"يحلى الشروق من فوق الجبل".. رحلة "فاطمة" مع الجليد من سانت كاترين

كتب: عبدالرحمن قناوي

"يحلى الشروق من فوق الجبل".. رحلة "فاطمة" مع الجليد من سانت كاترين

"يحلى الشروق من فوق الجبل".. رحلة "فاطمة" مع الجليد من سانت كاترين

درجات حرارة تحت الصفر وشوارع وطرقات وجبال مغطاة بالثلوج، وأشجار تزينت بالجليد فتحول لونها من الأخضر إلى الأبيض، مشهد تكتسي به مدينة سانت كاترين في ظل موجة الطقس الباردة التي تضرب البلاد وانخفاض درجات الحرارة، إلا أنه مشهد معتاد على الفتاة التي تعمل في محمية سانت كاترين، وترافق متسلقي قمم الجبال في مثل تلك الأجواء.

فاطمة عبدالباسط، تعمل في محمية سانت كاترين، كمسؤولة توعية تشرح للزوار أهمية المنطقة والنباتات النادرة الموجودة بها وضرورة الحفاظ عليها، أصبحت خبيرة في تسلق جبال سانت كاترين بحكم عملها هناك منذ أكثر من 3 سنوات، حيث صعدت قمة جبل سانت كاترين وجبل موسى وغيرهما أكثر من مرة في أجواء ثلجية.

عن الأجواء في الوقت الحالي، تقول فاطمة لـ"الوطن" إن الثلوج بدأت تتساقط بكثافة منذ صباح يوم الجمعة، واكتست المدينة باللون الأبيض، إلا أن الأمر لم يمنع بعض هواة التسلق من صعود الجبل، قبل ان يتم إغلاقه ومنع التسلق فيه بسبب استمرار تساقط الثلوج وخوفًا على حياة المتسلقين.

أهل سانت كاترين اتعودوا على التلج وبقوا يعتبروه خير بالنسبة ليهم

أهالي كاترين اعتادوا على الحياة في وسط الجليد، "في كاترين بيحبوا الجو ده جدا وبيلعبوا في التلج وبالنسبالهم خير"، وذلك على الرغم من بعض المشكلات التي تقابلهم في التدفئة، حين يقترن الثلج بانقطاع الكهرباء، فمنذ عدة أيام كانت درجة الحرارة صفر في الظهيرة، والكهرباء تواجه انقطاعات عديدة.

الأمر لم يتوقف عن اعتبار الثلوج خيرًا، حيث اعتاد سكان سانت كاترين على نمط الحياة، وأنواع الملابس والأطعمة والأكلات التي تمدهم بالطاقة، وفي نفس الوقت أسعارها ليست مرتفعة، كما أنهم تعلموا من السياح الأجانب طريقة الحياة في الثلوج والتعامل معها.

وتحكي فاطمة العديد من المواقف التي مرت بها خلال عملها في سانت كاترين، منها الصعود رفقة عدد من المتسلقين لرصد بعض النباتات النادرة في يوليو 2018، حيث كانت درجة الحرارة درجتان تحت الصفر، وكانت الثلوج تغطي قمة سانت كاترين في الصيف ولم يستطيعوا رصد تلك النباتات.

آخر مرة تسلقت فيها "فاطمة" إحدى القمم كانت في رأس السنة، حيث تسلقت قمة جبل موسى، وكانت درجة الحرارة 4 تحت الصفر، وكانت تستعد لتسلق جبل سانت كاترين قبل أن يتم منع التسلق فيه لحين استقرار الأحوال الجوية وتوقف سقوط الثلوج "نادرًا لما حد بيطلع جبل سانت كاترين في الشتا عشان بيبقى صعب جدا".

العادات الخطأ بتتسبب في تعب المتسلق وأفضل أوقات السنة للصعود في شهر أبريل

عدد من المواقف الصعبة قابلتها كذلك خلال عملها في سانت كاترين والتي تروي أحدها قائلة: "في جبل موسى بيبقى فيه زوار كتير في رأس السنة وبيبقى فيه ناس بتحب تطلع تشوف الشروق من فوق قمة الجبل" إلا أنه في بعض الحالات تشرق الشمس قبل وصول المتسلقين للقمة، والذين يصاب الكثيرون منهم بالفزع حين يرون أنهم على ارتفاع عالي جدًا، خاصة لو كانوا مصابون بفوبيا المرتفعات.

صعوبات أخرى تتمثل في بعض العادات الخاطئة للمتسلقين، فمن المفترض أن يرتدي المتيلقون ملابس مريحة قبل الصعود، لأن الجسم يكتسب الحرارة مع الصعود، إلا أن البعض يرتدي ملابس ثقيلة للغاية، فيصابوا بأمراض عديدة عقب الصعود، كما أن البعض يستريح لفترات طويلة في منتصف الطريق وهو أمر خاطئ حيث يصيبهم بالإنهاك والارتخاء، وهي مشكلات تتعامل معها باستمرار في عملها.

وعن أفضل الأوقات لتسلق سانت كاترين تقول فاطمة: "أحسن وقت بالنسبالنا للتسلق بيبقى في شهر 4 لأن الشتا بتكون انتهت والمية اللي جاية من التلج اللي ساح بتعمل وديان والشجر بيخضر فالمنظر بيبقى حلو والجو حلو جدا".


مواضيع متعلقة