محلل سياسي: إيران لم تصدر الوكلاء واختارت المواجهة المباشرة مع أمريكا

محلل سياسي: إيران لم تصدر الوكلاء واختارت المواجهة المباشرة مع أمريكا
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" أن أكثر من 10 صواريخ باليستية إيرانية استهدفت، صباح الأربعاء، عسكريين من القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بالعراق.
وأضافت البنتاجون، في بيان لمساعد وزير الدفاع للشؤون العامة جوناثان هوفمان، بثته "سي إن إن" الأمريكية، أنه من الواضح أن هذه الصواريخ أُطلقت من إيران، واستهدفت قاعدتين عسكريتين عراقيتين على الأقل، تستضيفان أمريكيين وعسكريين من قوات التحالف في منطقة عين الأسد وأربيل.
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن استهدافه قاعدة عين الأسد الأمريكية في محافظة الأنبار، حيث تقع قاعدة عين الأسد غربي العاصمة العراقية، بغداد، على بعد 200 كيلومتر، حسبما أفادت قناة "Press TV" الإيرانية.
وقال المحلل السياسي إيهاب عباس إن إيران أعلنت وقامت بالتهديد عقب عملية مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بالرد على الولايات المتحدة الأمريكية، وكان أمامها خيارين لا ثالث لهما، الأول يتعلق بدخول طهران في مواجهة مباشرة مع واشنطن، وهذا الخيار يتلخص في أن الأقوى سيستطيع أن ينتصر على الآخر، أما الخيار الثاني كان أمام نظام الملالي في طهران ويتمثل في استخدام الوكلاء مثل الحوثيين في اليمن أو الحشد الشعبي في العراق وكتائب حزب الله في العراق وسوريا أو حزب الله في لبنان، والميليشيات الأخرى التي تدعما إيران كقوى ظلامية تعمل داخل أطر الدول المجاورة لها.
وحذر الحرس الثوري الإيراني، في الساعات الأولى من الأربعاء، بأنه سيشن مزيدا من الضربات التي وصفها بـ "الساحقة" إذا قامت أمريكا باعتداء جديد، مهددا بمهاجمة أي دولة إقليمية تتحول إلى منصة لـ"الاعتداءات الأمريكية"، حسب وصف الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف المحلل السياسي في رسالة صوتية من واشنطن، لـ"الوطن": "إيران اختارت الحل الأول وهو الدخول في مواجهة مباشرة وهذا يعد أمرا خطيرا للغاية، فطهران من وجة نظرها ترد به على مقتل قاسم سليماني، والذي يعتبر من القيادات الكبرى في إيران، ربما في أهميته يوازي رئيس الدولة حسن روحاني ذاته، وأعتقد أن إيران نقلت الكرة مرة أخرى في ملعب الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن تبادل للكرات تم بين الملعبين خلال الأسبوع الماضي، في أكثر من مناسبة بداية من القصف الإيراني لقواعد عسكرية عراقية بها جنود أمريكيين ثم الاعتداء على السفارة الأمريكية في بغداد، والرد الأمريكي بقتل ما يقرب من 25 من قوات كتائب حزب الله العراقي التابع لإيران، ثم جاء بعد ذلك مقتل قاسم سليماني ونهاية بالرد الإيراني الآن".
وسحب عدد من أعضاء التحالف الدولي جنودهم من العراق، تخوفا من هجمات جديدة على قواعدة عسكرية سبق أن طالها 15 هجوما صاروخيا منذ نهاية أكتوبر الماضي، بحسب "سكاي نيوز".
وتابع عباس: "الأمور تتصاعد والتوتر يزداد في المنطقة، هذا ما نشاهده في الفترة القادمة، وكيفية الرد الأمريكي واحتمالية الرد الإيراني بعد ذلك، وهل سيستمع أحد الطرفين لصوت العقل؟، أم ستكون هناك إرهاصات وبدايات حرب كبرى بين الدولتين".
واختتم إيهاب عباس حديثه لـ"الوطن": "تصريحات وزير الدفاع الأمريكي قبل قليل، تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة لحسم أي حرب، وتعد هذه التصريحات قوية للغاية وتدل على مدى جاهزية واشنطن".
كما أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحيط علما بالتقارير الواردة بشأن تعرض قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق لقصف صاروخي، و"يتابع من كثب" تطورات الأوضاع.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام، في بيان: "نحن على علم بالتقارير الواردة بشأن هجمات استهدفت منشآت أمريكية في العراق، تم إطلاع الرئيس وهو يتابع الموقف عن كثب ويتشاور مع فريقه للأمن القومي".