بعد رحيل والد إيهاب توفيق.. روشتة لتجاوز الحوادث: "محدش يقوله متبكيش"

03:06 م | الخميس 09 يناير 2020

بعد أيام قليلة من زيارتهم الأولى لمصر وعودة أسرته لأمريكا، لقي والد الفنان إيهاب توفيق مصرعه، صباح اليوم الخميس، إثر اندلاع حريق هائل في فيلته بدائرة قسم أول مدينة نصر، في واقعة مأساوية.

وكشفت مصادر أمنية وقضائية، أنَّ المعاينة أكّدت أنَّ النيران التهمت معظم محتويات فيلا الفنان إيهاب توفيق، وأدت إلى تفحم جثة والده، وانتدبت النيابة المعمل الجنائي لتحديد أسباب الحريق.

وعلى هامش معاينة النيابة، أوضح الفنان إيهاب توفيق تفاصيل وفاة والده، قائلًا لـ"الوطن"، إنَّه كان يتواجد في الطابق الثاني، ووالده يقطن في الطابق الأول، ومع اندلاع الحريق حاول رفقة العاملين بالمنزل مساعدته في الخروج، إلا أنَّ النيران كانت قوية للغاية، "وهو رجل كبير في السن لا يستطيع الحركة بشكل سريع".

مساندة الأسرة والأصدقاء والبكاء.. خطوات لتجاوز الأزمة

صعوبة الأزمة، تكمن في الوفاة المفاجئة وتفحم الجثة، لذلك توجد عدة خطوات لتسهيل الأمر نفسيا على إيهاب توفيق، حيث قدم عدد من الاستشاريون النفسيون روشتة لتجاوز ذلك.

الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي، أكدت أن وفاة أحد أفراد الأسرة يعتبر أمرا صعبا للغاية، وتتضاعف صعوبته، في عامل المفاجأة والحريق، لذلك سيمر الفنان بعدة مراحل فيها تختلف قوتها والتعامل معها من شخص لآخر، أولها الصدمة التي تجعله غير مدرك للأمر على الإطلاق.

وتابعت حماد، لـ"الوطن"، أن المرحلة الثانية هي الإنكار لعدم تصديق الوفاة، يليها الغضب الشديد من سبب الوفاة واتهام الآخر، ثم الاكتئاب الضخم لتأكده من الواقعة، وأخيرة التقبل بقبول فكرة الفقدان والتعايش معها بحسب قوة كل فرد النفسية.

الدعم النفسي، هو كلمة السر في تخطي صعوبة الموقف، على حد قول حماد، موضحة أنه يجب على المحيطين بـ"توفيق" من أسرته وأصدقائه وجمهوره تقديم العون والحب له، فضلا عن اللجوء إلى الله عز وجل وتقبل أمره.

"محدش يقوله متبكيش".. حذرت أيضا من محاولة البعض الخاطئة منعه من البكاء حزنا على فقدان والده، حيث إن ذلك الأمر يساهم في التنفيس عن الحزن والألم، مضيفة أنه يجب أيضا التخفيف من مسئولياته بهذه الفترة من قبل الأصدقاء والأسرة والمقربين له، فضلا عن الاستماع الجيد له ولحديثه وحزنه، ما سيساهم في مساندته نفسيا بشدة.

اللجوء للقرآن والعمل.. اقتراحات أخرى لتخطي الوفاة

وشاركها في الرأي نفسه، الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، مؤكدا صعوبة تلك الفترة، حيث يسيطر على الفرد الإحباط والإكتئاب الشديد، والذي يمكن تجاوزه من خلال دعم المقربين نفسيا له.

وأضاف فرويز أنه بالبداية يرفض الشخص تقبل رحيل أحد أفراد أسرته من شدة الصدمة، وتختلف ردة فعل كل فرد من الآخر، حيث يمكن أن يسبب ذلك مشاكل جسمانية لدى البعض من القدرة على عدم تحريك اللسان أو اليد، ثم بعد فترة وجيزة يبدأ في البكاء الشديد.

يمكن لتوفيق تخطي الأزمة من خلال عدة خطوات، في رأي استشار الطب النفسي، على رأسها تقديم الدعم له من زوجته وأطفاله وأصدقائه ومنحه طاقة حب كبيرة وتخفيف الحزن عنه، ومشاركة همومه، بالإضافة إلى الاستماع لآيات القرآن الكريم واتخاذ الموعظة منها، كما يمكن له توجيه جهوده للعمل بشكل أكبر والسفر للخارج أيضا لتجنب التفكير في الأمر بشكل أقل.