50 عاما من الأخوة والترابط.. العلاقات المصرية العمانية في عهد السلطان قابوس

04:43 ص | السبت 11 يناير 2020

"لقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس في بناء الكيان والصف العربي، ولم تتوان يومًا في التضحية من أجله والدفاع عن قضايا العرب والإسلام، وإنها لجديرة بكل تقدير"، هكذا عبر السلطان الراحل قابوس بن سعيد عن رؤيته لمصر، في خطاب له إبان العيد القومي للسلطنة عام 1984، انطلاقًا من محبته لمصر وشعبها.

قابوس وعلاقات طيبة بالرئيس السادات

ربطت السلطان قابوس بجمهورية مصر العربية علاقات طيبة، منذ 50 عاما، هي فترة توليه الحكم، والتي بدأت في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

في الرابع والعشرين من نوفمبر 1973، استقبل القائد المنتصر محمد أنور السادات مرتديا زيه العسكري، في المطار، السلطان قابوس بن سعيد، الذي نزل من طائرته مرتديا زيه العسكري أيضا، وذلك بعد نصر أكتوبر المحيد، وأدى المشير السلطان قابوس بن سعيد القائد الأعلى للجيش العُماني التحية العسكرية للقائد المنتصر الرئيس محمد أنور السادات القائد الأعلى للجيش المصري.

لم يقطع قابوس العلاقات مع السادات إبان المفاوضات المصرية الإسرائيلية واتفاقية كامب ديفيد، كما فعل أغلب العرب، ولكنه احتفظ بعلاقات طيبة بالرئيس الراحل.

قابوس وعلاقات ممتدة مع الرئيس السابق مبارك

وكذلك احتفظ السلطان الراحل بعلاقات طيبة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وتعددت زيارته لمصر في عهد مبارك، وكذلك تعددت زيارات مبارك لعُمان.

وكانت أول زيارة له عام 1982 وزار خلالها قناة السويس ومر من نفق الشهيد أحمد حمدي، وتفقد بعض المنشأت بمدينة السويس، وحصل على مفتاح السويس كهدية تذكارية.

زيارات متعددة بين قابوس ومبارك طوال فترة حكم الأخير، أكدت على عمق العلاقات المصرية العُمانية.

زار السلطان قابوس الجامع الأزهر الشيف وأدى صلاة الجمعة فيه رفقة الرئيس السابق مبارك، وزار دار الأوبرا المصرية.

واحتفظت سلطنة عُمان بعلاقات طيبة مع مصر واُطلق أسم السلطان الراحل على أحد الشوراع الرئيسية بمدينة شرم الشيخ التي كان يقضي بها قابوس أجازته أحيانًا وله فيها قصر خاص ملكًا له حسب بعض التقارير الصحفية.

علاقات آخوية واستقبال تاريخي للرئيس السيسي

وبعد أزمة مصر الأخيرة بعد ثورتين تخلصت فيهم من حكم مبارك ومن الفاشية الدينية بخلع جماعة الإخوان الإرهابية، وقفت سلطنة عُمان بجانب مصر.

وتطورت العلاقات المصرية العُمانية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأعلن ممثل السلطان قابوس بن سعيد بالمؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ عام 2015 عن دعم مصر بمبلغ 500 مليون دولار تضامنًا معها ومساهمة في دعم وتنمية الاقتصاد المصري كـ 250 مليون دعم للسيولة النقدية المالية، و250 مليون دولار استثمارات مباشرة.

واستقبل السلطان قابوس الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارة تاريخية لسلطنة عمان، حظي خلالها الرئيس السيسي بحفاوة بالغة عند بوابة قصر مسقط، وتجول مع السلطان قابوس في سيارته بموكب مهيب تملؤه الخيول العربية وعازفو الموسيقي وحاملو الأعلام وصولًا لقصر العلم السلطاني.

وأعلن البلاط السلطاني العُماني وفاة السلطان قابوس بن سعيد عن عمر يناهز الـ80 عام بعدما حكم السلطنة لمدة 50 عام متواصلة ليصبح صاحب أطول فترة حكم في التاريخ العربي.