مقتل سليماني.. هل تنذر أول صدامات العام بين أمريكا وإيران بعام ملتهب؟

كتب: عبدالرحمن قناوي

مقتل سليماني.. هل تنذر أول صدامات العام بين أمريكا وإيران بعام ملتهب؟

مقتل سليماني.. هل تنذر أول صدامات العام بين أمريكا وإيران بعام ملتهب؟

ملفات وجبهات عديدة يسير فوقها الصراع الأمريكي الإيراني منذ عدة  سنوات، من الملف النووي الإيراني إلى تهديد مصالح أمريكا في الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط ومنطقة الخليج، مرورًا بالتهديدات الإيرانية لإسرائيل ووصولًا إلى الملف السوري.

الصراعات الأمريكية الإيرانية توجها اغتيال الولايات المتحدة الأمريكية لقاسم سليماني قائد فليق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الذي يعد أحد الرجال المهمين في سياسات النظام الخارجية بالمنطقة، كأول صدام في العام الجديد بين الدولتين، والذي ينذر بعام مليء بالصدامات بينهما على مستوى العديد من الملفات، والتي سيتغير شكلها حتمًا، حيث يمكن تقسيمها لمرحلة ما قبل مقتل قاسم سليماني ومرحلة بعد مقتله، حسبما يرى الخبراء.

محمد خيري، الباحث في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، قال إن إيران في علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية تتعنت في جميع الملفات، وهو التعنت الذي سيزداد خلال الفترة المقبلة بعد اغتيال قاسم سليماني.

خيري: سعي إيران للحفاظ على صورتها سيفتح عدة جبهات للصراع

وأضاف خيري لـ"الوطن" أن عدة صدامات على أصعدة مختلفة ستحدث حتمًا بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، سيكون أبرزها الملف النووي الإيراني الذي يزداد تصميم إيران فيه على تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% أو تتجاوزها، وهو ما لن تقبله أمريكا بالطبع.

إيران ستسعى للحفاظ على سمعتها أمام الشباب الذين تجندهم في ميليشياتها العسكرية داخليًا وخارجيًا، لذلك ستستخدم وكلائها للضرر بالمصالح العسكرية في كل مكان، ما يفتح عدة جبهات للصدام والصراع، التي يرى الباحث أنها ستتمثل في استخدام حزب الله لمضايقة إسرائيل على سبيل المثال.

وتابع أنها كذلك من الممكن أن تستخدم ميليشيات الحوثي في اليمن في عمليات اختطاف دبلوماسيين أو اغتيالهم أو محاولة الهجوم على القاعدة العسكرية الأمريكية بالبحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى عودة الصدام في الخليج العربي من خلال الهجوم على منشآت النفط واختطاف الناقلات.

هاني سليمان: إيران بين اختيارين 

من جانبه، أكد الدكتور هاني سليمان المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات السياسية، أن مرحلة ما قبل اغتيال قاسم سلماني ستختلف تمامًا عن مرحلة ما بعد اغتياله، لافتًا إلى أن قتله يمثل نقطة تحول محورية في العلاقة بين أمريكا ومؤشر قوي على تغير طريقة تعاطي الإدارة الأمريكية مع الملف الإيراني.

وأضاف لـ"الوطن" أن إيران أصبحت في موقف صعب وأمام اختيارين أحلاهما مر، فالنظام مطالب بالرد على اغتيال سليماني للحفاظ على صورة وهيبة إيران داخليًا وخارجيًا، وفي نفس الوقت لا يمكنها توقع الرد الأمريكي في حالة القيام بأي خطوة، فالتحركات الأمريكية بعد قتل سليماني أصبحت غير متوقعة.

وواصل أن إيران ربما تحاول الوصول لتوازن عن طريق استخدام ميليشياتها المختلفة لتوجيه ضربات للمصالح الأمريكية، كما أن الملف النووي الإيراني سيستمر الشد والجذب فيه مع محاولات منع الصدام من جانب فرنسا وألمانيا، كما أنه من المحتمل العودة لمضايقة ناقلات النفط واختطافها، مؤكدًا أنه في النهاية ستكون كل تلك الخطوات محسوبة للغاية، ومحل خلاف داخل النظام الإيراني بسبب عدم توقع الرد الأمريكي.


مواضيع متعلقة