للروماتيزم والباراسيتامول، وهى الأدوية المسكنة للآلام، والأسبرين الذى يعد مضراً جداً لمرضى الحساسية. ويضيف «عوض» أن الحيوانات المنزلية أيضاً تمثل أحد مسببات الحساسية، وأخطرها القطط لأن شعر القطط ولعابها يسبب الحساسية بشكل كبير. أما بالنسبة لنوعية الأطعمة، فيوضح «عوض» أنه لا توجد قاعدة عامة تؤكد وجود طعام محدد يسبب الحساسية، ولكن إذا تأكد الإنسان من أن طعاماً ما يسبب الحساسية فعليه الإقلال منه. ويشدد «عوض» على ضرورة الابتعاد عن التدخين بما فى ذلك التدخين السلبى، حيث إنه يعادل خطورة التدخين الإيجابى، ويجب أن يتم الامتناع عن التدخين فى البيت إذا كان أحد الأشخاص مصاباً بالحساسية وخاصة من الأطفال. وعن نسبة المصابين بالحساسية، تقول لـ«الوطن» أ. د. مايسة شرف الدين، أستاذ الأمراض الصدرية، كلية طب قصر العينى، إن آخر الإحصائيات تؤكد أن نسبة المصابين بالحساسية فى مصر تتراوح بين 7% و8% من السكان، ترتفع هذه النسبة مع الوقت نظراً لزيادة نسبة التلوث البيئى الخارجى والداخلى، والخارجى يتمثل فى عوادم السيارات ودخان المصانع ونقص الرقعة الخضراء، أما عن التلوث البيئى الداخلى فهو يتمثل فى المبيدات الحشرية والعطور والمنظفات. وعن أكثر الأعراض شيوعاً بالنسبة للكبار، توضح «شرف الدين»، نائبة رئيس الجمعية، أنها تتمثل فى حدوث نوبات ضيق فى التنفس، ويصاحب هذا وجود كحة مع بلغم سميك، أما بالنسبة للأطفال فهى تتمثل فى وجود كحة شديدة مستمرة وحدوث أزمات. ولا يجب أبداً أن يعتقد الأهالى أنها كحة عابرة، بل عليهم استشارة الطبيب. وعن أحدث الطرق العلاجية للحساسية، يقول لـ«الوطن» أ. د. علاء الجندى، استشارى الأمراض الصدرية والحالات الحرجة، رئيس معهد الأمراض الصدرية بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية: إن «العلاج الحرارى التجميلى للشعب الهوائية يمثل أحدث أنواع العلاجات الموجهة للسيطرة على الأزمات الشعبية الحادة والحساسية، وهو عبارة عن تردد حرارى من خلال القيام بقسطرة باستخدام منظار يعالج الرئة، ويختبر المنظار الرئة ودرجة الإفرازات الموجودة داخل الرئة، ويقوم الأطباء بإدخال القسطرة فى ثلاثة أجزاء من الرئة؛ الجزء الأيمن السفلى، والجزء الأيسر السفلى، والجزء الأيمن والأيسر العلوى، ويتم العلاج من خلال ثلاث مراحل، وتصل مدة كل مرحلة إلى حوالى الساعة، وتمتد فترة العلاج إلى ثلاثة أسابيع». ويسمى «الجندى» هذا العلاج بأنه «ليزك الرئة»، حيث إنه أشبه بعملية الليزك التى تقام فى العيون حيث إنها تستغرق نفس المدة وتتم ببساطة شديدة ونتائجها فعالة وبلا أعراض جانبية. أما عن أكثر الفئات احتياجاً لهذا الأسلوب العلاجى الحديث فهم المرضى الذين يتعرضون لأزمات حادة ولا يجدون تحسناً فى حالتهم بالرغم من اتباع العلاج، وهو يصلح لسن 18 سنة فما فوق، أى أنه لا يصلح لمن أصغر من هذا السن. ويوضح «الجندى» أن استخدام العلاج الحرارى التجميلى يصلح للمرضى الذين يتبعون العلاج بالكورتيزون بنسبة 50%، إلا أنه لا يلغى استخدام موسعات الشعب الهوائية «البخاخات»، حيث إن العلاج الحرارى هو علاج تكميلى للبخاخات. وعن الإنفلونزا يقول لـ«الوطن» أ. د. أيمن عبدالحميد فرغلى، أستاذ الأمراض الصدرية بالأكاديمية الطبية العسكرية، إن الإنفلونزا فيروس ينتشر بسرعة، وهو معروف بالرشح والزكام وتكسير العظام، وللإنفلونزا مضاعفات خطيرة إذا تم إهمالها وعدم الاهتمام بها. وعن سبل الوقاية، يقول «فرغلى»، المقرر العام للمؤتمر، إن «أبسط وأسهل الأشياء التى تمنع نقل عدوى الإنفلونزا هو غسيل الأيدى باستمرار بالمياه والصابون، ووضع منديل عند العطس والسعال، والجلوس فى البيت لحين انتهاء الفيروس». ويوضح «فرغلى» أن الاعتقاد بأن تناول كميات كبيرة من فيتامين «سى» حتى تتم الوقاية من أدوار البرد والإنفلونزا هو اعتقاد خاطئ، حيث إنه لم يثبت علمياً أن الإسهاب فى تناول الأطعمة أو المشروبات المحتوية على فيتامين «سى» يمكن أن يقى من الإصابة بالإنفلونزا، والإنسان يحتاج فى اليوم إلى حوالى 1000 ميكروجرام من فيتامين «سى». ويشدد «فرغلى» على أن المناعة بشكل طبيعى تعتمد على أكل صحى ملىء بكل الفيتامينات. أما عن أعراض فيروس H1n1 الذى يطلق عليه فى مصر «إنفلونزا الخنازير»، فيوضح «فرغلى» أنها تتمثل فى ارتفاع شديد فى درجات الحرارة وسعال مستمر وكحة شديدة مع التهاب فى البلعوم وآلام فى جميع عضلات الجسم. وأكد «فرغلى» أن العلاج يكون من خلال الأدوية العلاجية ولا داعى لتناول تطعيم «التاميفلو» الواقى من الفيروس دون الحاجة إليه، ودون أن يكون المريض ضمن الفئات التى تندرج ضمن عوامل الخطورة، مثل السيدات الحوامل والأشخاص المصابين بالسمنة المفرطة، والأطفال الأقل من عامين وكبار السن ممن هم فوق سن الـ65. ويحث أ. د. محمد عبدالصبور، أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب جامعة عين شمس، على ضرورة ترشيد استخدام المضادات الحيوية فى علاج التهابات الجهاز التنفسى، فعلى الرغم من خطورة الجهاز التنفسى العلوى أو حتى السفلى، فإن كثيراً من هذه الالتهابات يكون السبب فيها الفيروسات وليس البكتريا، وخاصة بين الأطفال الذين تصل فيهم نسبة التهاب الجهاز التنفسى الفيروسى إلى حوالى 70%. ويوضح «عبدالصبور» أنه توجد عادة سيئة بين الأهالى والمرضى فى مصر، حيث يسارعون فى استخدام المضادات الحيوية لا يفيد المرضى بل يساعد على ظهور سلالات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية.