حرب بستار ديني.. ترامب في حضن "المسيح" وسليماني بين يدي "الحسين"

كتب: عبدالرحمن قناوي

حرب بستار ديني.. ترامب في حضن "المسيح" وسليماني بين يدي "الحسين"

حرب بستار ديني.. ترامب في حضن "المسيح" وسليماني بين يدي "الحسين"

"الحسين بن علي يحتضن قاسم سليماني"، صورة نشرها موقع المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، بعد مقتل قائد فيلق القدس بغارة أمريكية قرب مطار بغداد، فجر الجمعة الماضى، قابلتها صورة أخرى انتشرت بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحتضنه المسيح.

صورة الحسين محتضنًا سليماني، التي نشرها موقع خامنئي، حملت تعليقًا جاء فيه: "ها قد حلق لواء الإسلام العظيم وشامخ القامة إلى السماوات، لقد عانقت ليلة أمس أرواح الشهداء الطيّبة روح قاسم سليمانى الطاهرة، إنّ سنوات من الجهاد الخالص والشجاع فى ساحات مقارعة شياطين وأشرار العالم، وأعوام من تمنى الشهادة فى سبيل الله بلغت أخيرا سليمانى العزيز هذه المنزلة الرفيعة إذ سفكت دماؤه الطاهرة على يد أشقى أفراد البشر على وجه الأرض".

وفي مقابل النشر الرسمي لصورة الحسين بن علي محتضنًا سليماني، جاء نشر صورة المسيح يحتضن ترامب عبر مستخدمي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها لم تكن صورة جديدة، حيث ظهرت من قبل خلال عيد الفصح في 2017 ونشرتها صفحة مزيفة على فيسبوك باسم "تيفاني ترامب" وفقا لموقع "باز فيد"، بتقرير نشره في أبريل 2017، وأثارت حينها جدلا واسعا.

حروب بوش الصليبية وبوتين المقدسة أثارت الغضب في المنطقة

الصبغة الدينية التي يتخذها الصراع الأمريكي الإيراني في الوقت الحالي ليست جديدة على صراعات وحروب المنطقة، ففي الأسابيع التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر عام 2001 على نيويورك وواشنطن تسبب الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش في ثورة عارمة حين قال للصحفيين "هذه الحملة الصليبية... هذه الحرب على الإرهاب ستستغرق فترة من الوقت"، ليتدارك البيت الأبيض الأمر لاحقا، وأعلن أن بوش يشعر بالأسف لاستخدامه هذا التعبير.

ولكن يبدو أن الأسف الذي أعلن عنه البيت الأبيض لم يكن الشعور الحقيقي لجورج بوش، حيث عادت الكلمة للظهور من جديد في 2004، خلال خطاب لجمع التمويل من أجل الحملة الانتخابية لبوش، حيث امتدح خطاب مارك راسيكوت رئيس الحملة الانتخابية لبوش ونائبه ديك تشيني، الذي أرسله للأعضاء الجدد في الحملة في فلوريدا الرئيس الجمهوري "لقيادته حملة صليبية عالمية ضد الإرهاب". 

الصبغة الدينية كذلك استخدمتها روسيا منذ أربع سنوات، حين أيدت الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شنّ غارات جوية في سوريا ضد تنظيم "داعش"، ووصفت هذا التدخل بـ"المعركة المقدسة"، وهو الوصف الذي أثار الغضب كثيرًا حينها.


مواضيع متعلقة