"وول ستريت": التوترات بين واشنطن وطهران تُعقد التحقيق في تحطم طائرة أوكرانيا

كتب: (أ.ش.أ)

"وول ستريت": التوترات بين واشنطن وطهران تُعقد التحقيق في تحطم طائرة أوكرانيا

"وول ستريت": التوترات بين واشنطن وطهران تُعقد التحقيق في تحطم طائرة أوكرانيا

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن التحقيق في تحطم طائرة أوكرانية من طراز "بوينج" - التي كانت متجهة من طهران إلى كييف بعد وقت قصير من إقلاعها - يواجه تعقيدات وسط توترات بين الولايات المتحدة وإيران، فمن جهتها، قالت شركة بوينج الأمريكية إنها تواصلت مع الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية ومستعدة للمشاركة في التحقيق بأي طريقة.

وكانت الطائرة المنكوبة التابعة لشركة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية، قد أقلعت صباح أمس الأربعاء، من العاصمة الإيرانية طهران، متجهة إلى كييف، إلا أنها سقطت بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار الخميني، وأسفر الحادث عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 167 راكبا من بينهم اثنان من أوكرانيا، بالإضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 9 أفراد جميعهم أوكرانيين.

وذكرت الصحيفة، أنه في التحقيق في أي حادث مشابه، تحصل كل من شركة بوينج وجنرال إلكتريك الأمريكية ووكالة التحقيق في حوادث النقل الأمريكية على إذن للوصول الى موقع الحادث، وبموجب اتفاقية دولية، يسمح المحققون غالبًا للدولة التي تتبعها شركة الطيران ولمصنعي الطائرة وأنظمتها الرئيسية بالمشاركة في تحقيقات الحادث، غير أن هذا يعد صعبًا بعدما هددت إيران باستهداف أمريكيين وأطلقت صواريخ استهدفت قواعد عسكرية أمريكية في العراق كرد انتقامي على اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني  قاسم سليماني، في غارة أمريكية الجمعة الماضية.

وقال مسؤول أمريكي على دراية بحادث تحطم الطائرة - لم تكشف الصحيفة عن هويته - إن البيانات التي نُقلت عبر الأقمار الصناعية خلال الرحلة الجوية القصيرة، قدمت بعض المعلومات الأولية عن الظروف على متن الطائرة، وأشارت إلى أن كل شيء كان طبيعيًا حتى فُقدت البيانات بشكل مفاجئ وسقطت الطائرة، وأضاف المسؤول أن البيانات اقترحت أنه ربما يكون حدث نوع من العمل العدائي، محذرًا من أنه لا يزال من المبكر الخروج بأي استنتاجات.

وكان رئيس منظمة الطيران المدني الإيراني علي عابد زادة، قال في وقت سابق، إن محققين إيرانيين عثروا على الصندوق الأسود للطائرة وستقوم منظمة الطيران المدني الإيرانية بتحليله، وقد يتم إرساله لبلد آخر حسب التكنولوجيا المتطلبة لتحليل الصندوق. وفي إشارة إلى أن السياسة قد تعرقل التحقيق، أوضح زادة أن المنظمة الإيرانية لن تسمح لشركة بوينج أو للولايات المتحدة بالحصول على الصندوق الأسود، رغم إبداء واشنطن استعدادها لمساعدة أوكرانيا والتعاون مع أي منظمة تحقق في الحادث بموجب المعاهدات الدولية، وأشارت "وول ستريت"، إلى أن مجال صناعة الطيران يعاني من اضطرابات بالتزامن مع تفاقم حدة التوترات بين طهران وواشنطن في الشرق الأوسط أحد أكثر ممرات الطيران ازدحامًا بين آسيا وأوروبا.

وعلقت عددًا من الدول علقت رحلاتها الجوية للعراق والإيران في أعقاب مقتل سليماني. وجاء ذلك في ظل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، فجر الجمعة الماضي، في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار قرب مطار بغداد.

وذكرت استخبارات الحرس الثوري الإيراني، أمس الأربعاء، أن الضربة العسكرية التي وجهتها طهران لقواعد عسكرية أمريكية في العراق، استهدفت 20 موقعا حساسا، لا سيما في قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار غرب العراق، وأن 80 جنديا أمريكيا قتلوا، كما جرى تدمير طائرات مروحية ومعدات عسكرية أمريكية، وكان مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني، حميد رضا مقدم، أعلن أن المعلومات الأولية تؤكد وقوع أضرار كبيرة في قاعدة "عين الأسد"، قائلا إن الأمريكيين يحاولون إخفاء الحقائق، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء"الشرق الأوسط".

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه ينبغي على الأمريكيين أن يشعروا بالسعادة لعدم سقوط أي خسائر في الضربات الإيرانية على قاعدتين عسكريتين في العراق، متوعدا طهران بفرض عقوبات اقتصادية جديدة، موضحا في مؤتمر صحفي: "لم يصب أمريكيون في هجوم الليلة الماضية الذي شنه النظام الإيراني قواتنا الأمريكية العظيمة مستعدة لأي شيء، إيران تراجعت فيما يبدو"، وفقا لما ذكرته قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية.

وأوضح ترامب، في كلمة، أمس الأربعاء، إنه لن يتم السماح مطلقًا لإيران بامتلاك سلاح نووي، وأن على إيران التخلي عن طموحاتها النووية، وإنهاء الدعم للإرهاب، لافتا إلى أن سعيها لامتلاك قدرات نووية يهدد العالم، وأكد ترامب أن الولايات المتحدة تواصل النظر في خيارات أخرى، وستفرض عقوبات اقتصادية قوية على إيران.


مواضيع متعلقة