قاده قاسم سليماني.. كل ما تريد معرفته عن فليق القدس والحرس الثوري

كتب: دينا عبدالخالق

قاده قاسم سليماني.. كل ما تريد معرفته عن فليق القدس والحرس الثوري

قاده قاسم سليماني.. كل ما تريد معرفته عن فليق القدس والحرس الثوري

في فجر اليوم الجمعة، أعلنت الولايات المتحدة، أنها اغتالت بأوامر من الرئيس دونالد ترامب، قاسم سليماني قائد فليق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الذي يعد أحد الرجال المهمين في سياسات النظام الخارجية بالمنطقة، أثناء خروجه من مطار بغداد الدولي.

وأعلن التلفزيون الرسمي العراقي، مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، ونائب رئيس ميلشيات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، ومسؤول التشريفات في ميليشيا الحشد محمد رضا الجابري، بالإضافة لـ9 آخرين تفحموا تماما ولم يتم التعرف عليهم، في قصف صاروخي لموكبهم.

وأثارت الواقعة غضب كبير في إيران، حيث توعد المرشد الإيراني علي خامنئي بـ"انتقام قاس"، لسليماني، في تغريدة على "تويتر"، مضيفا: "انتقاما قاسيا ينتظر المجرمين الذين لطخت أيديهم بدمائه، وغياب سليماني يشعرنا بالمرارة لكن الكفاح سيتواصل لحين تحقيق النصر وجعل حياة المجرمين أشد مرارة"، كما أعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام في إيران.

 

فليق "القدس".. التحليق خارج الحدود

تعد قوة القدس، هي وحدة قوات خاصة لقوات الحرس الثوري الإيراني، حيث إنها مسؤولة عن العمليات بخارج الحدود الإقليمية، وتتبع رسميا تعليمات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي.

تم إنشاء الفليق، أثناء حرب الخليج الأولى كوحدة خاصة ضمن قوات حرس الثورة الإسلامية، للمشاركة في الحرب ضد قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ثم اتسعت عمليات فيلق القدس إلى أفغانستان، ولا توجد معلومات محددة عن عدد الأفراد بالقوة الإيرانية حيث إنها تتجاوز 20 ألف مقاتل، بحسب بعض الوكالات الإخبارية.

ونشر اتحاد العلماء الأمريكيين، وثيقة تعود لعام 1998 تضمنت: "التركيز الأساسي لفيلق القدس هو تدريب الجماعات الإرهابية الأصولية الإسلامية، كما أنه مرتبط بمكاتب إيرانية لحركات التحرر، التي تحافظ على بناء اتصالات مع منظمات المُقاومة الإسلامية تحت الأرض في جميع أنحاء العالم الإسلامي".

كما نشرت صحف أمريكية، في مطلع عام 2010، أن مهام الفيلق اتسعت مع حزب الله لتشمل  حملة جديدة من الهجمات التي تشمل هيئات دولية أخرى غير الولايات المتحدة وإسرائيل.

شارك الفليق في حرب الخليج الأولى، والاشتباكات بين البوسنة والهرسك، وانتفاضة 2001 في هرات، وصراع بلوشستان، وصراع إيران وحزب الحياة الحرة بكردستان، والحرب الأهلية السورية، ومعركة الموصل عام 2014.

تولى قاسم سليماني، قيادة الفليق، بتعيين من خامنئي في مارس 1998، بعد استقالة أحمد وحيدي من منصبه، حيث بات حينها رسميا مسؤولا عن جميع الأنشطة الإرهابية وتجنيد وتصدير الأصولية من قبل قوة القدس في دول الجوار والشرق الأوسط ودول آسيوية أخرى وأفريقيا وأمريكا وأوروبا، كما أصبح مستشار خامنئي في شؤون بعض هذه الدول، وتولى التخطيط بشأن تعزيز النفوذ السياسي للأنشطة الإرهابية في لبنان وسوريا والشؤون الفلسطينية.

 

 

الحرس الثوري.. قوة إيران الضاربة

أدرجته أمريكا في أبريل الماضي، ضمن قائمة الإرهاب الخاصة بها، حيث كانت تلك أول مرة تضع فيها واشنطن، جزءً أساسيًا من جيش دولة أخرى على قائمة الإرهاب، حيث يعتبر هو القوة العسكرية المهيمنة في إيران، فهو من يقف وراء العديد من العمليات العسكرية خارج البلاد، مثل الحرب في سوريا وغيرها.

الحرس الثوري، يعد واحدا من أهم الأجهزة الأمنية والعسكرية في إيران، ويلعب دورا خطيرا في دعم المنظمات الإرهابية في المنطقة، وتأسس عقب الثورة على نظام الشاه سنة 1979 بقرار من المرشد الخميني، بهدف حماية النظام الجديد، ويقدر عدد أفراده لأكثر من 125 ألف.

القائد العام للحرس هو محمد علي جعفري، الذي عيّنه خامنئي، في 1 سبتمبر 2007، خلفا للواء يحيى رحيم صفوي، الذي سبق أن تباهى قائده بتجهيز 200 ألف شاب مسلح في سوريا والعراق وأفغانستان وباكستان واليمن، كما أنه من خلال "فيلق القدس" الذي يمثل قوات النخبة في الحرس الثوري، تتدخل إيران في سوريا لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد عسكريا في مواجهة المعارضة.

ويتضمن الحرس قوات برية وبحرية وجوية، ويمتلك عدة أنواع من الأسلحة، تتضمّن صواريخ ودبابات وطائرات مقاتلة، حيث إن قسم كبير من الأسلحة التي يمتلكها الحرس الثوري، وهي صناعة إيرانية محلية الصنع.

كما يتمتع بسلطة الإشراف على الأسلحة الاستراتيجية في البلاد، وعلى مليشيات "الباسيج" التي تتكون من 90 ألف من المتطوعين، ويحتوي على قوة سياسية واقتصادية أيضا، فكثير من رجالاته تولوا مناصب سياسية مهمة في البلاد، وأبرزهم الرئيس السابق أحمدي نجاد.

ورجحت عدة تقارير أمريكية أن الحرس الثوري يسيطر على نحو ثلث اقتصاد البلاد، من خلال مجموعة مؤسسات الحرس الثوري هو أداة النظام لقمع أي معارضة داخل إيران، حيث إنه لديه عدد لا يُحصى من مشروعاته الخاصة، مثل "النفط، البتروكيماويات، الطرق والمواصلات، المياه، الصناعة، والمناجم".


مواضيع متعلقة