من الإنكار للاعتراف.. لماذا تغير موقف إيران تجاه الطائرة الأوكرانية؟
سليمان: إيران لم يكن لديها نية جادة للاعتراف بحقيقة الأمر من البداية
![الطائرة الأوكرانية المنكوبة في طهران](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/3851144741578751247.jpg)
الطائرة الأوكرانية المنكوبة في طهران
بعد 3 أيام من إنكار الاتهامات الموجهة إليها، اعترفت إيران بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية، التي سقطت فجر الأربعاء الماضي، بصاروخ بطريقة غير مقصودة، بعد أن اقتربت من مركز عسكري حساس، وقدمت طهران اعتذارها لإسقاطها طائرة البوينج 737 "الأوكرانية بالخطأ.
ونقلا عن موقع سكاي نيوز العربية، قال قائد القوات الجوية التابعة للحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، إن الولايات المتحدة هددت بضرب 52 هدفا في إيران، لذلك كانت جميع الوحدات الهجومية والدفاعية في حالة تأهب.
وقال: "نتحمل المسؤولية كاملة في حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية، لأننا كنا في حالة تأهب قصوى للرد على اي إعتداء أمريكي".
فور سقوط الطائرة في العاصمة الإيرانية طهران، أفادت المعلومات الواردة من الولايات المتحدة وكندا، بأن الطائرة الأوكرانية المنكوبة، سقطت بفعل صاروخ إيراني، حسبما أشار رئيس الوزراء الكندي والرئيس الأمريكي.
حيث قال رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، نقلا عن سكاي نيوز العربية، إن الأدلة تشير إلى أن صاروخا إيرانيا أسقط طائرة الركاب الأوكرانية، وربما كان الحادث غير مقصودا.
ونقلا عن وكالة رويترز، أكد مسؤولون أمريكيون قولهم أنهم على ثقة بأن الطائرة أُسقطت بصاروخ إيراني استنادا إلى بيانات أقمار صناعية ومسؤولين بالحكومة.
بينما نفت إيران فرضية سقوط الطائرة الأوكرانية إثر إصابتها بصاروخ إيراني، معتبرة كافة التصريحات الغربية التي صبت في هذا الشأن حرب نفسية ضدها.
لماذا أنكرت إيران ثم اعترفت بعد 3 أيام من الحادث؟
الدكتور هاني سليمان المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات وخبير الشأن الإيراني، فسر الموقف الإيراني السابق من الإنكار إلى الاعتراف، بقوله إن النظام الإيراني لم يكن لديه نية جادة للاعتراف بحقيقة الأمر من البداية.
واتضح ذلك في تصريحات المسؤولين الإيرانيين، منها ما جاء على لسان المتحدث باسم الحكومة، علي ربيعي، نافيًا خلاله أن تكون الطائرة الأوكرانية التي تحطمت قرب طهران قد أصيبت بصاروخ، واصفًا ذلك بـ"حرب نفسية" للضغط على إيران.
وبعد سقوط الطائرة كان هناك بعض التصريحات الإيرانية التي تعاملت مع الاتهامات بأنها شائعات لخلط الأوراق وابتزاز الجانب الإيراني، والوكالات الرسمية الإيرانية بثت صورًا لحفار يحاول التعامل مع أثر الطائرة المنكوبة، وحسب تصريحات سليمان لـ"الوطن" كانت كلها محاولات من الجانب الإيراني لطمس الحقائق وإنكارها وهي صفة النظام الايراني ولكن ما جعله يعترف هو مواجهته بالأدلة الرسمية الاستخباراتية التي تثبت تورطه، وأيضا كشف الولايات المتحدة عن معلومات عبر الأقمار الصناعية تؤكد تورطه في سقوط الطائرة.
وأوضح خبير الشأن الإيراني، أن التصريحات تحاول التعامل مع الحادث على أنه خطأ بشري لتهوين الأمروتفريغ الأزمة من مضمونها، وتصريحات رئيس منظمة الطيران المدني الإيراني بأن إيران لم تكن على علم بما حدث تأكيد على فشل النظام الإيراني، بخاصة أن هناك إجراءات خاصة لمراعاة حقوق المدنين والطيران المدني في حالة الحروب والأزمات.
وتوقع سليمان، حدوث مسائلة دولية إلى النظام الإيراني، على أن يضيف الحادث إلى جملة العزلة السياسية للنظام الإيراني جراء تعمده نفي الأمر في البداية.