خبير أمني يشرح لـ"الوطن" تداعيات إرسال تركيا قوات لميليشيات "طرابلس"

كتب: محمد حسن عامر

خبير أمني يشرح لـ"الوطن" تداعيات إرسال تركيا قوات لميليشيات "طرابلس"

خبير أمني يشرح لـ"الوطن" تداعيات إرسال تركيا قوات لميليشيات "طرابلس"

وافق البرلمان التركي، اليوم، على مذكرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تتيح لها إرسال قوات عسكرية لدعم ميليشيات العاصمة الليبية "طرابلس" الداعمة لحكومة الإخوان الإرهابية؛ للحيلولة دون مزيد من التقدم للجيش الوطني الليبي، وفق صحيفة "حرييت" التركية.

وتجيز مذكرة التفاهم التي وافق عليها البرلمان "كل شيء" بحسب فؤاد أوكتاي نائب الرئيس التركي، الذي قال إن التفويض من البرلمان يستمر لمدة عام، ويشمل تقديم المساعدات الإنسانية حتى إرسال قوات عسكرية.

في هذا السياق، يتوقع الخبير الأمني العميد سمير راغب أن تتغير موازين القوى عسكريا في ليبيا حال وصول قوات تركية إلى ليبيا بعد أن كانت تميل نسبيا إلى كفة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

ويشرح مدير المؤسسة العربية للدراسات، خلال اتصال هاتفي لـ"الوطن"، كيفية هذه التحولات قائلا: "طبيعة الصراع في ليبيا أنه صراع بين مجاميع صغيرة لا تتجاوز في المعركة الواحدة ألف على كل جانب، ويعتمدون على أسلحة متشابهة صغيرة ومتوسطة وبعض الطائرات المسيرة، وبالتالي فإن أي دخول لأي سلاح نوعي أو مقاتلين بدعم أحد الأطراف يغير من موازين الصراع".

وأضاف "راغب": "وهنا أنوه بأن الأمر ليس بالأعداد التي سترسلها تركيا، الجيش الوطني الليبي يحارب على 7 محاور رئيسية وكل محور يتفرع لمحاور فرعية فهو لا يستطيع توفير أكثر من ألف في المحور الواحد، كذلك الوضع على الجانب الأخر، بالتالي أولا: الكفاءة القتالية والتسليح متقارب للطرفين، ولكنها تميل لكفة حفتر أكثر لكونه أكثر نظامية ما جعله ينجح في المعارك السابقة ويسيطر على معظم طرابلس".

وقال "راغب": "الطرف الثاني المتواجد في غرب ليبيا مدافع، أي أن فرصته عسكريا أكبر من المهاجم لأنه متخندق ومحصن مقارنة بالطرف المهاجم المكشوف وهو هنا الجيش الوطني، المهاجم يسعى للتقدم بينما يسعى طرف طرابلس للحفاظ على أماكنه وخطوطه الدفاعية، وهنا القوات التركية إذا قدمت ستعزز الخطوط الدفاعية للحفاظ عليها واستنزاف المهاجم، المهاجم عندما يتم وقف تقدمه ويواجه أي استنزاف سيدفعه ذلك للتقهقر، لأنه لن يتحمل الخسائر وستتعثر عملية تحرير طرابلس وسيكون لذلك التعثر ارتدادات سلبية".

وتابع الخبير الأمني: "الطرف المتمركز في الغرب أو في طرابلس سيكون في المقدمة منه العناصر المرتزقة ولديهم سلاح خفيف وبعض السلاح النوعي، إذا نجحت هذه العناصر في مهمة الحفاظ على الخطوط، ونجحت في تحقيق ارتدادات هجومية يمكن في هذه الحالة أن توفر بيئة أكثر مناسبة للدفع بقوات نظامية من الجانب التركي، ومن ثم إمكانية السيطرة على قاعدة جوية و بحرية وتأمينها ما يمهد للوصول إلى بطاريات دفاع جوي وطائرات مقاتلة وعناصر القيادة و السيطرة، والدفاع الأرضي من تركيا، في هذه الحالة كفة الصراع ستميل تماما لجانب طرابلس، ويمكن أن تقوم تركيا بعمل تواجد بحري وعسكري ويمكن أن تقيم جسرا جويا لنقل قوات سواء من الإرهابيين أو النظامية، ويمكن لاحقا أن يكون هناك تحول للقوات من الدفاع و الصد إلى استعادة الخطوط وتقوم بتأمين خط دفاعي والتعزيز عليه شرق مصراته، وقبل مدينة سرت، وحتى شرق غريان".

ومع تأكيد البعض أن التواجد العسكري والدعم التركي للميليشيات ليس جديدا بالنسبة للجيش الوطني الليبي، قال "راغب": "الدعم للميليشيات شيء ومواجهة تركيا بالوكالة غير مواجهتها بالأصالة أو الحرب الهجين، والحرب الهجين التي تقوم على جزء نظامي وشبه نظامي وجزء إرهابي وحرب عصابات، ستنهك الجيش الوطني الليبي في حرب العصابات لاستنزافه، وإذا تعثرت تلك العصابات ستتدخل القوات النظامية التركية، ويمكن لاحقا لأنقرة الدفع بعناصر قيادة وسيطرة والاتصال وسينشئ مراكز عمليات لإدارة أعمال القتال وللاتصالات والإنذار المبكر وغيرها".


مواضيع متعلقة