رفعت سلام: أشعر بتحسن بعد أول جرعة من علاج سرطان الرئة

رفعت سلام: أشعر بتحسن بعد أول جرعة من علاج سرطان الرئة
قال رفعت سلام، الشاعر والمترجم، إن حالته الصحية بدأت فى التحسّن بعد تلقي أول جرعات العلاج من "سرطان الرئة"، معبّراً عن امتنانه للمحبة التي غمره بها أصدقاؤه، مقدّماً الشكر إلى جامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد عثمان الخشت، ورجل الأعمال المهندس سميح ساويرس، اللذين بادرا بتحمل نفقات العلاج الخاصة به.
وأشار "سلام"، في حوار لـ"الوطن"، إلى أن "هذه الأزمة فرضت عليه طرح فكرة إنشاء صندوق للرعاية الصحية للأدباء، تفادياً لأي أزمات مشابهة قد تحدث لآخرين في المستقبل".. وإلى نص الحوار:
* ما آخر تطورات حالتك الصحية؟
- بدأت في تلقي العلاج "الحقنة الأولى"، يوم السبت الماضي، والثانية ستكون بعد 3 أسابيع، ومن المفترض أن تكون المرحلة الأولى من العلاج 4 حقن، وبعدها سأجري تحاليلا وفحوصات بالأشعة، لنرى نتيجة العلاج، وبناءً عليها سيكون قرار الطبيب.
* هل توجد بوادر لتحسن الحالة الصحية؟
- لحسن الحظ هناك تحسّن ملحوظ في حالتي الصحية، ولأول مرة أدخل مكتبي منذ 3 أشهر.
"الخشت" يوجّه "القومي للأورام" بشراء الأدوية
* ما هي المشكلة التي واجهتك في الحصول على العلاج؟
- الحقن مستوردة، وهي العلاج الجيني (المناعي)، ويعتبر أحدث علاج لسرطان الرئة في العالم، ومتوافر بالصيدليات، لكنه غير موجود بالمستشفيات الحكومية، وقد أصر عليه الطبيب المعالج، لأنه بدون آثار جانبية، ويخضع المريض لنوع من التحاليل قبل البدء في العلاج، لمعرفة مدى توافق الجسم مع هذا العلاج، وقد وجد الطبيب أن جسمي متوافق مع العلاج بنسبة 100%، وبالتالي تمسّك بهذا العلاج، وكانت المشكلة الوحيدة في ثمن الحقن الذي يبلغ سعر الواحدة منها 100 ألف جنيه.
"ساويرس" وافق على تحمل نفقات علاجي.. لكن فضلت التأجيل
* ما هي الجهة التى تكفلت بدفع قيمة هذه الحقن؟
- أنا دفعت تكاليف الحقنتين الأولى والثانية، حتى لا أتأخر عن البدء في العلاج، لأنه كان من الضروري البدء في العلاج مبكرا، تفادياً لتدهور حالتي الصحية، لحين الانتهاء من إجراءات التبرع من جامعة القاهرة والمهندس سميح ساويرس، على أن تتكفّل الجامعة بباقي قيمة العلاج.
* هل تراجعت جامعة القاهرة عن تحمل تكاليف العلاج كما تردد مؤخرا؟
- ليس صحيحاً، الجامعة على تواصل معي، والدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، مشكوراً أصدر قراراً بأن يشتري المعهد القومي للأورام الحقن مباشرة، لأن المعهد تابع للجامعة، وبدأت الإجراءات في الوقت الحالي، كما تطوع الكاتب محمد سلماوي، للحديث مع المهندس سميح ساويرس، الذي أبدى موافقته الفورية على تحمل نفقات العلاج، وطلب رقم الحساب الخاص بعيادة الطبيب المعالج، وأنا قلت لـ"سلماوي"، مؤخراً، طالما أن الجامعة تطوعت بشراء الحقن، فيمكن تأجيل تلقي تبرع سميح ساويرس، للمرحلة التالية إذا ما كانت هناك مرحلة ثانية للعلاج.
إنشاء صندوق لرعاية الأدباء صحيا.. والأزمة كشفت الوضع المُؤلم للكتّاب
* اتحاد الكتاب قال إنه سيجد مخرجاً للمساهمة في العلاج رغم عدم انتسابك له.. فماذا حدث؟
- الاتحاد من المفترض أنه مسؤول عن الكتاب، وحسب معلوماتي فإن لدى الاتحاد وديعة بـ20 مليون جنيه من حاكم الشارقة، أهداها للاتحاد لعلاج الكتاب، ولم يقل لعلاج الأعضاء، والحقيقة أن الدكتور علاء عبدالهادي، رئيس الاتحاد، حدّثني وكان متحرجاً، وقلت له "لا تشغل بالك"، وسوف نسعى لحلول أخرى، خاصة أن نظام العلاج بالاتحاد حدّه الأقصى 10 آلاف جنيه، وهو مبلغ لن يُجدي في حالتي، ثم تواصل معي مرة أخرى، وقال إنه ضمني لعضوية الاتحاد لكي يحل مشكلة البيروقراطية، لكني قلت له لا أريد مبلغ الـ10 آلاف جنيه، لأن هناك من سيحتاجها من الكُتاب في الاتحاد، فجامعة القاهرة مشكورة تدعمني، وأنا أستند إليها، فهي جامعتي، وهناك أيضاً المهندس سميح ساويرس، وبالتالي ليس هناك قلق من هذا الموضوع أو من باقي العلاج.
* كيف ترى التعامل مع أزمتك على مستوى القراء والمثقفين؟
- فوجئت بكل هذا القدر من المحبة، ومن الوهلة الأولى كنت أشعر أن هذه المحبة هي التي ستنقذني من المشكلة، وهذا ما يحدث بالفعل، فهي التي أثارت ردود الفعل عند الجهات المختلفة، ودفعتها للتدخّل بتحمّل نفقات العلاج، لأنه للأسف هناك أمراض حين يقع فيها الأدباء والمثقفون، لا يقدرون على تحمل نفقات علاجها بمفردهم.
* من واقع هذه الأزمة وغيرها من المشكلات الصحية التى يتعرّض لها المثقفون.. كيف يكون الحل؟
- هذه الأزمة كشفت أن وضع الكُتاب مزرٍ ومؤلم، ولو الكتب تحقّق عائداً مادياً لكان هذا المبلغ عائد كتاب واحد، بينما أنا لدى نحو 30 كتاباً، لذلك ننتهز فرصة مثل هذه الأزمة التي مررت بها، وهذه الموجة من التعاطف من الأدباء، ونؤسس لصندوق أو جمعية للرعاية الصحية للأدباء، وتأسيسها بشكل مستقل أو تابع لأتيليه القاهرة، أو جمعية أهلية، وجمع تبرعات لها، وقد بدأنا بالفعل فاقترحت على بعض الأصدقاء هذه الرؤية، وهما الصديقان الشاعر محمد حربي، والكاتب أحمد سراج، وجرى طرح الفكرة في "جاليري ضي"، وبالفعل جرى بيع عدد من نسخ كتاب «النهار الآتي» بمبالغ أعلى من سعرها بكثير، بشكل أقرب إلى التبرع، والبعض اشترى النسخة بـ10 آلاف جنيه، وسيذهب العائد لتأسيس الصندوق، وسنبدأ في الفترة المقبلة في الإجراءات القانونية لإطلاق الصيغة المناسبة لهذه المؤسسة.