بوادر حرب في العراق واشتعال صدام امريكا وإيران.. عودة أجواء التسعينيات

كتب: عبدالرحمن قناوي

بوادر حرب في العراق واشتعال صدام امريكا وإيران.. عودة أجواء التسعينيات

بوادر حرب في العراق واشتعال صدام امريكا وإيران.. عودة أجواء التسعينيات

ما أشبه الليلة بالبارحة، فالعام الجديد الذي انطلق منذ أيام قليلة، سجل بداية شبيهة بتلك التي شهدت فترة التسعينيات من القرن الماضي، حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط العديد من الصراعات التي تبدو أحداثها مكررة بنفس الأطراف ولكن بتفاصيل مختلفة.

وشهدت الأيام الأولى من عام 2020 مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، وأبو مهدي المهندس رئيس هيئة الحشد الشعبي، في استهداف مطار بغداد بصواريخ كاتيوشا ألقتها طائرة مسيرة بدون طيار، وذلك على يد الولايات المتحدة الأمريكية، لتتوعدها إيران برد قاس، ليضاف فصل جديد من الصراعات بين البلدين على العديد من الجبهات خلال الفترة الماضية، وأبرزها الخلاف على الملف الإيراني النووي، والتي فرضت الولايات المتحدة حزمة عقوبات على إيران بسببه.

اغتيال قاسم سليماني وانتشار قوات المارينز في بغداد واضطرابات في العراق

وعقب الحادث، انتشرت قوات المارينز الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد، كما اتجه الآلاف من عناصر المارينز للشرق الأوسط على البارجة USS Bataan، حيث غيرت واشنطن مسار قوات المارينز التي كانت متجهة إلى المغرب لمناورات نحو الشرق الأوسط، موضحة: "قرارنا بتحويل مارينز إلى الشرق الأوسط يظهر مرونة قواتنا البحرية".

العراق، التي وقعت على أرضها العملية العسكرية كذلك، تشهد العديد من الاحتجاجات والاضرابات والمظاهرات منذ عدة أشهر، دعت الجيش العراقي للانتشار لمواجهتها، كما هدد الرئيس برهم صالح بالاستقالة، كما تشهد أراضي العراق عدد من العمليات العسكرية الأمريكية التي تستهدف أهداف تابعة لإيران.

أحداث فترة التسعينيات كانت شبيهة كذلك بما تشهده المنطقة حاليًا، فرغم أنها الفترة التي شهدت تحسنًا طفيفًا في العلاقات الأمريكية الإيرانية المتوترة منذ عام 1979، مع وصول هاشمي ورفسنجاني، ومن بعدهما الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، إلا أن الأمور اشتعلت مرة أخرى بسبب البرنامج النووي الإيراني منتصف التسعينيات.

في عام 1995، فرضت إدارة بيل كلينتون، عقوبات تحظر على الشركات الأمريكية وفروعها الأجنبية التعامل مع إيران، وبعدها بعام وقع على قانون العقوبات على ليبيا وإيران المعروف باسم "داماتو"، الذي أقره الكونجرس بناء على مشروع قانون قدمه السيناتور الجمهوري المتطرف الفوتسي داماتو، بحجة تجفيف مصادر دعم "الإرهاب"، وكان يستهدف بالأساس قطاع الطاقة في البلدين.

أمريكا والعراق وإيران رؤوس حربة اضطرابات المنطقة في التسعينيات

وعلى مستوى العراق، كان الوضع في التسعينيات أكثر سخونة، حيث بدأت تلك الفترة بإعلان الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، ضم الكويت، لتشتعل بعدها بأشهر قليلة في يناير عام 1991 حرب الخليج الثانية، بعد قرار مجلس الأمن رقم 678 الذي يخول الدول المتعاونة مع الكويت استخدام جميع الوسائل الضرورية لتنفيذ القرار رقم 660، وعلى إثره قبل العراق بالانسحاب من الكويت.

تداعيات حرب الخليج على العراق لم تكن يسيرة، وظهرت مباشرة في مارس 1991، حيث اندلعت احتجاجات واسعة في الجنوب والشمال ضد حكم صدام حسين وتمكن المتظاهرون من السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد، لكن قوات صدام تمكنت من التصدي للمظاهرات.

العمليات العسكرية الأمريكية على الأراضي العراقية، مشهد مكرر كذلك من التسعينيات، ففي يونيو 1993، شنت الطائرات الأمريكية هجوما بصواريخ كروز على مقر المخابرات العراقية في بغداد انتقاما من محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، في الكويت قبلها بشهرين.

وفي ديسمبر 1998، شنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، حملة قصف أطلق عليها اسم "عملية ثعلب الصحراء" عقب إجلاء موظفي الأمم المتحدة من أجل تدمير برامج الأسلحة النووية والكيمياوية والبيولوجية العراقية، بالإضافة إلى الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضًا على العراق منذ عام 1990، والتي استمرت بعد ذلك بحجة التأكد من خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل، وتطبيقه قرارات مجلس الأمن، وشملت العقوبات حظراً تجارياً كاملاً باستثناء المواد الطبية والغذائية والمواد التي لها صفة إنسانية.


مواضيع متعلقة